
مراجعة لأحداث أفريقيا في عام 2024 وتوقّعات عام 2025
إن قارة أفريقيا التي هي ثاني أكبر قارة على وجه الأرض (من حيث المساحة)، سوف تصبح لاعبا محوريا وعاملا مهما في الشؤون الدولية في العقود المقبلة، حيث كان اشتمالها على وفرة الموارد الاستراتيجية، والميزة السكانية المواتية، وآفاق النمو الجذّابة، قد يمنح قادتها نفوذاً بالغ الأهمية. مع أن الإشادة والاعتراف بهذا التقدم لا يعفي من مسؤولية مواصلة العمل نحو نتائج إيجابية أسرع وأوفر.
ويحتوي هذا التقرير على مراجعة موجزة لأهم الأحداث والتطورات الرئيسية التي حدثت في أفريقيا في عام 2024 في مجالات القضايا السياسة والاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية والأمنية، كما أنه عرض للأحداث المتوقع حدوثها في عام 2025.
القضايا السياسية
ففي جزر القمر، تمت إعادة انتخاب الرئيس غزالي عثماني لولاية رابعة في انتخابات وصفتها المعارضة بأنها “مزوّرة”. وقالت الهيئة الانتخابية (Ceni) بأن عثماني حصل على الفوز بنسبة 63% من الأصوات. ومع ذلك، كانت نسبة المشاركة منخفضة جدا بسبب حملة “مقاطعة الانتخاب” المروّجة من قبل المعارضة، حيث صوّت %16 فقط من المواطنين في الانتخابات الرئاسية. وكان المراقبون الدوليون قد أعلنوا أن الانتخابات، أجريت في “سلام وهدوء” على حد علمهم، على الرغم من مزاعم المعارضة عن وقوع أعمال عنف.
وفي السنغال، انتخب الشعب السنغالي رئيسًا جديدًا في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 24 مارس 2024، بعد فترة من المظاهرات التي نجمت عن تأخير الموعد الأصلي للانتخابات. و أنهى الفوز الاستثنائي لباسيرو ديوماي فاي فترة التقلبات السياسية في السنغال. ولقد أدهش الكثيرين فوزُ فاي بالرئاسة، بعد أن تم إطلاق سراحه من السجن، هو و حليفه عثمان سونكو، قبيل الانتخابات الرئاسية بأسبوع. ويأتي بعد فاي مباشرةً أمادو با، الذي حصل على %35.79 من الأصوات، ما وضعه في المركز الثاني.
وفي تشاد، فاز رئيس المجلس العسكري التشادي، الجنرال محمد إدريس ديبي، في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 6 مايو 2024، بنسبة %61 من الأصوات، بينما حصل على %18.53 أقرب منافسيه، رئيس الوزراء، سوسيس ماسرا، الذي كان قد أعلن أنه حقق “انتصارا ساحقا” في الجولة الأولى من التصويت، وأن نصر الشعب قد سُرق منهم. أما الغرب، وخاصة فرنسا والولايات المتحدة، فهي في قلق وخشية خسارة آخر حليف لها في المنطقة.
وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، نجحت القوات الحكومية في إحباط محاولة انقلاب، بحيث اقتحم مهاجمون مسلحون قصر الأمة، وهو مبنى كبير ذو رواق في وسط كينشاسا، يضم مكتب الرئيس فيليكس تشيسيكيدي. وقالت وسائل الإعلام المحلية في البداية أن الرجال المسلحين هم جنود كونغوليون، لكنها ذكرت بعد ذلك أنهم على صلة بزعيم المعارضة الذي يعيش في المنفى كريستيان مالانغا، والذي ظهر في مقطع فيديو تم بثه على الهواء مباشرة محاطًا بعدة أشخاص يرتدون الزي العسكري.
وفي جنوب أفريقيا، خسر للمرة الأولى منذ اعتناق الديمقراطية، حزبُ المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) أغلبيتَه في البرلمان، وهي هزيمة ساحقة عكست السخط الشعبي المتزايد إزاء قيادة هذا الحزب الحاكم.
