أفريقيا في أسبوع (2024/09/28)

ننطلق في عرض موجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع من دولة أوغندا، حيث تم افتتاح أكبر منشأة لتوليد الكهرباء لديها، يوم الخميس، وهو مشروع كاروما للطاقة الكهرومائية بقدرة 600 ميجاوات، وقد تم بناؤها على نهر النيل بتكلفة 1.7 بليون دولار، بتمويل أساسي من قرض من الصين. وتعمل المنشأة -التي قام بإنشاءها شركة سينوهيدرو- على تعزيز قدرة توليد الطاقة في أوغندا إلى أكثر من 2000 ميجاوات. على الرغم من أن عملية بناءها، التي بدأت في عام 2013، واجهت تأخيرات بسبب تحديات لوجستية مختلفة، بما في ذلك كوفيد-19، فمن المتوقع أن يوفر المشروع الكهرباء بأسعار معقولة للملايين، ويدعم تنمية الطاقة المستدامة في شرق إفريقيا. وبالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق خط نقل كهربائي يبلغ 400 كيلوفولت لتعزيز قدرات تصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة.

وفي صوماليا، سلمتْ مصر للحكومة الصومالية شحنة أسلحة كبيرة ثانية بسفينةٍ حربيةٍ، من ضمنها مدافع مضادة للطائرات ومدفعية، تعزيزا للعلاقات العسكرية بين البلدين. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب توقيع اتفاق أمني مشترك في أغسطس، حيث أدى إلى تعميق التعاون وسط التوترات المشتركة مع إثيوبيا. وأكدت وزارة الخارجية المصرية دعمها المستمر لجهود الأمن والتنمية في صوماليا. ولقد زاد وصول هذه الشحنة مخاوف الجميع تجاه إثيوبيا، التي أثارت غضب صوماليا بتوقيع اتفاق أولي مع أرض الصومال للوصول إلى الميناء، وهو ما اعتبرته مقديشو اعتداء على سيادتها.

وفي التونس، قام البرلمان التونسي بتعديل قانون الانتخابات، يوم الجمعة، قبيل الانتخابات الرئاسية بتسعة أيام، حيث قلّص التعديل السلطةَ القضائية على القرارات التي تتخذها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، والتي يعينها الرئيس قيس سعيد. وقد أثار هذا التعديل انتقادات من المعارضة وجماعات المجتمع المدني، التي تزعم أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تتواطأ مع سعيد لوضع الحد على المنافسة الانتخابية، وبالتالي اندلعت احتجاجات خارج البرلمان ضد القانون. وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، قد واجهت تُهَما لاستبعاد ثلاثة مرشحين من الاقتراع، ورفضها حكما قضائيا يطالب بإعادتهم إلى مناصبهم بسبب عدم اكتمال ملفات الحملة الانتخابية المزعومة.

وبخصوص المغرب، أعلنت الجزائر، يوم الخميس 26 سبتمبر، عن إعادة العمل بالتأشيرات لحاملي جوازات السفر المغربية، مشيرة إلى حركات مزعزعة للاستقرار كأسباب، مثل تهريب المخدرات والتجسس والعملاء الصهاينة. وتمثل هذه الخطوة مزيدا من التراجع في العلاقات بين البلدين الجارين، اللذين قطعا العلاقات الدبلوماسية في عام 2021. وامتنعت الجزائر في البداية عن فرض تأشيرة لاحترام الروابط الأسرية بين السكان. ويظل المصدر الرئيسي للتوتر بينهما، سعي المغرب للحصول على اعتراف دولي بخطتها للحكم الذاتي للصحراء الغربية، وهي منطقة تدعمها الجزائر من خلال جبهة البوليساريو، وتدعو إلى حق الصحراويين في تقرير المصير. وقد حصلت المغرب على دعم دول مثل إسبانيا والولايات المتحدة لموقفه.

