أفريقيا في أسبوع (2024/08/24)

ننطلق في موجز الأنباء الأفريقية لهذا الأسبوع من دولة بوتسوانا، حيث تم اكتشاف ماسة ضخمة تزن 2492 قيراطا، في منجم كاروي في بوتسوانا من قبل شركة لوكارا دايموند كورب يوم الخميس. وهي أكبر مقدار للماسة تم العثور عليها منذ أكثر من قرن، وثاني أكبر ماسة تم اكتشافها على الإطلاق، حيث تزن ما يقرب من نصف كيلوغرام، بعد ألماسة كولينان عام 1905. وعرض رئيس بوتسوانا موكغويتسي ماسيسي هذه الجوهرة في حفل، معبراً عن ارتباط البلاد العميق بالألماس. وقد أنتج منجم كاروي العديد من الماسات الكبيرة في السنوات الأخيرة، بما فيها ماسة Sewelo بوزن 1758 قيراطًا وماسة Lesedi La Rona بوزن 1111 قيراطًا. ولا تزال خطط التقييم والبيع لهذا الحجر القيم غير محددة بعد، لكن شركة لوكارا تنسب الفضل في هذا الاكتشاف إلى تقنية “X-ray” المطورة.

وفي السنغال، سجّلت الدولة التاريخ بإطلاق ناجح لأول قمرها الصناعي المعروف ب GAINDESAT-1A، من كاليفورنيا يوم الجمعة، لتنضم إلى صفوف 12 دولة أفريقية تمتلك أقمارا صناعية للمراقبة والاتصالات في الفضاء. وأشاد الرئيس باسيرو ديوماي فاي بهذا الإنجاز كما وصفه بأنه خطوة مهمة نحو “السيادة التكنولوجية” للسنغال. ووصفت مارام كيري، رئيسة وكالة الفضاء السنغالية، عملية الإطلاق بأنها إنجاز تاريخي نحو تحقيق حلم البلاد بأن تصبح دولة ترتاد الفضاء. وقد تم بناء هذا القمر الصناعي النانوي على يد مهندسين سنغاليين بالتعاون مع مركز الفضاء بجامعة مونبلييه الفرنسية، وتم إطلاقه على متن صاروخ فالكون 9 التابع لشركة SpaceX. و سيوفر بيانات لدعم الوكالات الحكومية التي تدير الموارد المائية والطيران المدني والأرصاد الجوية.

وفي ليبيا، أثارت بعثة الأمم المتحدة قلقها يوم الخميس بشأن تصاعد التوترات في طرابلس، حيث ظهرت تقارير عن فصائل مسلحة تحشد وتهدد باستخدام القوة وسط نزاع حول السيطرة على مصرف ليبيا المركزي. وسلطت نائبة رئيس البعثة، ستيفاني كوري، الضوء على التدهور السريع الذي يشهده ليبيا في الأوضاع السياسية والعسكرية خلال الشهرين الماضيين، مع اشتباك الفصائل المسلحة في مناطق مكتظة بالسكان، ما يعرض المدنيين للخطر. واشتدت الأزمة الحالية بعد أن حاولت الفصائل السياسية استبدال رئيس مصرف ليبيا المركزي، صادق الكبير، ما أدى إلى حشد الفصائل المتنافسة على الجانبين المتعارضين.

وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، تمّ الإبلاغ عن أكثر من 1000 حالة إصابة جديدة بالجدري، منذ الأسبوع الماضي حتى يوم الثلاثاء. وتسعى السلطات الصحية الأفريقية بشكل عاجل إلى الحصول على لقاحات لمكافحة تفشي المرض المتزايد. وأعلنت منظمة الصحة العالمية كذلك أن الوضع في أفريقيا يمثل حالة طوارئ عالمية، علما بأن المرض ينتشر سريعا من خلال الاتصال الجلدي الوثيق. وقد أصاب هذا المرض مواطني الكونغو أكثر من غيرهم، حيث تمثل نسبة الإصابة فيها 94% من مجموع حالات الإصابة في أفريقيا لعام 2024. ومع قدرات الاختبار المحدودة، فمن المرجح أن يتم التقليل من الحجم الحقيقي لتفشي المرض. وإن ظهور سلالة محتملة أكثر قابلية للانتقال في الكونغو، أدّى إلى زيادة القلق العالمي، مع اكتشاف حالة في السويد. وعلى الرغم من التعهدات بتقديم 265 ألف جرعة لقاح من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان، فإن الكونغو وحدها تحتاج إلى 3 ملايين جرعة للسيطرة على تفشي المرض.

وبخصوص السودان، عبرت شاحنات محملة بالإمدادات الغذائية الأساسية حدود أدري بين تشاد والسودان في الخميس، أغسطس 22، للمرة الأولى منذ فبراير، لتوصيل المساعدات إلى أكثر من 12,000 شخص يواجهون المجاعة في منطقة كيرينيك بغرب دارفور. وتمثل الشحنات، التي تشمل الذرة الرفيعة والزيت والأرز، إنجازاً حاسماً للجهود الإنسانية في السودان التي مزقتها الحرب، مع تفاقم الأزمة بالأمطار الغزيرة. وأشادت سيلفيان ناتشورال من برنامج الأغذية العالمي بإعادة فتح الحدود. ولقد تم إغلاق الحدود بسبب مخاوف أمنية، حيث تخشى القوات المسلحة السودانية من استخدامها لتزويد قوات الدعم السريع شبه العسكرية بالسلاح.