وفي مالاوي، تحطمت طائرة تابعة لقوات الدفاع الملاوية “دورنير- 228” في 10 يونيو 2024، وهي تنقل نائب رئيس ملاوي ساولوس تشيليما وتسعة ركاب آخرين، في محمية غابات تشيكانجاوا في منطقة مزيمبا، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها. وأعلن الرئيس لازاروس تشاكويرا أنه تم العثور على موقع حطام الطائرة المفقودة بعد عملية بحث استمرت أكثر من 24 ساعة في الغابات الكثيفة والتضاريس الجبلية بالقرب من مدينة مزوزو.
وفي رواندا، تم إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في يومي 15 و20 يوليو 2024 على التوالي. وفاز في الانتخابات الرئاسية الرئيس الحالي بول كاغامي، الذي حصل على فترة ولاية رابعة بأكثر من %99 من الأصوات، وفقا للنتائج الرسمية التي نشرتها اللجنة الانتخابية الوطنية. وكان قد تولى منصبه منذ عام 2000، وهو الرئيس الوحيد الذي عرفه الكثيرون على الإطلاق، بما أن %65 من سكان رواندا تقل أعمارهم عن 30 عامًا. وقد تم انتخاب كاغامي لأول مرة بشكل مباشر في عامي 2003 و2010. وفي عام 2015، عدلت رواندا دستورها.
وفي تونس، فاز الرئيس الحالي قيس سعيد بالانتخابات الرئاسية التي جرت في 6 أكتوبر 2024، وحصل على ولاية ثانية بنسبة %90.69 من الأصوات في الجولة الأولى، بحيث لم يواجه سوى اثنين من المعارضين: عياشي زامل، زعيم حزب أزمون المسجون، والذي حصل على %7.35 من الأصوات، وزهير مغزاوي من الحركة الشعبية، الذي حصل على %1.97. وكانت تونس الواقعة في شمال إفريقيا تفتخر كثيرا بكونها مهد انتفاضات العرب ضد الدكتاتورية لأكثر من عقد من الزمن.
وفي موزمبيق، تم الإعلان عن فوز مرشح الحزب الحاكم دانييل تشابو بالانتخابات الرئاسية في البلاد، مع انتشار مزاعم عن تزويرها بين المعارضة. وأفادت لجنة الانتخابات الوطنية بأن تشابو، وهو من حزب فريليمو الذي يحكم البلاد منذ ما يقرب من نصف قرن، حصل على أكثر من %70 من الأصوات. وفي البرلمان، زاد حزب فريليمو عدد مقاعده إلى 195 من أصل 250، أي أكثر من 184 مقعدا كان لديه من قبل.
أما بوتسوانا، وهي دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 2.5 مليون نسمة، ولها تاريخ من الاستقرار الديمقراطي، فقد أتى منها أعجب العجائب بأن تم انتخاب دوما بوكو من حزب الاتحاد من أجل التغيير الديمقراطي -وهو حزب معارض- رئيساً لبوتسوانا، حيث قد عانى الاقتصاد البوتسواني نتيجة انخفاض دولي في طلب الماس المستخرج، وارتفاع مستويات البطالة بين الشباب. كان هذا الانهيار الساحق الذي حققته المعارضة، تمثّل النهاية لثمانية وخمسين عاماً قضاها الحزب الديمقراطي في السلطة، والذي حكم البلاد منذ الاستقلال عن المملكة المتحدة في عام 1966.
وفي موريتانيا، أعلنت اللجنة الانتخابية فوز الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، بولاية رئاسية ثانية، بنسبة %56.12 من الأصوات. وتعهد رئيس أركان الجيش السابق، و وزير الدفاع البالغ من العمر 67 عاما، والذي تم انتخابه لأول مرة في عام 2019، بتعزيز الاستثمار لتحفيز طفرة السلع الأساسية في موريتانيا، التي يبلغ عدد سكانها 5 مليون نسمة، بينما تستعد لبدء إنتاج الغاز الطبيعي بحلول نهاية العام.
