
أفريقيا في أسبوع (2024/10/19)
ننطلق في عرض موجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع من دولة نيجيريا، حيث انسحب منتخب نيجيريا لكرة القدم، سوبر إيجلز، من مباراته ضد ليبيا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية الجارية احتجاجًا بعد أن تقطعت بهم السبل في مطار الأبرق الدولي، بعيدًا عن مكان المباراة في بنغازي. ولقد بقي الفريق لأكثر من 16 ساعة بدون طعام أو خدمة Wi-Fi أو سكن، وأعلن الكابتن قائد الفريق ويليام ترووست ايكونغ قرارهم بعدم لعب المباراة بسبب الإهمال وضعف الخدمات اللوجستية. وأوضح الاتحاد النيجيري لكرة القدم أن رحلتهم المستأجرة تم تحويلها، مع عدم توفير وسائل نقل بديلة. ونفى الاتحاد الليبي لكرة القدم أي خطأ مدّعيا باتباعه بروتوكولات الحركة الجوية الروتينية. وقد تم رفع القضية إلى مجلس التحقيق والتأديب التابع للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF)، للقيام بمتابعة المشكلة وحلّها، حيث لم يكن واضحا بعدُ ما سيحدث لنقاط المباراة. وكانت نيجيريا قد فازت في مباراة الذهاب بنتيجة 1-0، وسيتأهل أول فريقين من كل مجموعة إلى البطولة.
وفي الكينيا، تمّ عزل نائب الرئيس الكيني، ريجاثي جاتشاغوا، من منصبه بعد اتهامات بالسلوكيات الخبيثة، والاستحواذ غير القانوني على الثروة، وتقويض الرئيس، وتعزيز الانقسام العرقي. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ كينيا التي يتم فيها عزل نائب رئيس. وفي اليوم الثاني من المحاكمة أصيب غاشاغوا بالمرض، كما أنه نفى جميع التهم في البداية، ، ما تسبب في تعليق الإجراءات مؤقتًا. ومع ذلك، وافق مجلس الشيوخ في نهاية المطاف على خمس تهم من 11 تهمة موجهة إليه، فأدى ذلك إلى إقالته. وأفاد طبيبه أن حالته الصحية مستقرة، لكنه ما زال تحت المراقبة في المستشفى لمدة تتراوح بين 48 و 72 ساعة.
وبخصوص مصر، زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي القاهرة يوم الخميس، لمناقشة التوترات الإقليمية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية بدر عبد العاطي. وهي أول زيارة إيرانية رفيعة المستوى إلى مصر منذ ما يقرب من عقد من الزمن. ولقد ركزت المحادثات على وقف الصراعات الإسرائيلية مع غزة ولبنان، حيث حثّ السيسي على وقف فوري لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية. وتأتي زيارة عراقجي في إطار جولة إقليمية تهدف إلى تخفيف التوترات في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل. وفي أعقاب المناقشات الأخيرة بين المملكة العربية السعودية ومصر، حيث دعا البلدان إلى وقف إطلاق النار وأكّدا على الحاجة إلى إقامة دولة فلسطينية.
وفي زيمبابوي، أعلنت الحكومة في هذا الأسبوع عن تعويض المزارعين البيض المحليين والأجانب الذين تم الاستيلاء على أراضيهم خلال برنامج إعادة توزيع الأراضي المثير للجدل منذ أكثر من عقدين من الزمن، حيث وافقت الحكومة على تعويضات بقيمة 351.6 مليون دولار للمزارعين المحليين و196.6 مليون دولار للمزارعين الأجانب، على أن تبدأ المدفوعات بحلول نهاية عام 2024. وسيحصل المزارعون المحليون على 1% فقط من المبلغ نقدًا، بينما سيتم إصدار الباقي من خلال سندات الخزانة. وسيحصل المزارعون الأجانب، المحميون بموجب الاتفاقيات الدولية، على تعويضات عن الأراضي والبنية التحتية. و قد أدت عمليات الاستيلاء على الأراضي، التي بدأها الرئيس السابق روبرت موغابي لحلّ مشكلة عدم المساواة في الأراضي في الحقبة الاستعمارية، إلى أعمال عنف وأثرت بشدة على قطاع الزراعة، وبالتالي نتجت في نقص الغذاء. وعلى الرغم من انتعاش الزراعة، إلا أن حالات الجفاف الأخيرة لا تزال تشكل تحديًا لهذا القطاع. و تعد خطة التعويضات هذه جزءًا من الجهود المبذولة لإعادة هيكلة ديون زيمبابوي البالغة 21 بليون دولار، لكنها أثارت انتقادات، خاصة لأنها استفادت من الأفراد ذوي العلاقات السياسية الذين حصلوا على مزارع متعددة.
وفي موزمبيق، تشير نتائج الانتخابات الأولية أن دانييل تشابو، مرشح حزب فريليمو الرئاسي، في طريقه ليصبح الرئيس القادم لموزمبيق، حيث يتقدم حزبه في جميع المقاطعات الـ 11. ومع ذلك، أثار مراقبو الانتخابات مخاوف بشأن نزاهة الاقتراع، مشيرين إلى أمور مثل العد غير المنظم، وصناديق الاقتراع سيئة الإغلاق، وشراء الأصوات، وتضخيم قوائم الناخبين، والترهيب. واتهمت أحزاب المعارضة الحزب الحاكم بالاحتيال ودعا أحد الأحزاب إلى إضراب وطني، بينما خطط آخر لرفع قضية النتائج إلى المحكمة. ويواجه حزب فريليمو، الذي تولى السلطة منذ استقلال موزمبيق عام 1975، اتهامات متكررة بتزوير الانتخابات وإن كان اتهاما ينفيه الحزب. ويتوقع صدور النتائج النهائية في 24 أكتوبر.
