أفريقيا في أسبوع (2024/12/07)
يفتتح عرضنا لموجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع بخبر زيارة رسمية تاريخية أقامها الرئيس النيجيري بولا تينوبو إلى فرنسا لمدة يومين، وهي تعتبر أول رحلة رسمية يقوم بها زعيم نيجيري إلى باريس منذ أكثر من عقدين. ولقد رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتينوبو ترحيبا ملؤه حفاوة، بما فيه تحية خاصة باللغة الإنجليزية العامية النيجيرية. وتهدف هذه الزيارة إلى تعميق العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين البلدين، حيث شارك الزعيمان في اجتماع مجلس الأعمال النيجيري الفرنسي، وتناولت المناقشات فيه التحديات الاقتصادية التي تواجهها نيجيريا، كالفقر وانعدام الأمن، وتسليط الضوء على فرص تعزيز التعاون. وتعد فرنسا أكبر شريك تجاري لنيجيريا في جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا، حيث تجاوزت التجارة الثنائية بينهما قدر 5 بليون دولار في عام 2023، مدفوعة بصادرات النفط الخام.
وفي ناميبيا، فازت نيتومبو ناندي-ندايتواه في الانتخابات الرئاسية الني تم إجراؤها يوم الأربعاء، لتصبح أول رئيسة للبلاد، بعد حصولها على 57% من الأصوات، رغم مزاعم المعارضة بحدوث مخالفات خلال الانتخابات. وستقود ناندي ندايتواه، البالغة من العمر 72 عاما، والناشطة السابقة للاستقلال، حزب SWAPO الحاكم الذي احتفظ بأغلبيته البرلمانية بفارق ضئيل. ولقد أثارت الأخطاء الفنية وتمديد التصويت لمدة ثلاثة أيام انتقادات واسعة ودعوات لمواجهة قانونية من أحزاب المعارضة، بدعوى أن العملية تنتهك القوانين الانتخابية. وإن ناميبيا – المعروفة باستقرارها السياسي- ما زالت تواجه تحديات اقتصادية مثل البطالة والسخط بين الشباب.
وبخصوص جنوب السودان، استأنفت الحكومة وجماعات المعارضة غير الأطراف في الاتفاق المنشط لعام 2018 محادثات السلام هذا الأسبوع في نيروبي بعد تأجيلات سابقة. وتهدف محادثات توميني، التي بدأت في مايو، إلى معالجة مخاوف الجماعات الرافضة دون استبدال اتفاق السلام لعام 2018، الذي سعى إلى إنهاء الحرب الأهلية التي استمرت خمس سنوات في جنوب السودان وأودت بحياة أكثر من 400 ألف شخص، غير أن الرئيس سلفا كير قام باستبدال الوفد الحكومي الأولي، ما تسبب في حدوث اضطرابات. وفي حين أن اتفاق 2018 لا يزال دون تنفيذ، فقد تم تأجيل الانتخابات الوطنية الأولى في البلاد، والتي كان من المقرر إجراؤها في ديسمبر 2024، إلى ديسمبر 2026 بعد تمديد الفترة الانتقالية لمدة عامين.
وفي جنوب أفريقيا، أعلن الرئيس سيريل رامافوزا يوم الثلاثاء أنه يسمح للسُّيّاح النيجيريين طلب الحصول على تأشيرات جنوب أفريقيا دون تقديم جوازات سفرهم، كما شرح بالتفصيل عمليات الحصول على التأشيرات المبسطة، بما في ذلك تأشيرات الدخول المتعددة التي تبلغ صلاحيتها خمس سنوات لرجال الأعمال النيجيريين، مؤكّدا على إزالة قيود الاستثمار وضرورة تعزيز التعاون التجاري، مستشهدا بالحضور المتزايد لشركات جنوب أفريقيا في نيجيريا. وقد باح بكل هذا وذاك أمام اللجنة الوطنية الثنائية بين نيجيريا وجنوب أفريقيا في كيب تاون، والتي حضرها الرئيس بولا تينوبو. وكذلك سلط رامافوسا الضوء على همة جنوب أفريقيا المتركزة على دعم خطط 2063 للاتحاد الأفريقي وحماية مصالح الجنوب العالمي في قمة مجموعة العشرين المقبلة، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية القوية وجذب الاستثمارات النيجيرية.
وبخصوص المغرب، تعهد البنك الإفريقي للتنمية (AfDB) بتقديم قرض بمبلغ 350 مليون يورو (370 مليون دولار) للمغرب خلال منتدى الاستثمار الإفريقي في الرباط، لتعزيز الحوكمة الاقتصادية وتعزيز البنية التحتية للمياه وإنشاء منطقة صناعية في ميناء الناظور غرب البحر الأبيض المتوسط، وبالإضافة إلى ذلك، سيقوم البنك بتقييم قرض إضافي بقيمة 650 مليون يورو لدعم تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية والمطارات في المغرب استعدادا لاستضافتها مباراة كأس العالم لكرة القدم 2030، هي مع إسبانيا والبرتغال. وتهدف هذه المبادرات إلى تعزيز الإطار الاقتصادي للمغرب والقدرة التنافسية العالمية، بما يتماشى مع أهداف البنية التحتية والتنمية الأوسع للبلاد.