وفي أرض الصومال، أجريت الانتخابات الرئاسية في 13 نوفمبر 2024. وأفادت اللجنة الانتخابية بأن عبد الرحمن محمد عبد الله من حزب “وداني” المعارض الرئيسي، حصل على أكثر من %50 من الأصوات متغلبا على الرئيس موسى بيهي عبدي الذي سعى لولاية ثانية بعد سبع سنوات في السلطة. وكانت أرض الصومال قد أعلنت استقلالها عن الصومال في عام 1991، و منذ ذلك الحين كانت تحافظ على حكومتها وعملتها وهياكلها الأمنية على الرغم من عدم اعتراف أي دولة في العالم بها.
وفي نامبيا، توفي الرئيس الثالث لناميبيا، الحاج جينجوب، في مستشفى ويندهوك عن عمر يناهز 82 عامًا. وكان قد شغل منصب الرئيس منذ عام 2015 ويقضي فترة ولايته الثانية إلى أن أدركته المنية. كما شغل منصب أول رئيس وزراء للبلاد في فترة ما بين 1990 إلى 2002 في عهد الرئيس السابق سام نجوما، بعد أن نالت ناميبيا استقلالها عن جنوب أفريقيا.
كما أن نائبة الرئيس، مرشحة حزب سوابو الحاكم منذ فترة طويلة، نيتومبو ناندي ندايتواه، البالغة من العمر 72 عاما، أصبحت أول رئيسة لدولة ناميبيا. و يمدّد فوزها ولاية حزب سوابو المستمرة منذ 34 عاما في السلطة منذ أن قادت ناميبيا إلى الاستقلال عن نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا في عام 1990.
القضايا الاقتصادية والتكنولوجية
وفي عام 2024، أصبحت الاقتصادات الأفريقية أكثر اندماجًا في التجارة العالمية، مع تقدم كينيا الملحوظ نحو إبرام صفقة تجارية مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، تظل القارة عرضة للعوامل الخارجية، بما في ذلك التحول الأمريكي الوشيك نحو الحمائية، والذي يشكل خطورة تعقيد جهود قادة أفريقيا الرامية إلى تجديد قانون النمو والفرص في أفريقيا (AGOA) بعد عام 2025. ومن غير المتوقع أن تترك الحكومات الأفريقية هذه الأزمة تذهب سدى، بل ستعيد النظر في قائمة اتفاقيات التجارة.
أصبحت مصر وإيثيوبيا عضوين في مجموعة البريكس في يناير 2024 رسميا، بعد أن قبلت كلٌّ منهما دعوة الانضمام. وكانت المنظمة قد تأسست في البداية عام 2009 تحت اسم “بريكس” – من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين-، ثم نمت في عام 2010 مع انضمام جنوب أفريقيا إليها.
وقعت إثيوبيا اتفاقا مبدئيا مع منطقة أرض الصومال لاستخدام ميناء بربرة على البحر الأحمر، حيث قد فقدت إثيوبيا نفوذها في البحر عندما انفصلت إريتريا في أوائل التسعينيات. ومع بلوغ عدد سكان إيثيوبيا أكثر من 100 مليون نسمة، كانت هي الدولة غير الساحلية الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم. وحتى الآن، تستخدم إثيوبيا الميناء في جيبوتي المجاورة للغالبية العظمى من وارداتها وصادراتها.
كانت رحلة الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن جونيور، إلى أنغولا في ديسمبر 2024، هي أول زيارة يقوم بها رئيس أمريكي إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى منذ عام 2015. ويُنظر – على نطاق واسع – إلى جهود بايدن هذه، على أنها استجابة جزئية للنفوذ الاقتصادي الصيني، الراسخ منذ فترة طويلة، بحيث قد فاقت علاقات الصين التجارية واستثماراتها في المنطقة على مدى العقود الماضية، على علاقات الولايات المتحدة التجارية مع المنطقة. وتفي هذه الرحلة بوعد زيارة القارة الذي قطعه بايدن خلال قمة زعماء أفريقيا في واشنطن العاصمة منذ عامين.