وفي مالي، قام العقيد عاصمي غويتا، زعيم المجلس العسكري في مالي الذي تولى السلطة في عام 2020، بترقية نفسه إلى رتبة جنرال في الجيش، وهو لقب مرموق لم يحمله في السابق سوى رئيسين سابقين فقط في تاريخ مالي. وإلى جانب جويتا، تمت ترقية خمسة أعضاء رئيسيين في المجلس العسكري إلى جنرالات من فئة أربعة نجوم. وما هذه الخطوة إلا إشارة إلى نية غويتا في الحفاظ على السيطرة بدلاً من الانتقال إلى الحكم المدني. ويشير المحللون، مثل رضا لياموري، إلى أن هذه الترقيات تشير إلى استمرار قبضة المجلس العسكري على السلطة، مع عدم وجود جدول زمني واضح للانتخابات الرئاسية الموعودة في مالي منذ فترة طويلة.
وفي هذا الأسبوع، اقترح مبعوث الأمم المتحدة للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، تقسيم المنطقة المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر كحل محتمل للصراع المستمر بينهما منذ عام 1975، حيث تدعي دولة المغرب أن الصحراء الغربية ملك لها، وتعرض الحكم الذاتي كإقليم مستقل أقصى ما يمكنها التنازل عنه، في حين تطالب جبهة البوليساريو بإجراء استفتاء مع خيار الاستقلال. وفي إحاطة مغلقة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أقر دي ميستورا بأن كلّاً من الطرفين لم يقبل اقتراح التقسيم، وحذر من أنه إذا لم يتم إحراز تقدم خلال ستة أشهر، فيجب على الأمين العام للأمم المتحدة أن يعيد النظر في فائدة دوره كمبعوث. ورغم كون خطة الحكم الذاتي المغربية قد حصلت على دعم دولي من دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا والعديد من الدول العربية، إلا أن الصراع لا يزال مستمرا في ظلٍّ منخفض الحدة، مع وجود خلاف بين الجزائر والمغرب. وإن جبهة البوليساريو قد انسحبت من هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة في عام 2020.
وفي هذا الأسبوع أيضا، قام البنك الدولي بمراجعة توقعاته للنمو الاقتصادي لعام 2023 في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وخفضها إلى 3٪ من 3.4٪ بسبب الحرب الأهلية في السودان، التي ألحقت أضرارا بالغة باقتصادها. ومع ذلك، لا يزال النمو في المنطقة أعلى من نسبة العام الماضي البالغة 2.4% لزيادة الاستهلاك الخاص والاستثمار. ويتوقع تقرير “Africa’s Pulse” للبنك الدولي نموًا بنسبة 3.9% في عام 2024، وهو أعلى قليلاً من التوقعات السابقة. وعلى الرغم من اعتدال التضخم الذي يسمح بتخفيض أسعار الفائدة، فإن المخاطر الناجمة عن الصراعات والأحداث المناخية مثل الجفاف والفيضانات لا تزال كبيرة. ويشير التقرير إلى أنه لولا الصراع في السودان، لكان النمو الإقليمي أعلى بمقدار نصف نقطة مئوية. ومن المتوقع أن ينمو اقتصاد جنوب أفريقيا بنسبة 1.1% هذا العام، في حين يتوقع أن ينمو اقتصاد نيجيريا بنسبة 3.3%، واقتصاد كينيا بنسبة 5%.
ومما ورد في هذا الأسبوع، أنه تم توقيع اتفاقية قرض ميسر من المانحين بقيمة 51.67 بليون ين (421 مليون دولار أمريكي) من قبل مجموعة بنك التنمية الأفريقي والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، لدعم الدول الأقل نموًا والهشة في أفريقيا من خلال صندوق التنمية الأفريقي. وتعهدت اليابان، وهي من كبار المانحين، بتقديم القرض في التجديد السادس عشر لموارد صندوق التنمية الآسيوي في ديسمبر 2022. وسيزيل القرض التحديات الحاسمة مثل تغير المناخ، وديون البنية التحتية، وتنمية القطاع الخاص. وأشاد رئيس بنك التنمية الأفريقي، الدكتور أكينومي أديسينا بدعم اليابان، مشيرًا إلى أن هذا يعد إنجازًا كبيرًا في مجالات مثل الكهرباء والمياه والنقل والخدمات الصحية.
وأخيرا، ورد أنه تم تأجيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أنغولا، إلى ديسمبر بسبب إعصار ميلتون وما خلّفه إعصار هيلين من الآثار. وستركز هذه الزيارة، التي عزم عليها بايدن منذ قمة القادة الأمريكيين الأفريقيين لعام 2022، على تعزيز الشراكات الاقتصادية مع الرئيس الأنغولي جواو لورينسو. وسوف تشمل المناقشات الرئيسية إنشاء أول شبكة سكك حديدية عابرة للقارات في أفريقيا، وهي ممر لوبيتو، الذي يربط بين أنجولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتنزانيا وزامبيا. ويعد هذا المشروع جزءًا مهمًا من شراكة مجموعة السبع للبنية التحتية العالمية والاستثمار (PGI). وشدد البيت الأبيض على أن الزيارة تدل على تطور العلاقات بين الولايات المتحدة وأنجولا واهتمام الولايات المتحدة الأوسع بالشركاء الأفارقة.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.