
أفريقيا في أسبوع(2024/12/28)
ينطلق عرضنا لموجز الأنباء الأفريقية من دولة الصومال حيث أجرى الرئيس الإريتري أسياس أفورقي والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود محادثات في أسمرة بإريتريا، وشددا على أهمية استقرار الصومال من أجل السلام في القرن الأفريقي، مركزيْن على تعزيز العلاقات الثنائية ومعالجة المخاوف الإقليمية والدولية المتبادلة. ومسلطيْن الضوء على استقرار الصومال باعتباره أمرًا محوريًا للسلام الإقليمي الدائم وضرورة استكشاف جداول الأعمال الرئيسية لتحقيق هذا الهدف المشتر، وفق وزارة الخارجية الإريترية.
وبخصوص الصومال أيضا، وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على بعثة الاتحاد الأفريقي لتحقيق الاستقرار والدعم في الصومال (AUSSOM)، التي سوف تبدأ في الأول من يناير عام 2025، كي تحل محل عملية الاتحاد الأفريقي الكبرى لمكافحة الإرهاب. وقد تم تعزيز أمن الصومال من خلال القوة الأجنبية منذ الغزو الإثيوبي عام 2006، الذي أطاح بالإدارة التي يقودها الإسلاميون والذي نتج في كثافة التمرد، وبالتالي أدى إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا. ويسعى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، اللذان هما الممولان الرئيسيان لقوات الاتحاد الأفريقي، إلى خفض عدد قوات حفظ السلام بسبب مخاوفهما بشأن التمويل على المدى الطويل. ولذلك امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في حين أيد الأعضاء الـ 14 الباقون قرار الاتحاد بشأن البعثة.
وفي تشاد، تمت السيطرة رسميًا من قبل الدولة على قاعدة عسكرية فرنسية في فايا، بعد إنهاء اتفاقية التعاون الدفاعي مع فرنسا، التي نشرت نحو ألف جندي في تشاد من أجل تقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي. وقد انتقلت القوات الفرنسية إلى نجامينا وستعود إلى فرنسا في الأسابيع المقبلة. وتتوافق هذه الفترة الانتقالية مع جدول زمني متفق عليه حيث تسعى تشاد إلى إثبات وتأكيد “سيادتها الكاملة”، وفقًا لوزير خارجيتها. ويتم تسليم القاعدة وسط استعدادات تشاد للانتخابات التشريعية والإقليمية والمحلية المقبلة، ما يشير إلى تحول في الديناميكيات العسكرية والسياسية في البلاد.
وفي موزمبيق، هرب ما لا يقل عن 6000 سجين، من بينهم 29 إرهابيًا، من سجن شديد الحراسة في مابوتو، وسط الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات بعد تأكيد المجلس الدستوري فوز حزب فريليمو. ويُزعم أن المتظاهرين تسببوا في الهروب من خلال اختراق الجدار أثناء المظاهرات العنيفة، ما دفع السجناء إلى تسليح أنفسهم وإطلاق سراح الآخرين. وأدت الاضطرابات إلى عمليات نهب واسعة النطاق وتدمير البنية التحتية. وتوفي 33 سجيناً في مواجهات مع الشرطة والقوات العسكرية بينما أصيب 15 آخرين. وتُظهر مقاطع الفيديو على الإنترنت هروب السجناء واعتقالهم لاحقًا بينما تعمل السلطات على استعادة السيطرة. وقد دعا قائد الشرطة برناردينو رافائيل إلى استسلام الهاربين وحث الجمهور على اليقظة.
وفي السنغال، أعلن رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو، إغلاق جميع القواعد العسكرية الأجنبية في البلاد، مستهدفا القوات الفرنسية، حيث كانت هي القوة الأجنبية الوحيدة التي تملك قواعد في السنغال. وجاء هذا البيان خلال خطاب السياسة العامة أمام الجمعية الوطنية، بعد إعلان الرئيس باسيرو ديوماي فاي مؤخرًا أن القوات الفرنسية ستغادر السنغال قريبًا. وفي حين لم يتم تحديد جدول زمني لمغادرتها بعد، فإن القرار يعكس المقاومة المتزايدة في جميع أنحاء غرب أفريقيا للوجود العسكري الفرنسي، وهو ما يعكس تحركات مماثلة في تشاد والنيجر وبوركينا فاسو. ولم تردّ فرنسا، التي تواجه انتقادات بسبب نهجها المتشدد في أفريقيا، حتى الآن على إعلان السنغال.
