أفريقيا في أسبوع (2024/06/08)

ننطلق في عرضنا لموجز الأخبار الأفريقية من دولة نيجيريا، حيث بدأت النقابات العمالية الرئيسية في نيجيريا؛ مؤتمر العمل النيجيري ومؤتمر نقابات العمال،  إضرابا لأجل غير مسمى يوم الجمعة، مما أدى إلى إغلاق الشبكة الكهربائية الوطنية وتعطيل الرحلات الجوية في جميع أنحاء البلاد. ويأتي هذا الإجراء احتجاجًا على فشل الحكومة في الاتفاق على حد أدنى جديد للأجور. وتطالب النقابات بزيادة من 30 ألف نيرة (20 دولارًا) إلى ما يقرب 500 ألف نيرة (336 دولارًا) شهريًا، بينما اقترحت الحكومة 60 ألف نيرة (40 دولارًا). وتقول النقابات أن الأجور الحالية غير كافية وسط ارتفاع معدل التضخم وأزمة تكاليف المعيشة التي تفاقمت بسبب الإصلاحات الحكومية الأخيرة. وسيستمر الإضراب حتى التوصل إلى اتفاق جديد للأجور. غير أنها أوقفت الإضراب لمدة أسبوع بعد اجتماع طارئ مع الحكومة.

وفي الجمعة نفسه، أكد رئيس بنك التنمية الأفريقي أن أفريقيا تحتاج إلى إعادة هيكلة أسرع للديون، وشروط إقراض أكثر ملاءمة، وتجديد موارد صندوق التنمية الأفريقي بقيمة 25 مليون دولار لمنع “العقد الضائع”. وشدّد أديسينا على التقدم البطيء في الإطار المشترك لمجموعة العشرين (G-20) لإعادة هيكلة الديون، مسلطا الضوء على أن تعافي أفريقيا من الوباء وارتفاع أسعار الفائدة العالمية كان بطيئا. وأشار أديسينا إلى أن 22 دولة أفريقية معرضة بشدة لخطر أزمة الديون، حيث ارتفعت تكاليف خدمة الديون من 17 مليون دولار في عام 2010 إلى 74 مليون دولار هذا العام. ودعا إلى عملية أسرع ضمن الإطار المشترك مقترحا توسيع نادي باريس ليشمل دائنين أكثر تنوّعا لتسهيل التوصل إلى حلول أسرع.

وفي يوم الاثنين، أعربت السفارة الأمريكية في الكونغو عن إحباطها إزاء نقص المعلومات وعدم إمكانية الوصول إلى الأمريكيين المحتجزين في أعقاب محاولة الانقلاب الأخيرة في البلاد، حيث لم تشارك السلطات الكونغولية التفاصيل أو تمنح حق الوصول القنصلي للأمريكيين المحتجزين، مما أثار مخاوف العائلات التي تسعى إلى التأكد من سلامة أحبائها. وأسفرت محاولة الانقلاب التي قادها المعارض كريستيان مالانغا، عن مقتل مالانغا والعديد من الأشخاص الآخرين، مع تورط بعض الأمريكيين في الحادث. وعلى الرغم من طلبات المسؤولين الأمريكيين، لم توضح السلطات الكونغولية بعد إذا كان الأمريكيون المحتجزون سيمثلون أمام المحكمة. ولا يزال مصير المعتقلين غير مؤكد، حيث تنتظر عائلاتهم بفارغ الصبر تحديثات بشأن حالتهم. و بينما تتضارب الروايات حول تورط الأمريكيين، تؤكد العائلات براءتها، مدعّية بأنها لم تكن على علم بخطط الانقلاب وكانت في الكونغو لأغراض ترفيهية.

وفي يوم الثلاثاء، طلبت زامبيا زيادة برنامج قروضها مع صندوق النقد الدولي من 1.3 مليون دولار إلى 1.7 مليون دولار لمعالجة تأثير الجفاف الشديد. وأشار صندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الثالثة للتسهيل الائتماني الممدد لزامبيا، مما يمهد الطريق للحصول على ما يقرب من 573 مليون دولار بعد موافقة المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي. وهذا يمثل الدفعة الرابعة في إطار هذا التسهيل. ويرى وزير المالية سيتومبيكو موسوكوتواني أن الاتفاق على مستوى الخبراء بمثابة شهادة على التزام زامبيا باستعادة الاقتصاد الكلي والقدرة على تحمل الديون في إطار برنامج صندوق النقد الدولي.

وفي يوم الأربعاء، زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بوركينا فاسو، حيث وعد بزيادة الدعم لمحاربة الجماعات المسلحة لكونه جزءا من جهود روسيا لملء الفراغ الذي تركه الشركاء الغربيون. وسلط لافروف الضوء على المساعدة الروسية في تدريب جيش بوركينا فاسو وتزويدها بالمعدات لتعزيز القدرات الدفاعية ضد التهديدات الإرهابية. ومع التحديات الداخلية التي تواجهها بوركينا فاسو، بما في ذلك العنف المتطرف وعدم الاستقرار السياسي، أكد لافروف على استعداد روسيا لدعم الدول الأفريقية التي تسعى إلى الاستقلال عما تعتبره تأثيرات استعمارية جديدة. وبعد زيارته لبوركينا فاسو، توجه لافروف إلى تشاد، وهي دولة أخرى تواجه أزمات إنسانية.

