أفريقيا في أسبوع (2024/10/12)
ننطلق في عرض موجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع من دولة الكاميرون، حيث فنّدت الحكومة شائعات واسعة النطاق عن وفاة الرئيس بول بيا، البالغ 91 عمرا، حيث وصفتها بــ”خيال محض”، مؤكدة أن الرئيس ما زال يتمتع بصحة جيدة، وفقا لبيان رسمي للحكومة. وكان عدم ظهور الرئيس بيا علناً منذ حضوره منتدى صيني-أفريقي في بكين في سبتمبر الماضي، وغيابه أيضا عن قمة في فرنسا، ما أثار الشائعات بشأن صحته. وأكد المتحدث باسم الحكومة، رينيه سعدي، أن الرئيس كان في زيارة خاصة إلى أوروبا وسيعود إلى الكاميرون قريبًا.
وفي إيثيوبيا، عين البرلمان الإثيوبي تاي أستيكي سيلاسي رئيسا جديدا، ليحل محل أول رئيسة للبلاد، سهلي ورق زودي. ويتولى تاي، الذي شغل منصب وزير الخارجية منذ فبراير، هذا المنصب الذي يعدّ فخريّا، بينما تظل السلطة السياسية في يدي رئيس الوزراء، أبي أحمد. وتشير التقارير إلى أن سهلي ورق زودي كانت على خلاف مع آبي أحمد، وكشفت مصادر قريبة منها أنها كانت غير سعيدة لبعض الوقت، وتنتظر بفارغ الصبر نهاية فترة ولايتها، والتي من المقرر أن تنتهي في وقت لاحق من هذا الشهر. وعلى الرغم من أنها دعت إلى السلام خلال فترة رئاستها، إلا أنها واجهت انتقادات لعدم معالجة العنف الجنساني وسط الحرب الأهلية في تيغراي والصراعات المستمرة في أوروميا وأمهرة. وأدى تاي، وهو دبلوماسي ذو خبرة وحليف مقرب لأبي، اليمين أمام النواب يوم الاثنين.
وفي موزمبيق، شرعت السلطات الانتخابية في عملية فرز الأصوات في الانتخابات الوطنية التي جرت يوم الأربعاء، مع قيام منظمات المجتمع المدني بمراقبة العملية بحثًا عن أي علامات تزوير. ومن المتوقع أن يحتفظ بالسيطرة حزب فريليمو الحاكم، الذي كان يحكم البلاد منذ 49 عاما، على الرغم من أنه واجه اتهامات منذ فترة طويلة بتزوير الانتخابات. وأفادت منظمة المجتمع المدني المعروفة بـــ “سالا دا باز” بحدوث مخالفات في إجراء الفرز، منها منع الصحفيين والمراقبين من التغطية الإعلامية والمتابعة لعملية فرز الأصوات في أكثر من 200 مركز اقتراع، ومنها استخدام تطبيق معيّن لتتبع النتائج، ورصد التناقضات في مركز النزاهة العامة من خلاله. ويواجه مرشح حزب فريليمو، دانييل تشابو، منافسه المستقل فينانسيو موندلين، الذي حصل على دعم كبير من الناخبين الشباب. وإذا صارت النتيجة محل نزاع، فقد تنشأ احتجاجات. وإن الرئيس المقبل لموزمبيق سوف يواجه تحديات متعددة، بما فيها التمرد الإسلامي في الشمال، والديون، وتأثيرات تغير المناخ. ومن المتوقع أن تظهر النتائج الرسمية خلال أسبوعين، لكن المخاوف بشأن مصداقية الانتخابات لا تزال قائمة.
وفي التونس، تشير النتائج الأولية للانتخابات التونسية إلى فوز الرئيس قيس سعيد بولاية ثانية، حيث حصل على 90.69% من الأصوات، حسبما أفادت اللجنة الانتخابية، يوم الاثنين. وكانت نسبة إقبال الناخبين منخفضة بشكل ملحوظ حيث لم تفق 28.8%، في منافسة رئاسية يواجه سعيد فيها منافسين؛ زهير المغزاوي، زعيم حزب الشعب وحليفه السابق الذي تحول إلى منتقد، و عياشي زامل، الذي سُجن في الشهر السابق.
