أفريقيا في أسبوع (2024/09/21)

ننطلق في عرض موجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع من دولة زمبابوي حيث أعلنت سلطات الحيوانات البرية، عن خططها لذبح 200 فيل لمعالجة أزمة نقص الغذاء الناجمة عن أسوأ موجة جفاف شهدتها البلاد منذ أربعة عقود، حيث قد أثر الجفاف الناجم عن ظاهرة النينيو على 68 مليون شخص في جميع أنحاء الجنوب الأفريقي. وسيتم توزيع لحوم الأفيال على المجتمعات المتضررة من الجفاف، منها منطقتا هوانج و تشيريدزي. وتأتي عملية ذبح الأفيال، التي لم تشهدها زيمبابوي منذ عام 1988، في أعقاب خطوة مماثلة اتخذها ناميبيا لمعالجة أزمة الغذاء. وتهدف زيمبابوي، التي تضم أكثر من 84 ألف فيل، إلى تخفيف الازدحام في حدائقها، التي لا يمكنها استيعاب سوى 55 ألف فيل، لا سيما بعد تصاعد الصراعات بين الإنسان والحياة البرية وسط الجفاف، حيث قتلت الأفيال 50 شخصًا في العام الماضي.

في مالي، أفادت تقارير بمقتل أكثر من 70 شخصا، يوم الخميس، في هجوم شنته جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبطة بتنظيم القاعدة، على عاصمة مالي، باماكو. واستهدف الهجوم أكاديمية تدريب الشرطة والمطار القريب منها، ما أدى إلى صدمة وغضب في جميع أنحاء البلاد. وتقدر مصادر أمنية عدد القتلى بـ 77 شخصا وإصابة 255 آخرين، بينما تشير بعض التقارير إلى أن العدد قد يكون أعلى من ذلك. و زعم مقاتلو جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أنهم قتلوا معض جنود فاغنر الروسية وأنهم ألحقوا أضرارا بطائرة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي. ويسلط الهجوم، الذي أثار إدانة دولية واسعة النطاق، الضوء على عدم الاستقرار المستمر في مالي ويقوّض مزاعم المجلس العسكري، الذي استولى على السلطة في عام 2021، بأنه قد نجح في تحقيق الاستقرار في البلاد بمساعدة القوات الروسية بعد رحيل القوات الفرنسية. ويشير المحللون إلى أن الهجوم يعد خطوة استراتيجية لإجبار حكومة مالي على تحويل تركيزها الأمني ​​من المناطق الريفية إلى المدن الكبرى.

بخصوص تشاد، أعلن الجيش الأمريكي هذا الأسبوع عن عودة القوات الخاصة الأمريكية إلى تشاد، بعد انسحابها قبل الانتخابات الرئاسية في مايو. ويأتي هذا القرار الذي اتخذه الرئيس التشادي، محمد ديبي، وسط اهتمام عالمي زائد بالأهمية الاستراتيجية لأفريقيا. وأكد هذه الخطوةَ الجنرال كينيث إيكمان، الذي أشرف في السابق على انسحاب القوات من النيجر. وكذلك أعرب قائد القيادة العسكرية الأمريكية الإفريقية (أفريكوم)، الجنرال مايكل لانجلي، عن نهج الولايات المتحدة “المرتكز على الشراكة”، مع تولي الدول الإفريقية زمام المبادرة في جهود مكافحة الإرهاب. وبينما تتنافس روسيا والصين والولايات المتحدة على النفوذ في القارة، أكد لانجلي على الاحترام المتبادل في العلاقات الأمريكية الأفريقية، وتجنب الإنذارات النهائية بشأن الشراكات الأمنية.

وفي جنوب السودان، تم تأجيل الانتخابات العامة التي طال انتظارها، إلى ديسمبر 2026 بسبب عدم كمال الاستعدادات. وهذه هي المرة الثانية التي تؤجِّل فيها البلاد الانتخابات، تمديدا للفترة الانتقالية التي بدأت في فبراير 2020. ويأتي هذا القرار في أعقاب اتفاق السلام لعام 2018 بين الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار، والذي أنهى حربًا أهلية دامت خمس سنوات، و خلفت ما يقدر بنحو 400 ألف شخص متوفى، كما تسببت في تشريد ومجاعة واسعة النطاق. و أوضحت الحكومة الحاجة إلى مزيد من الوقت لاستكمال المهام الرئيسية مثل التعداد الوطني، وصياغة دستور دائم، وتسجيل الأحزاب السياسية. وتواجه جنوب السودان أيضًا أزمة اقتصادية، حيث يحتاج ما يقدر بنحو 9 ملايين شخص إلى المساعدات الإنسانية، إذ الحكومة  تعجز عن دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وتنخفض صادرات النفط بسبب الصراع في السودان المجاورة. وحذر المحلل السياسي، أندريا ماخ مبيور، من أن إجراء انتخابات زائفة سيكون بمثابة إهدار للموارد، في حين أدت المخاوف بشأن قانون أمني جديد إلى زيادة المخاوف من القمع قبل التصويت.