وفي الأربعاء نفسه في جنوب أفريقيا، خسر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) أغلبيته البرلمانية للمرة الأولى منذ نهاية نظام الفصل العنصري، إذ حصل على ما يزيد قليلاً عن 40% من الأصوات في الانتخابات التي جرت يوم الأربعاء. وتشير هذه النتيجة التاريخية إلى تغيّر في المشهد السياسي في جنوب أفريقيا، مما يستلزم إجراء محادثات ائتلافية من أجل احتفاظ حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بالسلطة وإعادة انتخاب الرئيس سيريل رامافوسا. وأحزاب المعارضة الرئيسية، بما في ذلك حزب التحالف الديمقراطي(21%)، وحزب MK الجديد(14%)، والمناضلون من أجل الحرية الاقتصادية (9%)، هم شركاء محتملون في الائتلاف، لكن الديناميكيات السياسية لا تزال معقدة. قال الرئيس سيريل رامافوسا إنه سيدعو الأحزاب السياسية الأخرى لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد خسارة أغلبيتها لأول مرة في العصر الديمقراطي.

وفي يوم الخميس، توعد الجيش السوداني بردّ قاسٍ على الهجوم الأخير الذي شنته قوات الدعم السريع شبه العسكرية على قرية ود النورة بولاية الجزيرة، والذي يقول نشطاء مؤيدون للديمقراطية إنه أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص. ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة هجمات قوات الدعم السريع على القرى الصغيرة منذ سيطرتها على ود مدني. ورغم مناشدات المساعدة، لم يستجب الجيش، مما أثار انتقادات من الناشطين المحليين. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ومسؤولون آخرون في الأمم المتحدة هذا الهجوم ودعوا إلى إجراء تحقيق. وقد كانت قوات الدعم السريع تخوض صراعًا الجيش السوداني منذ أبريل 2023 بسبب نزاعات حول التكامل، مما أدى إلى انتشار أعمال العنف والأزمات الإنسانية في جميع أنحاء السودان.

في هذا الأسبوع، فازت دولة صوماليا بمقعد غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو ما يمثل إنجازًا تاريخيًا للدولة التي مزقتها الحرب، وهذا هو الأول نوعه منذ السبعينيات. ولتأمين المقعد، حصلت صوماليا على دعم ساحق في تصويت الجمعية العامة. وأكد وزير الخارجية الصومالي أحمد الفقي، استعداد بلاده للاضطلاع بدورها على الساحة العالمية والمساهمة في جهود بناء السلام في جميع أنحاء العالم.

و صدر كذلك في هذا الأسبوع تقرير جديد للأمم المتحدة الذي كشف أن 181 مليون طفل دون سن الخامسة، بما في ذلك العديد من الأطفال في شمال نيجيريا، يعيشون في فقر غذائي حاد. ويحدّد التقرير الذي أصدرته اليونيسف الفقر الغذائي الحاد بأنه عدم تناول أي شيء في اليوم أو على الأكثر اثنتين من أصل ثماني مجموعات غذائية أساسية. وتشكل النزاعات، وتغير المناخ، وارتفاع أسعار المواد الغذائية أسبابا ريسية تساهم في الأمر، علما بأن أفريقيا تتحمل ثلث العبء العالمي. وعلى الرغم من بعض التقدم، مثل انخفاض معدلات الفقر الغذائي الحاد في غرب أفريقيا و وسطها، فإن سوء التغذية لا يزال يمثل قضية حرجة. و تركز مبادرات اليونيسف في نيجيريا على تعزيز التغذية من خلال الزراعة المستدامة والحدائق المنزلية، ولكن التحديات لا تزال قائمة.

وفي تطور آخر، طلبت إسبانيا التدخل في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بشأن العمليات في غزة، حسبما أعلن وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس يوم الخميس. وتهدف إسبانيا بهذه الخطوة إلى دعم محكمة العدل الدولية في تنفيذ الإجراءات، بما في ذلك إصدار أمر لإسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في رفح، جنوب غزة. ويأتي ذلك في أعقاب طلبات تدخل مماثلة من أيرلندا والنرويش، اللتين اعترفتا مؤخرا بالدولة الفلسطينية. وشدد ألباريس على التزام إسبانيا بالقانون الدولي و دور محكمة العدل الدولية باعتبارها الهيئة القانونية العليا في منظومة الأمم المتحدة. ويأتي أمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح رداً على اتهامات جنوب أفريقيا بارتكاب إبادة جماعية ضد إسرائيل، وهو ما تنفيه إسرائيل، وتزعم أنها دفاع عن النفس ضد مقاتلي حماس.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.