وفي ليبيا، تعاقد مصرف ليبيا المركزي مع شركة طباعة الأوراق النقدية البريطانية De La Rue على صفقة مفادها طباعة 30 بليون دينار (6.25 بليون دولار) لمعالجة النقص المستمر في السيولة النقدية في البلاد، وذلك في لقاء بين محافظ مصرف ليبيا المركزي ناجي عيسى والرئيس التنفيذي، المدير الإقليمي لشركة De La Rue لمناقشة تنفيذ العقد والجدول الزمني لاستلام شحنات العملة في هذا الأسبوع. وكان مصرف ليبيا المركزي قد أعلن سابقا عن عزمه في حل مشكلة السيولة هذه تدريجياً بدءاً من يناير، بحيث يواجه المواطنون منذ فترة طويلة صعوبات في الحصول على النقد والرواتب، مع وجود طوابير طويلة خارج البنوك منذ سقوط معمر القذافي في عام 2011، على الرغم من ثروة ليبيا النفطية، والتي يعتمد عليها اقتصاد البلاد بشكل كبير. و يخطط البنك الليبي المركزي أيضًا لسحب الأوراق النقدية القديمة، دون تقديم مزيد من التفاصيل بخصوص هذه الخطة بعد.
وبخصوص غانا، وافق صندوق النقد الدولي (IMF) على المراجعة الثالثة لبرنامج القرض الغاني البالغ 3 بليون دولار، ما نتج في إطلاق صرف فوري لحوالي 360 مليون دولار. وذكر صندوق النقد الدولي أن أداء غانا في إطار البرنامج كان مرضيا بشكل عام، مع استيفاء جميع معايير الأداء الكمي وأهداف المراجعة الثالثة. وأكّد وزير المالية لــ غانا محمد أمين آدم، على التزام الحكومة بإصلاح اقتصاد البلاد، مؤكدا على الانضباط في الإدارة المالية. وسيستمر برنامج صندوق النقد الدولي الحالي، الذي تمت الموافقة عليه في مايو 2023، حتى عام 2026. وكجزء من إعادة الهيكلة، سيتم تخفيض ديون غانا لحاملي السندات بمقدار 4.7 بليون دولار، ما يوفر تخفيف التدفق النقدي بقيمة 4.4 بليون دولار خلال فترة البرنامج.
وفي غينيا، أدى قرار تحكيمي مثير للجدل خلال مباراة لكرة القدم في نزيريكوري بجنوب شرق غينيا، إلى أعمال عنف وتدافع مزعزع مميت، ما أسفر عن مقتل 56 شخصا على الأقل، وفقا لما ذكرته الحكومة يوم الاثنين. وقد اندلع العنف بعد البطاقة الحمراء المتنازع عليها في الدقيقة الثانية والثمانين من المباراة النهائية، ما أدى إلى إلقاء الحجارة من قبل المشجعين على الميدان وإثارة الذعر، فتدخلت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع، ما نتج في تفاقم الفوضى. وبينما يهرع الحشد للفرار، تعرض العديد منهم للدهس، بما فيهم الفتيات والأطفال، وفقًا للشاهد أمارا كوندي، بينما أكّد مصدر آخر من الشرطة أن تدافع الحشود على المخارج ما أدى إلى تدافع خطير. وهناك مقطع فيديو أظهر أشخاصا يتسلقون الجدران للفرار. ولقد انتقد الرئيس المخلوع ألفا كوندي، سوء تنظيم الحدث وسط التوترات المستمرة في البلاد، التي تنتظر الانتخابات الموعودة بعد انقلاب عام 2021. وأفاد مسؤولون محليون أن العديد من الضحايا كانوا أطفال غير بالغين، بل نشأ ارتباك عندما انتشل الآباء الجثث قبل إحصائها رسميًا.
وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، توفي ما لا يقل عن 79 شخصًا هذا الأسبوع، بسبب مرض مجهول، تظهر عليه أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، في جنوب غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتتراوح أعمار معظم الضحايا بين 15 و 18 عامًا. وقد أصيب أكثر من 300 شخص، حيث ظهرت عليهم أعراض مثل الحمى والصداع والسعال وصعوبة التنفس وفقر الدم. وينتشر هذا المرض بشكل أكبر في مقاطعة كوانغو، وخاصة منطقة بانزي الصحية، ما دفع فرق الاستجابة الصحية إلى تقصي الحالات وإدارتها، غير أن البنى التحتية للرعاية الصحية تواجه تحديات متعددة، منها نقص الأدوية. ولقد تم إرسال فريق من منظمة الصحة العالمية لجمع العينات لفحصها وتحليلها. ونصحت السلطات الجمهور بالتزام الهدوء وغسل اليدين بانتظام وتجنب التجمعات الجماهيرية والامتناع عن التعامل مع الجثث دون إشراف طبي مناسب.
وأخيرا، ورد في هذا الأسبوع إعلان الرئيس جو بايدن عن مساعدات إنسانية تزيد قيمتها على 1 بليون دولار لمعالجة انعدام الأمن الغذائي والنزوح الناجم عن الجفاف في 31 دولة أفريقية خلال زيارته التاريخية لأنغولا يوم الثلاثاء. وفي اجتماعه مع الرئيس الأنغولي جواو لورينسو، أكّد على العلاقات الاقتصادية بين البلدين والأمن ومشروع ممر لوبيتو المدعوم من الولايات المتحدة، والذي يهدف إلى تعزيز التجارة الإقليمية ومواجهة نفوذ الصين. وتحدّث أثناء زيارته لمتحف العبودية الوطني، عن تاريخ تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي في أنغولا، واصفًا العبودية بأنها “الخطيئة الأصلية لأمتنا”. وقد حثته جماعات المناصرة على معالجة قضايا حقوق الإنسان في أنغولا.
أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.