في عام 2024، احتفظت جنوب أفريقيا بمكانتها الاقتصادية باعتبارها الاقتصاد الأكثر تصنيعا في أفريقيا، مع وضع اقتصادي متنوع يشمل التعدين والزراعة والتصنيع والخدمات. وكذلك ازدهر الاقتصاد المصري بفضل السياحة والزراعة والتصنيع وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتنامي، الأمر الذي عزّز موقعها الفريد بين أفريقيا والشرق الأوسط. وفي الجزائر حيث تقود الاقتصادَ صادراتُ النفط والغاز، تركز المبادرات الأخيرة على التنويع لتحقيق النمو المستدام في مختلف القطاعات. بينما جذب التحوّل الاقتصادي المثير للإعجاب في إيثيوبيا استثمارات أجنبية كبيرة، وخاصة في مجالات الزراعة والتصنيع والبنية التحتية.
أما نيجيريا فهي لا تزال تتمثل كقوة اقتصادية فعّالة في أفريقيا، بسبب عدد سكانها الضخم و وفرة مواردها الطبيعية، على الرغم من نزولها من مكانتها السابقة. و وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي للاقتصاد العالمي، يقدر الناتج المحلي الإجمالي لنيجيريا بنحو 253 بليون دولار استناداً إلى الأسعار الحالية لعام 2024، متخلفة عن الجزائر التي تبلغ 267 بليون دولار، ومصر التي تبلغ 348 بليون دولار، وجنوب أفريقيا التي تبلغ 373 بليون دولار.
وإن النمو الاقتصادي يرتبط ارتباطا وثيقا بوفرة التكنولوجيات الرقمية واستخدامها لخلق فرص العمل، والابتكار والنمو في المستويَيْن الوطني والإقليمي. وبالتالي، يمثل عام 2024 لحظة محورية في قطاع التكنولوجيا في أفريقيا، حيث تميز بخطوات كبيرة في التكنولوجيا المالية، والذكاء الاصطناعي، والاتصالات، والتجارة الإلكترونية، وتطوير مراكز التكنولوجيا. ويساهم كل من هذه التطورات في إنشاء نظام بيئي رقمي نابض بالحياة وسريع التطور، ما يصيّر أفريقيا مركز قوة تكنولوجية مزدهرة على المسرح العالمي. ولقد ظلت التكنولوجيا المالية العامل الجوهري للنظام البيئي- التكنولوجي في نيجيـريا، و برزت شركة Moniepoint باعتبارها نجمها اللامع. ومن خلال استثمار بقيمة 110 مليون دولار بقيادة صندوق الاستثمار الأفريقي التابع لشركة Google، حققت شركة Moniepoint رسميًا مكانة أعلى، حيث تجاوزت قيمتها 1 بليون دولار. وسيعمل ذلك التمويل على توسيع نطاق التكنولوجيا في نيجيريا، وتحسين البنية التحتية للدفع الرقمي، وتطوير منتجات مالية مصممة خصيصًا للمجتمعات المبخوسة. و مع استمرار التكنولوجيا في التغلغل في كل جانب من جوانب الحياة، أصبح مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) مقياسًا حاسمًا للتقدم.
القضايا الاجتماعية والأمنية
في عام 2024، قامت المجالس العسكرية في بوركينا فاسو وتشاد وغينيا ومالي بشكل موحّد بتأخير الانتخابات الموعودة التي كانت تهدف إلى إعادة الحكم المدني الديمقراطي، مع عدم إمكانية المواطنين على إبداء آرائهم في مسار هذه البلدان. ويتبع هذا نمطًا ثابتًا في أفريقيا، حيث وصل أكثر من %70 من القادة الذين يتهربون من تحديد فترات ولايتهم إلى السلطة في البداية عن طريق الانقلابات العسكرية. وبغضّ النظر عن عرقلة استئناف الحكم التشاركي، فقد ارتبطت هذه الحكومات العسكرية بمستويات أكبر من القمع ضد الجهات السياسية الفاعلة المستقلة و وسائل الإعلام، وتدهور الوضع الأمني، وتزايد الصعوبات الاقتصادية. وأدى تدهور الوضع الأمني في ظل الحكم العسكري في منطقة الساحل إلى ارتفاع عدد الوفيات ثلاثة أضعاف منذ عام 2020.
