أفريقيا في أسبوع (2024/11/23)

ننطلق في عرض موجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع من أرض الصومال حيث تم انتخاب عبد الرحمن محمد عبد الله، المعروف بلقب إيرو، رئيساً سادساً لأرض الصومال، بحصوله على 64% من الأصوات مقابل 35% للرئيس الحالي موسى عبدي بيهي، وسيؤدي اليمين الدستورية في 14 ديسمبر. وقد قام إيرو، وهو رئيس سابق لبرلمان أرض الصومال، بحملته الانتخابية كشخصية موحِّدة، وتعهد بمعالجة القضايا المثيرة للجدل مثل تأجير ساحل أرض الصومال لإثيوبيا، الأمر الذي أثار توترات إقليمية. ولا تزال أرض الصومال، التي أعلنت استقلالها عن الصومال عام 1991، غير معترف بها دوليا على الرغم من استقرارها وحكمها الديمقراطي. ومن المتوقع أن تعمل قيادة إيرو على تعزيز العلاقات مع تايوان، والحفاظ على الشراكات الاستراتيجية، والإبحار في المشهد السياسي المعقد في المنطقة.

وفي دولة غابون، أيّـد 92% من الناخبين الغابونيين اقتراح دستور جديد، في استفتاء وُصِف بأنه خطوة رئيسية نحو استعادة الحكم المدني بعد الانقلاب الذي حدث في العام الماضي. ويهدف الدستور المقترح إلى إنهاء حكم الأسرة من خلال منع المرشحين للرئاسة من الأزواج الأجانب و منع أفراد عائلات الرؤساء السابقين من الترشح، كما استبدل الدستور بالولاية لمدة خمس سنوات غير المتجددة، ولاية مدتها سبع سنوات قابلة للتجديد. ويقول النقاد أن التغييرات هذه يمكن أن تركز السلطة حول زعيم الانقلاب الجنرال بريس أوليغوي نغويما، الذي لم يؤكد بعد خططه لخوض انتخابات العام المقبل. ورغم أن البعض قد أشادوا بالقانون الجديد باعتباره تقدُّما ملموسا، غير أنه لا تزال المخاوف قائمة بشأن الفقر الذي يؤثر على ثلث سكان غابون على الرغم من ثروتها النفطية.

وبخصوص المغرب، أكّد الرئيس الصيني شي جين بينغ التزام دولة الصين بتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع المغرب، خلال توقفه في كازابلانكا يوم الخميس عقب الزيارة الرسمية التي قام بها إلى البرازيل، مشيدا بالتعاون المثمر بين البلدين منذ زيارة العاهل المغربي للصين عام 2016، وداعيا إلى تعزيز التعاون من خلال مبادرة الحزام والطريق، ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي، ومنتدى التعاون الصيني والدول العربية. وقد استقبله نيابة عن الملك محمد السادس، وليّ العهد الأمير مولاي الحسن ورئيس الوزراء عزيز أخنوش، والذي نقل تحيات الملك محمد السادس الحارة إلى الرئيس الصيني.

وفي السنغال، حقق حزب باستيف الحاكم فوزا حاسما في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الأحد، وعزز هيمنته بفوزه بـــ 40 دائرة من أصل 46، و بسبع من ثماني دوائر انتخابية للمغتربين. ويمثل هذا توسعًا كبيرًا للحزب الحاكم في المناطق الموالية للرئيس السابق ماكي سال. والآن أصبح لدى الرئيس باسيرو فاي، الذي تولى منصبه في أبريل، تفويض غير مسبوق لتعزيز سياساته الإصلاحية، التي تركز على محاربة الفساد وتحسين سبل العيش وسط التحديات الاقتصادية. ويأتي هذا الفوز بعد ستة أشهر من قيام فاي بحل البرلمان الذي تقوده المعارضة، متهماً إياه بعرقلة خططه، وإعادة رسم المشهد السياسي في السنغال مع سيطرة باستيف بقوة.

وبخصوص موزمبيق، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 20 مليون يورو لدعم عمليات حفظ السلام التي يجريها قوات الدفاع الرواندية في موزمبيق، حيث تلعب دورًا حاسمًا في مواجهة التمرد المرتبط بتنظيم منظمة “الدولة الإسلامية” الإرهابية، والتي أعاقت مشروعًا كبيرًا للغاز الطبيعي المسال. وأشاد نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل بجهود رواندا، كما وصف التمويل بأنه دعم “للحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية”. ومع ذلك، يأتي التمويل بشروط تحظر استخدامه خارج موزمبيق، وسط مزاعم تتهم رواندا بدعم متمردي M-23 في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي وقت سابق من هذا العام، اتهم تقرير للأمم المتحدة رواندا بمساعدة هذه الجماعة الإرهابية، وهو ادعاء نقدته بلجيكا بشدة.