وفي هذا الأسبوع، تم انتخاب جمهورية الكونغو الديمقراطية لعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، على الرغم من معارضة المجتمع المدني والأحزاب السياسية بشأن سجل حقوق الإنسان في البلاد، حيث يملأه القمع السياسي والاعتقالات التعسفية والقتل. ولقد حصلت الكونغو على 172 صوتا من أصل 190 في الجمعية العامة، لتحصل على مقعدها إلى جانب بنين وغامبيا وكينيا وإثيوبيا، وستعمل جميعها لمدة ثلاث سنوات تبدأ في يناير 2025. وقد أعربت هيومن رايتس ووتش وجماعات المعارضة عن مخاوفها بشأن الكونغو، بينما تعهد وزير حقوق الإنسان في الكونغو باستغلال منصبه لمعالجة وتحسين وضع حقوق الإنسان في البلاد.
وبخصوص بوركينا فاسو، التقى رئيس الوزراء البوركينابي، أبولينير كيليم دي تامبيلا مع وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلوسوف في موسكو يوم الثلاثاء لمناقشة مسألة توسيع التعاون العسكري بين البلدين. وتأتي هذه المحادثات وسط تعميق العلاقات بين روسيا والدول الإفريقية، وخاصة بوركينا فاسو، التي تخضع لقيادة عسكرية منذ انقلاب عام 2022. وتسعى روسيا إلى تعزيز نفوذها في أفريقيا، حيث تستضيف بوركينا فاسو مرتزقة فاغنر وتتلقى دعمًا عسكريًا إضافيًا من موسكو للمساعدة في مكافحة الإرهاب.
ورد في هذا الأسبوع، أن رؤساء الصومال وإريتريا ومصر، اتفقوا على تعزيز التعاون الأمني الإقليمي وسط تزايد التوترات في القرن الأفريقي. وذلك في قمة في أسمرة، حيث تعهد الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، بتعزيز العلاقات وضمان سيادة دولهم وسلامتها الإقليمية. وشدد الزعماء على ضرورة مقاومة التدخل الأجنبي وتنسيق الجهود من أجل الاستقرار الإقليمي والتنمية المستدامة. وتعهدوا كذلك بتعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب في الصومال، حيث يقاتل الجيش حركة الشباب الإرهابية. وقد تثير هذه الاتفاقية الأمنية الجديدة قلق إثيوبيا، حيث قد تؤدي إلى توتر علاقاتها مع الصومال بسبب خططها لتطوير ميناء في أرض الصومال.
وبخصوص مالي، أعلنت مجموعة فاغنر المرتزقة الروسية عن انتشال جثث مقاتليها الذين قتلوا خلال معركة يوليو 2024 ضد المتمردين الطوارق والقوات الإرهابية في شمال مالي، الذين قاتلوا إلى جانب القوات المالية. وشددت فاغنر على بطولة مقاتليها على الرغم من التفوق العددي للإرهابيين عليهم، لكن المتحدث باسم المتمردين الطوارق نفى هذا الادعاء، مؤكدا أن المتمردين نقلوا الجثث بعد وقت قصير من المعركة. ويعد هذا الصراع جزءًا من نمط من التقارير المتناقضة من كلا الجانبين، حيث زعمت فاغنر سابقًا أن اثنين من مقاتليها الأسرى قد لقوا حتفهم، بينما أصر المتمردون على أنهما على قيد الحياة.
ومما ورد في هذا الأسبوع، أن نائبة نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، فيرا جوروفا، ذكرت أن السودان تشهد الآن أكبر أزمّة نزوح في العالم، حيث قد أدى الصراع الذي اندلع في أبريل 2023، إلى نزوح 10.9 مليون شخص داخليا، مع فرار 2.2 مليون آخرين إلى البلدان المجاورة. وأعرب أعضاء البرلمان الأوروبي عن مخاوفهم بشأن فشل سياسات التنمية في السودان، حيث تم إعلان المجاعة، مع توقعات بوفاة ما يصل إلى 2.5 مليون شخص بحلول نهاية العام.
وأخيرا، ورد أن رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، لن يواجه اتهامات جنائية تتعلق بفضيحة نقدية تتعلق بإخفاء 580 ألف دولار في أريكة في مزرعته، حيث أعلن ممثلو الادعاء هذا القرار يوم الخميس، بعد تحقيق شامل لاتهامات رئيس الأمن القومي السابق، آرثر فريزر، في يونيو 2022، حيث اتهم فريزر رامافوسا بالاختطاف والرشوة، مدّعيا بأن الرئيس سعى للتستر على السرقة من خلال جعل وحدة الحماية الخاصة به تتعقب الأمر، وأعطى اللصوص رشوة. ولقد وقع الحادث في أوائل عام 2020 غير أنه ظل غير معلن حتى ظهرت ادعاءات فريزر، ما تسبب في اضطراب كبير لرئاسة رامافوسا قبل تصويتات القيادة الحاسمة.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.