وفي 29 يونيو 2024، استهدفت ثلاثة انفجارات على الأقل عدة مناطق في جوزا، ولاية بورنو، شمال شرق نيجيريا، ما أسفر عن مقتل 32 شخصًا وإصابة 48 آخرين. وقع الانفجار الأول في حفل زفاف في الساعة 3:00 مساءً بالتوقيت المحلي، وأعقبه انفجار آخر في مستشفى جوزا العام، قبل أن يضرب تفجير ثالث جنازة بجوزا، التي هي مدينة في جنوب بورنو على الحدود مع جمهورية الكاميرون، وكانت سابقا منطقة تابعة لبوكو حرام بعد أن استولى عليها المتمردون وقتل المئات من الأشخاص، قبل أن تحررها القوات لاحقًا. و في بلدة في بوركينا فاسو، قُتل ما يصل إلى 600 شخص بالرصاص في غضون ساعات على أيدي مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في هجوم أغسطس، وفقًا لتقييم أمني للحكومة الفرنسية وهو ما يقرب من ضعف عدد القتلى المذكور في تقارير سابقة. ويعكس ارتفاع عدد القتلى تدهورا حادا في الأمن في جميع أنحاء منطقة الساحل، حيث تنشط الجماعات المتطرفة بشكل متزايد.
في عام 2024، أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) عن حالة صحية طارئة عامة تثير قلقًا دوليًا (PHEIC)، وهو أعلى مستوى إنذار لها، بسبب سلالة جديدة من مرض الجدري الفيروسي في أفريقيا. وأقرّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بأن تصاعد مرض الجدري في جمهورية الكونغو الديمقراطية (DRC) وفي بلدان أفريقية متعددة، يستدعي قرار إعلان حالة صحية طائرة بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005). وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية أيضاً، مات العشرات من الأشخاص، من ضمنهم العديد من الأطفال دون سن الخامسة، بسبب مرض جديد ينشر بسرعة. وتعمل الحكومة بجدّ مع منظمة الصحة العالمية لمعرفة أسباب هذا المرض الجديد.
وأخيرا، كان إعصار تشيدو – وهو أشد عاصفة تضرب موقع أرخبيل مايوت الفرنسي منذ 90 عامًا – قد أدى إلى مقتل “مئات الأشخاص” وفقًا للسلطات، حيث جلب إعصار تشيدو رياحًا تجاوزت سرعتها 225 كيلومترًا في الساعة (140 ميلاً في الساعة)، ما أدى إلى التسوية بالأرض للمناطق التي يعيش فيها الفقراء في أكواخ من الصفائح المعدنية.
ما يمكن توقّعه في عام 2025
يتمثل 2025 عاما محفوفا بالاحتفالات لقارة أفريقيا، حيث سيحتفل الأفارقة في جميع أنحاء القارة بعدد كبير من المناسبات التاريخية، والتي يمكن من خلالها دفع عجلة القارة إلى الأمام. فإن كلّا من موزمبيق و كيب فيردي و ساو تومي و برينسيبي ستحتفل بمرور 50 عاما على استقلالها عن الحكم الاستعماري البرتغالي، كما ستحتفل غامبيا بالذكرى الستين لاستقلالها عن المملكة المتحدة. وفي نفس العام، ستبلغ منظمة إيكواس عامها الخمسين منذ التأسيس، في حين ستحتفل مجموعة شرق أفريقيا بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإعادة تأسيسها.