وفي مالي، عين المجلس العسكري في يوم الخميس، الجنرال عبد الله مايغا رئيسا جديدا للوزراء، ما يؤكد على هيمنة الجيش على الحكومة الانتقالية. وجاءت هذه الخطوة بعد يوم من إقالة رئيس الوزراء المدني شوغيل مايغا، بعد انتقاداته للانتخابات الرئاسية المؤجلة، والتي كان من المقرر إجراؤها في بداية عام 2024. وقد تولى الجنرال عبد الله مايغا، المعروف بولائه لزعيم المجلس العسكري الجنرال عاصمي غويتا، والذي اشتهر بخطابه القومي، أدوارًا مهمة في النظام سابقا. ويشير المحللون إلى أن التعيين يعكس تشديد قبضة المجلس العسكري على السلطة بينما تستعد مالي لإجراء انتخابات محتملة في العام المقبل وسط حملات قمع للمعارضة.

وبخصوص كاميرون، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 91 مليون يورو لدولة كاميرون على مدى ثلاث سنوات، لتعزيز البنية التحتية وجذب الاستثمار. وسيدعم هذا المبلغ، الذي تم الإعلان عنه خلال اجتماع في ياوندي يوم الثلاثاء، تطوير قطاع الطاقة، وربط الطرق والسكك الحديدية مع تشاد، وبناء جسر فوق نهر نتيم إلى غينيا الاستوائية، علما بأن هذه المشاريع تهدف إلى تطوير البنى التحتية القديمة في كاميرون، وإلى قمع تحديات مثل الصراع الانفصالي المستمر في الغرب، والذي تسبب في مقتل أكثر من 6000 شخص وتشريد 760 ألف شخص. وأكد الاتحاد الأوروبي على الشفافية، مع الإدارة السليمة للأموال كشرط للحصول على القرض، وسط معركة الكاميرون المستمرة ضد الفساد.

وبخصوص الأزمة الأمنية في السودان، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد قرار الأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية في الصراع السوداني، رغم دعم أعضاء آخرين في مجلس الأمن للقرار، بما في ذلك الصين. ولقي قرار روسيا هذا اتتقادات واسعة من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وغيرهما، منتقدين روسيا لإعطاءها الأولوية للمصالح السياسية على أرواح الشعب السوداني البريئة، مع مزاعم عن الدعم الروسي لقوات الدعم السريع من خلال مجموعة فاغنر. ولقد أدّت الحرب، التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، إلى مقتل أكثر من 24 ألف شخص ونزوح الملايين، ونتجت في أزمة إنسانية حادة، مع مجاعة تلوح في الأفق، في حين تعيق الانقسامات الجيوسياسية والتدخلات الخارجية الجهود الدولية لحل الصراع.

ورد في هذا الأسبوع أن بريطانيا فرضت عقوبات على الملياردير الأنجولي إيزابيل دوس سانتوس، والأوليغارشي الأوكراني دميترو فيرتاش، والسياسي اللاتفي أيفارس ليمبرج، وصادرت كذلك ممتلكاتهم في المملكة المتحدة، كجزء من الحملة البريطانية على الفساد و”الأموال القذرة”. وقد اتهمهم وزير الخارجية ديفيد لامي باستغلال الموارد العامة لتحقيق مكاسب شخصية، وتقويض الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية. ويُزعم أن دوس سانتوس، أول مليارديرة في أفريقيا، اختلست الملايين من شركات الدولة الأنغولية، في حين اتُهم فيرتاش بسرقة أموال من قطاع الغاز في أوكرانيا وغسل الأموال عبر تجارة الممتلكات في المملكة المتحدة. يُزعم أن ليمبيرج استخدم نفوذه السياسي في الرشوة وغسل الأموال. لمن دوس سانتوس وفيرتاش نفيا هذه المزاعم كلها.

وقد ورد أيضا اتفاق زعماء الجنوب الأفريقي على تمديد فترة وجود قوات SADC في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية لمدة عام آخر، مؤكدين التزامهم بالاستقرار الإقليمي. فكل من جنوب أفريقيا وتنزانيا ومالاوي تساهم بأكثر من 5000 جندي في المهمة، للتصدي لأعمال العنف التي تقوم بها الجماعات المسلحة، بما في ذلك الاتهامات بدعم رواندا لمتمردي M-23. وفي الوقت نفسه، تعهد زعماء SADC أيضًا بحل الاضطرابات في موزمبيق الناجمة عن الانتخابات المتنازع عليها، والتي أدت إلى مقتل 30 شخصًا على الأقل. وقد سعى مرشح المعارضة فينانسيو موندلين، الذي شكك في النتائج، إلى المنفى وسط تصاعد التوترات والمعارك القانونية بشأن الأضرار المزعومة الناجمة عن الاحتجاجات.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.