وأعربت الأمم المتحدة عن خيبة أملها لأنها أيدت تمديد الفترة الانتقالية في جنوب السودان إلى فبراير 2027، والتي كان من المقرر أن تنتهي في هذا العام. وأعرب نيكولاس هايسوم، رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (UNMISS)، عن أسفه خلال اجتماع استثنائي في جوبا، مشيرا إلى حدوث تأخيرات مماثلة قبل عامين. وقد تم ذكر عملية السلام المتوقفة في جنوب السودان، والأزمات الاقتصادية، والمواعيد غير المحققة من اتفاقية السلام لعام 2018، في عداد أسباب التمديد. وشدد بروسبر أدو من بعثة الاتحاد الأفريقي في جنوب السودان، على الحاجة إلى مزيد من الوقت بسبب التحديات الاجتماعية والاقتصادية وعدم كفاية الاستعدادات للانتخابات. وحث كل من هايسوم وأدو قيادة جنوب السودان على إعطاء الأولوية للإصلاحات، وإشراك جميع الأصوات السياسية، واستعادة ثقة الجمهور لضمان انتخابات ذات مصداقية وسلام مستدام.

وفي مصر، أعلن رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، يوم الخميس، أن المملكة العربية السعودية ستضخّ استثمارا جديدا بقيمة 5 بليون دولار من في مصر، منفصلا عن ودائع الدولة الخليجية في البنك المركزي المصري. وقد عزّز هذا الخبر السندات السيادية الدولارية للبلاد، حيث ارتفعت استحقاق 2059 بمقدار 1.35 سنتا، إلى 77.60 سنتا على الدولار. وسيتم تخصيص الاستثمار السعودي، الذي أمضاه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لمشاريع متفق عليها بشكل متبادل في القطاعات الاقتصادية الرئيسية. و يأتي هذا في الوقت الذي تسعى فيه مصر إلى جذب استثمارات واسعة النطاق لمعالجة الأزمة الاقتصادية المستمرة التي تتسم بارتفاع التضخم وزيادة الديون وانخفاض قيمة العملة. وتعمل مصر أيضًا على تطوير مناطق جديدة للاستثمار، بما في ذلك رأس بناس، وهو موقع متميز على ساحل البحر الأحمر. وتستمر الودائع السعودية في البنك المركزي المصري، والتي يبلغ مجموعها 10.3 بليون دولار، في دعم الاستقرار المالي للبلاد.

وبخصوص النيجر، أكمل الجيش الأمريكي انسحابه منها، في أعقاب أمر أصدره المجلس العسكري الحاكم في أبريل الماضي بسحب ما يقرب من 1000 جندي أمريكي من أراضي النيجر. ويمثل هذا القرار انتكاسة كبيرة لواشنطن، التي كانت تعتمد على النيجر كحليف رئيسي في مكافحة المتمردين في منطقة الساحل. وتضمن الانسحاب المرحلي الخروج من القاعدة الجوية 101 في نيامي في 7 يوليو، والقاعدة الجوية 201 في أغاديز في 5 أغسطس، مع المغادرة النهائية لأفراد القيادة الأمريكية الإفريقية بحلول الموعد النهائي في 15 سبتمبر. ويسعى المسؤولون الأميركيون الآن إلى البحث عن بدائل في غرب أفريقيا، على الرغم من تضاؤل ​​المعلومات الاستخبارية عن الجماعات المتطرفة في المنطقة.

وبخصوص سيراليون، أعلن صندوق النقد الدولي، يوم الجمعة، أن سيراليون طلبت ترتيبا جديدا لتسهيل ائتماني ممتدّ، مدته 38 شهرا، بقيمة 253 مليون دولار تقريبا. وتم التوصل إلى اتفاق على مستوى موظفي صندوق النقد الدولي مع سلطات سيراليون بشأن السياسات والإصلاحات الاقتصادية التي سيدعمها المرفق، منتظرا موافقة المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي. ويهدف ترتيب التسهيل الائتماني الممدد إلى استعادة الاستقرار الاقتصادي من خلال تحسين القدرة على تحمل الديون، وخفض التضخم، ومعالجة التحديات المالية، وإعادة بناء الاحتياطيات. بالإضافة إلى ذلك، سيركز البرنامج على تعزيز النمو الشامل وتنفيذ الإصلاحات لمكافحة الفساد.

ورد في هذا الأسبوع، أن دولة روسيا وافقت مبدئيا على بناء خط أنابيب للوقود يربط ميناء بوانت نوار الغربي بالعاصمة برازافيل في جمهورية الكونغو. وبموجب مرسوم حكومي، سيتم إنشاء مشروع مشترك تسيطر فيه روسيا على 90% منه. وستوفر موسكو التمويل والمعدات والعاملين للمشروع، بالإضافة إلى الوقود عند الحاجة. وفي المقابل، من المتوقع أن تقدم جمهورية الكونغو تدابير مختلفة للإعفاء الضريبي. ويعد هذا التطور جزءًا من استراتيجية روسيا الأوسع نطاقًا لتعزيز العلاقات مع إفريقيا وسط توتر العلاقات مع الغرب في أعقاب الصراع الأوكراني.

ورد أيضا أن دولة تركيا تعزم على الاجتماع مع الصومال وإثيوبيا بشكل منفصل من أجل التوسط في النزاع بشأن موافقة إثيوبيا على استئجار شريط ساحلي بطول 20 كيلومترا من أرض الصومال، وهو ما تعتبره الصومال غير قانوني. وألغت تركيا جولة ثالثة للمحادثات، كانت مقررة أن تبدأ في أنقرة، بعد أن استضافت جولتين سابقا بين الجارتين في شرق إفريقيا، و قد ردت الصومال بطرد سفير إثيوبيا وتهديد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال. وأعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن تفاؤله بشأن إيجاد حل، مسلطًا الضوء على التقدم المحرز في المحادثات وجهود تركيا لتسهيل المناقشات الثنائية قبل جمع الجانبين معًا للتوصل إلى حل نهائي.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.