وبخصوص غامبيا، وافق البنك الدولي هذا الأسبوع على منحة بقيمة 47.7 مليون دولار من المؤسسة الدولية للتنمية (IDA) لتحديث الإدارة العامة في غامبيا من أجل برنامجها لتقديم الخدمات التي تركز على المواطنين . وتعد مبادرة هذا البرنامج – الذي ستتولى وزارة المالية تنفيذه – من أجل النتائج التي تمتد لخمس سنوات هي الأولى في البلاد، كما تهدف إلى تعزيز تعبئة الموارد المحلية، وإعداد التقارير المالية، وإدارة الموارد البشرية، مع التركيز على الصحة والتعليم. ومن خلال تتبع المقاييس المالية مثل نسبة الضرائب إلى الناتج المحلي الإجمالي وضمان شفافية النفقات الحكومية، يسعى البرنامج إلى خلق حيز مالي لتحسين تقديم الخدمات. ومن ثمّ يعزز البرنامج المساواة بين الجنسين والاستجابة للمناخ في الوظائف العامة.
وبخصوص إيثيوبيا، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في هذا الأسبوع، بتقديم الدعم الكامل لإعادة هيكلة ديون إثيوبيا، خلال زيارته للبلاد، مؤكدا على ضرورة استكمال العملية في غضون أسابيع. وأشاد في حديثه بالتزام إثيوبيا بالإصلاح في إطار برنامج صندوق النقد الدولي الذي تبلغ قيمته 3.4 بليون دولار. وكانت فرنسا تدعم المناقشات الجارية مع صندوق النقد الدولي بشأن ديون إيثيوبيا، ومن المقرر أن يتم عقد اجتماع حاسم في منتصف يناير 2025. وتأتي زيارة ماكرون هذه في أعقاب اتفاق إثيوبيا الأخير مع صندوق النقد الدولي بشأن المراجعة الثانية للبرنامج، بهدف معالجة ديونها البالغة 3 بليون يورو بكفاءة.
وبخصوص السودان، أثبت مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تركي هذا الاسبوع، أنه تم قتل أكثر من 700 شخص وتجريح أكثر من 1100 آخرين منذ مايو في الفاشر، شمال دارفور، وسط صراع مستمر منذ 18 شهرًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مؤكدا أن حصار قوات الدعم السريع، والقصف العنيف للمناطق السكنية، والغارات الجوية للقوات المسلحة السودانية، قد تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين ونزوحهم، وأن الصراع قد نتج في أزمة إنسانية حادة، أدّت إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص. وإن الهجمات الأخيرة التي شنتْها قوات الدعم السريع على المستشفى الرئيسي في الفاشر ومخيم زمزم المنكوب، قد سببتْ بالمجاعة إلى إجبار الآلاف على الفرار، ما أدى إلى تفاقم الدمار.
وفي هذا الأسبوع، تصاعدت التوترات الدبلوماسية بين نيجيريا والنيجر، بعد أن اتهم القائد العسكري للنيجر الجنرال عبد الرحمن تشياني حكومة نيجيريا بالتواطؤ مع فرنسا لزعزعة استقرار بلاده. وفي حديثه لوسائل الإعلام الرسمية، زعم تشياني تواطؤ نيجيريا في تحالف فرنسا المزعوم مع الجماعات المسلحة لتقويض أمن النيجر. ونفى المسؤولون النيجيريون، بمن فيهم وزير الإعلام محمد إدريس ومستشار الأمن القومي نوهو ريبادو، هذه الاتهامات و وصفوها بأنها افتراءات لا أساس لها من الصحة. كما دحضت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، بقيادة نيجيريا، هذه المزاعم، مؤكدة على تاريخ نيجيريا في دعم السلام الإقليمي. ولا تزال العلاقات متوترة منذ انقلاب 2023 في النيجر، في ظل عقوبات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والتهديدات بالتدخل.
وأخيرا، أعلن موسى آغ الطاهر، وزير ماليّ للماليين المقيمين خارج الدولة، أنه لقي ما يقرب من 70 مهاجرا حتفهم عندما غرق قاربهم وهم في طريقهم إلى إسبانيا في 19 ديسمبر، حيث نجا شخص فقط من بينهم تسعة ماليين من بين 80 راكبا. وتسلط هذه المأساة الضوء على مخاطر طريق الهجرة عبر المحيط الأطلسي إلى جزر الكناري الإسبانية، وهو أحد أكثر الطرق دموية في العالم. وكان العديد من المهاجرين من دول غرب إفريقيا مثل مالي والسنغال وموريتانيا، يحاولون القيام برحلة محفوفة بالمخاطر هربًا من العنف أو عدم الاستقرار أو الصعوبات الاقتصادية. وينحدر العديد من ضحايا هذه المأساة من منطقة كايس في مالي، حيث لم تكن عائلاتهم على علم بخططهم للهجرة، مما يعكس مخاطر مثل هذه الرحلات.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.