أفريقيا في أسبوع (2024/11/16)
ننطلق في عرض موجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع من دولة موريشيوس، حيث حقق زعيم المعارضة نافين رامغولام فوزا ساحقا في الانتخابات البرلمانية يوم الثلاثاء، بعد أن حصل ائتلافه “تحالف التغيير” على 62.6% من الأصوات، وعلى 60 مقعدًا من أصل 62 في الجمعية الوطنية، مع تخصيص مقاعد إضافية لجزيرة رودريغز وبموجب نظام “الخاسر الأفضل”. وأعلن رامغولام، الذي قد سبق أن تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، محتفلا بولايته الرابعة أن “موريشيوس الجديدة تستيقظ”.
وفي نيجيريا، تمّ توقيع صفقة بقيمة 1.2 بليون دولار مع شركة CNCEC الصينية لتجديد منشأة لإنتاج الغاز في شركة Smelter للألومنيوم النيجيرية. ويهدف هذا الاستثمار، الذي أعلنه وزير الدولة للغاز إكبيريكبي إكبو يوم الثلاثاء، إلى جعل نيجيريا منتجا رائدا للألمنيوم على مستوى العالم. وتعكس هذه الاتفاقية تعميق العلاقات بين نيجيريا والصين، والتي بدأت بصفقات البنية التحتية في عهد الرئيس السابق محمد بخاري في عام 2016. وعلى الرغم من كون نيجيريا إحدى الدول المنتجة للنفط، فهي ما زالت تواجه تحديات اقتصادية حادة، بما في ذلك ارتفاع التضخم والفقر. وبالإضافة إلى ذلك أثارت الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة للرئيس بولا تينوبو احتجاجات على تفاقم الصعوبات، مع وقوع حوادث عنف واعتقالات في أغسطس.
وفي موزمبيق، حظرت حكومتها المظاهرات في طول البلاد وعرضها، في أعقاب احتجاجات دامية أعقبت الانتخابات، وبعد أن تم تقييد الوصول إلى الإنترنت، مشيرة إلى ضرورة استعادة النظام العام. وقد وصف تلك المظاهرات وزير الداخلية أرسينيا ماسينجو، بأنها “أعمال إرهابية”، وهذا ما دفع الشرطة والجيش إلى شن حملات قمع باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وأفادت منظمة هيومن رايتس ووتش عن سقوط أكثر من اثني عشر قتيلاً والعديد من الإصابات منذ بدء الاضطرابات في أكتوبر. وتأتي هذه المظاهرات في أعقاب انتخابات رئاسية متنازع عليها حيث أُعلِن فوز حزب فريليمو، الذي كان يتولى السلطة منذ ما يقرب من خمسة عقود، الأمر الذي جعل جماعات المعارضة يشتكون حدوث تزوير واسع النطاق في نتائج الانتخابات.
وفي ليبيريا، أكدت الحكومة وجود سلالتين من فيروس Mpox في البلاد، وهما Clade 2a وClade 2b، دون الإبلاغ عن حالات وفاة حتى الآن، حيث قد تم تسجيل 41 حالة منذ يناير 2024، بما في ذلك 12 حالة جديدة في خمس مقاطعات. وتظهر مقاطعة نيمبا، المجاورة من حدود ساحل العاج، أعلى معدلات الإصابة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى انتقال العدوى عبر الحدود، في حين تشير حالات مقاطعة سينوي إلى انتقال العدوى من الحيوانات إلى الحيوانات. ولقد قام المعهد الوطني للصحة العامة (NPHIL) بتعزيز المراقبة عند نقاط الدخول الحدودية وأعاد تنشيط نظام إدارة الحوادث الخاص به. وكانت جهود التسلسل التي يقودها العلماء المحليون تساعد في تتبع تطور الفيروس، ما يساعد في تطوير اللقاحات واستراتيجيات العلاج.
وبخصوص زامبيا، أعلن صندوق النقد الدولي عن اتفاق على مستوى الخبراء، بعد المراجعة الرابعة لبرنامج القروض الزامبية، والذي يمكن أن يعطي زامبيا 185.5 مليون دولار عند الموافقة عليه. ويأتي ذلك بعد المناقشات التي دارت خلال اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وإن اقتصاد زامبيا يعاني من تحديات ناجمة عن الجفاف، وانخفاض الإنتاج الزراعي، ونقص الكهرباء، حيث يُتوقع أن يصل نمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024 إلى 1.2%، بانخفاض عن 2.3%. وارتفع معدل التضخم إلى 15.7% في أكتوبر، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض قيمة العملة، متجاوزاً الهدف الذي يتراوح بين 6 و 8%.