وبالنسبة للمسار المستقبلي لأفريقيا، ربما يمكن اعتبار عام 2025 بمثابة فصل جديد مميز آخر من التنمية النوعية الاستراتيجية والاندفاع نحو نمو كبير. كما أن هذه السمات التنظيمية، على الأقل، تجعل عام 2025 في صالح أفريقيا لتسهيل فرص الاستثمار والتنمية الاقتصادية، من خلال التعاون المتعدد الأطراف الواسع النطاق، سواء مع المستثمرين الخارجيين أو مع أصحاب المصلحة، لإحداث تغييرات ملحوظة.
إن عدم الاستقرار في القرن الأفريقي، والذي يتصدره الأزمة المستمرة في السودان، والصومال و إثيوبيا، سوف يضيف إلى التطرف العنيف المتوسع في منطقة الساحل، لزيادة الطلبات العاجلة على المساعدة الإنسانية والبحث بشكل متزايد عن شركاء أمنيين أكفاء، لكون حدود المساعدة الروسية واضحة. وفي الوقت نفسه، فإن غياب الدبلوماسية الفعالة لحل الصراعات والأزمات، يخلق فرصا جديدة لدولٍ مثل تركيا وقطر لتوسيع نفوذها، والتنافس مع المنافسين الإقليميين.
ويثير الانهيار الأخير للمحادثات التي تقودها أنغولا بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا احتمال أن يتصاعد الصراع في شرق الكونغو ــ والذي سيظل مكلفا في أي سيناريو ومخلفا آثارا مزعزعة للاستقرار بين البلدين. في حين أن الانتخابات في أفريقيا ليست مجرد آلية سياسية لاختيار القادة، ولكنها أيضا أداة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وهي غالبا ما تعكس التوترات السياسية الداخلية، وتطلعات المواطنين، وحالة الديمقراطية في كل بلد. في عام 2025، ستواجه العديد من الدول تحديات رئيسية: الحفاظ على السلام والاستقرار، وضمان المساواة في الحقوق والفرص، وتعزيز التنمية المستدامة.
دق بنك التنمية الأفريقي (AfDB) ناقوس الخطر بشأن عبء الديون المتزايد في أفريقيا، وكشف أن دولة نيجيريا ودولا أخرى في القارة ستحتاج إلى ما يبلغ قدره المتوسط 10 بليون دولار سنويا لإعادة تمويل الديون بدءا من عام 2025 إلى عام 2033. ومن المتوقع – مع إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا لأمريكا في نوفمبر 2024 – أن تشهد أفريقيا حقبة أخرى من الانعزالية الأمريكية، مصحوبة باتفاقيات تجارية وتخفيضات في تمويل التنمية والوكالات المتعددة الأطراف. وقال دونالد كابيروكا، الرئيس السابق لبنك التنمية الأفريقي: “لا ينبغي لأفريقيا وأوروبا أن تجلسا مكتوفي الأيدي في العمل على دراسة عوائد ولاية ترامب الثانية على قارتيهما – بل ينبغي عليهما أن تنظرا إليها باعتبارها لحظة وضوح وأوان المضي قدما في جهودهما الدولية لتحقيق البرامج الإصلاحية”. وفي عام 2025، نتوقع من الزعماء الأفارقة تنويع تحالفاتهم الدولية من أجل تقليل التداعيات.
و بخصوص النظام البيئي التكنولوجي الأفريقي، سيكون التركيز على النمو المستدام والابتكار الاستراتيجي وإطلاق العنان كليّا لإمكانات الأسواق غير الممثلة مع حلول عام 2025، حيث يُتوقع أن يكون العام فصلاً حاسماً آخر في رحلة التكنولوجيا في القارة. وتتوقع وكالة “فيتش” للتصنيفات المحايدة أن تكون النظرة المستقبلية للصناديق السيادية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى محايدة في عام 2025، ما يعكس توقعات أقوى للاقتصاد الكلي وضبط أوضاع المالية العامة بشكل متواضع يتوازن مع ظروف التمويل التي لا تزال صعبة ومع المخاطر السياسية وانعدام الأمن.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.