وبخصوص الكونغوا و رواندا، بدأت محكمة إقليمية في شرق أفريقيا إجراءاتها يوم الخميس في دعوى قضائية رفعتها الكونغو ضد رواندا، متهمة إياها بانتهاك سيادة الكونغو بنشر قوات لدعم المتمردين في شرق الكونغو، المنطقة التي تشهد أعمال عنف من أكثر من 120 جماعة مسلحة تتنافس على السلطة والموارد، مع مزاعم بارتكاب جرائم حرب ضد القوات الرواندية المتعاونة مع جماعة M-23 المتمردة. ومن المقرر أن تستمع محكمة العدل لشرق إفريقيا، التي يقع مقرها في أروشا، تنزانيا، إلى هذه القضية حيث تسعى إلى المساءلة عن الفظائع التي ارتكبها المدنيون والتعويضات. وطعنت رواندا في اختصاص المحكمة، مستشهدة بأخطاء إجرائية، لكن المحكمة ستقوم بتقييم الحجج وإصدار حكمها في الاعتراضات في وقت لاحق.

وفي غرب أفريقيا، بدأت النيابة العامة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو تحقيقات ضد الصحفي الفرنسي، وسيم نصر، حيث اتهمته بـ “الاعتذار عن الإرهاب” و”التواطؤ” في أعمال إرهابية مزعومة، عقب تقريره عن هجوم إرهابي وقع مؤخرًا في مالي. واتُّهِم نصر، الذي يعمل في قناة فرانس 24، بالتواصل مع المهاجمين بشأن أفعالهم خلال حادثة سبتمبر 17 في مالي. لكن الصحفي أدان التحقيقات و وصفها بأنها أساليب تخويف ضد الصحفيين. ولقد استهدفت المجالس العسكرية الحاكمة في هذه البلدان الحريات الإعلامية بشكل متزايد، حيث يواجه الصحفيون المحليون مخاطر أمنية متزايدة وسط عمليات التمرد المستمرة، أبرزها تعليق عمليات فرانس 24 في الدول الثلاث بسبب تغطيتها للصراع.

ورد في هذا الأسبوع أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التقى مع رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغويما، في موسكو، يوم الخميس، حيث ناقشا تعاونهما الناجح في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز وأوبك. وشدد بوتين على الشراكة قائلاً: “إن بلدكم شريكنا… كما أننا نتعاون بنجاح مع غينيا الاستوائية في أوبك منذ فترة طويلة. ومهمتنا المشتركة… هي تحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية”. وعزم الزعيمان على تناول العلاقات الثنائية ومختلف القضايا الدولية والإقليمية خلال محادثاتهما.

و ورد أيضا، أن المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC) أعلن عن تعهدات بقيمة أكثر من 800 مليون دولار لمكافحة تفشي مرض الجدري المتزايد، وهو ما يتجاوز الهدف الأولي البالغ 600 مليون دولار بعد إعلان المرض كحالة صحية عالمية طارئة في منتصف أغسطس. ومع الإبلاغ عن أكثر من 32 ألف حالة مشتبه بها و840 حالة وفاة هذا العام، تعد الولايات المتحدة مساهمًا رئيسيًا، حيث قدمت 500 مليون دولار ومليون جرعة لقاح. بالإضافة إلى ذلك، جمع صندوق mpox حوالي 314 مليون دولار من الدول الأعضاء والشركاء. ويخطط مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا لإعادة توزيع التمويل لدعم جميع البلدان المتضررة والمعرضة للخطر الشديد مع انتشار المرض.

وفي هذا الأسبوع، تعهدت روسيا بدعم مسعى أفريقيا للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقد وصف طموحات أفريقيا وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنها “مشروعة”، وأكد مجددا دعمه لضم الهند والبرازيل أيضا. ويقول أيضا أن حصول أفريقيا على مقعد دائم، سيذيع أصوات الدول النامية، وهو مطلب طويل الأمد من الدول الأفريقية. يأتي ذلك بعد أن أعربت الولايات المتحدة عن دعمها لطلب أفريقيا ولكن دون منح حق النقض، وهذا موقف أثار انتقادات واسعة.

وفيه أيضا، شكر الرئيس الكيني، ويليام روتو، الولايات المتحدة على دعمها الكبير لأفريقيا خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في نيويورك. وسلط روتو الضوء على المساعدة الأمريكية في جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية مناقشا تعزيز الشراكة بينهما. وأشار أيضًا إلى التقدم الذي تم إحرازه خلال رحلته الأخيرة إلى هايتي، حيث أرسلت كينيا 400 ضابط شرطة كجزء من مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وعلى الرغم من التحسينات التي طرأت على البنية التحتية فيها، أكد روتو على الحاجة إلى المزيد من الموارد لمعالجة حالة عدم الاستقرار في هايتي، حيث تسيطر العصابات على 80% من مدينة بورت-أو-برنس.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.