وفي الكينيا، أعلن وزير المالية الجديد، جون مبادي، عن خطط لإعادة فرض بعض الضرائب التي أثارت احتجاجات دامية سابقا من هذا العام. وكشف مبادي في مقابلة تلفزيونية، أن مشروع قانون التعديل الضريبي سيعمل بإجراءات من مشروع قانون المالية الذي تم سحبه سابقا، بما في ذلك الضرائب على السلع الضارة بالبيئة. وقد أثارت هذه الخطوة الغضب الشعبي من جديد، وخاصة بين أولئك الذين يشعرون بالإحباط بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة. وتعهدت الحركة الاحتجاجية التي يقودها الشباب بمواصلة المظاهرات، رغم أنها أسفرت عن مقتل أكثر من 50 شخصًا منذ منتصف يونيو وسط مزاعم عن وحشية الشرطة. ويواجه الرئيس وليام روتو، الذي دافع عن الزيادات الضريبية، ضغوطا متزايدة من المتظاهرين الذين يطالبون باستقالته، على الرغم من رفضه للاستقالة. وكان صندوق النقد الدولي، الذي يدعم برنامج الإصلاح الاقتصادي في كينيا، قد اقترح في السابق بعض التغييرات الضريبية وأعرب عن ثقته في إيجاد حل متوازن بعد سحب مشروع القانون السابق.

وفي مصر، تخطط الدولة لإعادة إنتاجها من النفط والغاز إلى مستوياته الطبيعية بحلول عام 2025، بدعم من الشركاء الدوليين، حسبما أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، يوم الخميس. ولقد واجهت مصر، التي كانت تسعى إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا للغاز الطبيعي المسال بعد اكتشافات كبيرة مثل حقل ظهر البحري للغاز، انتكاساتٍ بسبب نقص العملات الأجنبية الذي أدى إلى عدم سداد الديون. وبدأت الحكومة خطة سداد لـ 20% من متأخراتها، على أن يتم تسوية الباقي مع مرور الوقت. ولمعالجة نقص الطاقة، لجأت مصر إلى التخلص من الأحمال في هذا الصيف وتخطط لاستيراد ما قيمته 1.18 بليون دولار من الغاز الطبيعي وزيت وقود المازوت. ويبلغ إنتاج الغاز حاليًا 5.7 بليون قدم مكعب يوميًا. وفي يوليو، وقعت مصر اتفاقيات مع شركات عالمية لتأمين 340 مليون دولار لتعزيز الإنتاج في البحر الأبيض المتوسط ​​وخليج السويس.

ومما ورد في هذا الأسبوع، أن دولة مالاوي تلقت مبلغ تأمين بقيمة 11.2 مليون دولار لمعالجة الجفاف الشديد المرتبط بظاهرة النينيو المناخية، والذي دفع البلاد إلى إعلان حالة الكارثة في وقت سابق من هذا العام. وقدم بنك التنمية الأفريقي، بالتعاون مع مجموعة القدرة الأفريقية على مواجهة المخاطر، الأموال التي ستساعد في تقديم المساعدات الغذائية لنحو 235 ألف أسرة وتوجيه مدفوعات الإغاثة لأكثر من 100 ألف أسرة. ووصف رئيس مالاوي لازاروس شاكويرا دفع التعويضات بأنه “شريان حياة” للسكان الضعفاء في البلاد. ولقد أثر الجفاف الذي دمر الإمدادات الغذائية في ملاوي، على 23 مقاطعة من أصل 28 مقاطعة، ما يسلط الضوء على وجود الأزمة الأوسع في جميع أنحاء الجنوب الأفريقي.

و ورد في هذا الأسبوع أيضا، أن نائب وزير الخارجية الصيني، تشن شياو دونغ، أكد يوم الجمعة على أهمية تعميق التعاون الصيني الأفريقي قبل القمة الصينية الأفريقية المقبلة في بكين في الشهر المقبل. وفي حديثه في مؤتمر صحفي، سلط تشن الضوء على حاجة الصين وأفريقيا إلى الدفاع عن الجنوب العالمي في إصلاحات الحوكمة العالمية خلال القمة. وبينما يواجه العالم تغيرات غير مسبوقة، أشار تشن إلى الوحدة المتنامية في أفريقيا وجهود التحسين الذاتي. سيفتتح الرئيس الصيني شي جين بينغ قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي لعام 2024 في الخامس من سبتمبر، معلنا عن مساعدات جديدة لأفريقيا. وسيحضر القمة المقرر استمرارها لمدة ثلاثة أيام، ممثلون من 53 دولة افريقية .

وفي الختام، وجهت المجالس العسكرية في بوركينا فاسو ومالي والنيجر شكوى رسمية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، متهمة أوكرانيا بدعم الجماعات المتمردة في منطقة الساحل بغرب أفريقيا. وتأتي الشكوى في أعقاب تصريحات للمخابرات العسكرية الأوكرانية المشيرة إلى أن المتمردين الماليين تلقوا معلومات مهمة لعملياتهم. فأدى ذلك إلى قيام مالي بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا، وقامت النيجر بنفس الشيء تضامناً معها. ويفسر المجلس العسكري هذه التعليقات دليلا على التورط الأوكراني المباشر، حيث يوعمون بأن أوكرانيا تدعم الإرهاب الدولي. ولقد نفت أوكرانيا هذه الاتهامات، مؤكدة أنها لا أساس لها من الصحة. وتدعو الرسالة المشتركة من الدول الثلاث مجلس الأمن إلى معالجة ما تصفه بالتدخل الأجنبي المزعزع للاستقرار في المنطقة.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.