وبخصوص السنغال، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه لن يجدد اتفاق الصيد مع السنغال يوم الثلاثاء، مشيرًا إلى عدم كفاية إجراءات الدولة لقمع الصيد غير القانوني. وهذا القرار الذي يسري مفعوله بعد انتهاء الاتفاق الحالي يوم الأحد، يلزم السفن الأوروبية بمغادرة المياه السنغالية، مما ينهي المساهمات المالية بموجب الاتفاقية. ولقد واجه اتفاق 2019 انتقادات واسعة بشأن مخاوف الصيد الجائر، مما أثر على المخزون السمكي المحلي وسبل عيش الصيادين في قطاع يوظف 16% من سكان السنغال. وعلى الرغم من ادعاءات الاتحاد الأوروبي بأن سفنه تمثل أقل من 1٪ من إجمالي الصيد، فإن تعهد الرئيس باسيرو ديوماي فاي بمراجعة الاتفاقية لا يزال دون حل، حيث لم تستجب الحكومة بعد للنظر فيها.
وفي مصر، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي مجددًا هدف البلاد المتمثل في تحقيق 42% من الطاقة المتجددة في مزيجها الكهربائي بحلول عام 2030، لكنه حذر من أن هذا الهدف معرض للخطر دون زيادة الدعم الدولي في COP29 يوم الثلاثاء. وفي الوقت الحالي، تمثل مصادر الطاقة المتجددة 11.5% فقط من توليد الكهرباء في مصر، ويهيمن الغاز الطبيعي على هذا المزيج على الرغم من تحديات الإنتاج الأخيرة. وبينما حددت مصر خططًا لتعزيز مصادر الطاقة المتجددة إلى 58% بحلول عام 2040، اقترحت وزارة البترول هدفًا أقل بنسبة 40%.
في هذا الأسبوع، افتتحت روسيا المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية في سوتشي، بهدف تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية ومطالبات العزلة المضادة بسبب العقوبات الغربية. ويعتمد هذا الحدث على القمة الروسية الأفريقية التي تم عقدها في العام الماضي، حيث عزز الرئيس فلاديمير بوتين التعاون السياسي والاقتصادي الموسّع. ويتضمن المؤتمر الذي استمر لمدة يومين مناقشات ثنائية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والقادة الأفارقة، حيث ألقى لافروف خطابا أمام الجلسة العامة.
وبخصوص السودان، قال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنه يدرس قرارا بقيادة بريطانيا يحث الفصائل المتحاربة في السودان على وقف الأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود، حيث قد تسبب الصراع، الذي اندلع في أبريل 2023 نتيجة صراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في نزوح جماعي وأعمال عنف ذات دوافع عرقية، مع الإبلاغ عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاغتصاب، مع أن قوات الدعم السريع تنفي استهداف المدنيين. ولقد سلطت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد الضوء على الأزمة الإنسانية الحادة، مشيرة إلى أن أكثر من نصف سكان السودان يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد. ويحتاج القرار إلى تسعة أصوات وعدم استخدام الأعضاء الدائمين حق النقض بهدف معالجة أزمة السودان المتفاقمة.
وفي الختام، تشير تقديرات دراسة جديدة أصدرتها منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع إلى أن ما يقرب من 10.3 مليون شخص أصيبوا بمرض الحصبة في عام 2023، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 20% عن العام السابق. ويُعزى هذا الارتفاع في الحالات إلى انخفاض التغطية باللقاح، حيث يتلقى 83% فقط من الأطفال جرعتهم الأولى ويحصل 74% على جرعتهم الثانية من لقاح الحصبة. وتؤكد منظمة الصحة العالمية (WHO) ومركز السيطرة على الأمراض (CDC) على أن هناك حاجة إلى تغطية بنسبة 95% على الأقل لمنع تفشي المرض. وحث المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على زيادة الاستثمار في جهود التحصين لحماية السكان المعرضين للخطر ولوضع الحد من الوفيات المرتبطة بالحصبة على مستوى العالم.
أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.