أفريقيا في أسبوع(2024/01/11)

يفتتح عرضنا لموجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع من دولة غانا حيث أدى جون ماهاما اليمين الدستورية لولاية ثانية كرئيس لبلاد غانا، خلفًا للرئيس السابق نانا أكوفو أدو، بعد فوزه ب 56٪ من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 9 ديسمبر، 2024، كما أدّتْ جين نانا أوبوكو-أجيمانج اليمين كأول نائبة لرئيس غانا. وحضر حفل الافتتاح، الذي أقيم في ميدان النجم الأسود في أكرا، 20 زعيما أفريقيا، من بينهم الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو و رئيس كينيا ويليام روتو. ودعا الرئيس ماهاما -البالغ 66 عاما- في خطابه إلى إعادة ضبط الأوضاع الوطنية وضرورة التماسك بالوحدة. وتميز الحفل باحتفالات نابضة بالحياة، حيث لوح المؤيدون بالأعلام راقصين وهاتفين على الطبول والفوفوزيلا بألوان حزب NDC.

ورد في هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة وجّهت إلى روسيا تهمة بتمويل الطرفين المتحاربين في الصراع السوداني، إضافة إلى المزاعم السابقة بأن موسكو تستغل الحرب الجارية في السودان لتحقيق مكاسب سياسية، حيث وجهت السفيرة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد انتقادات ضد دولة روسيا يوم الاثنين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعرقلتها للقرارات كما زعمت تورط موسكو في تجارة الذهب السودانية لدعم الصراع. ونفت روسيا هذه الاتهامات ووصفتها بأنها افتراءات غربية. ولقد تسببت هذه الحرب، التي بدأت في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.

ورد ايضا أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، اختتم جولته الإفريقية في نيجيريا، متعهدا بتقديم دعم بكين الثابت ومساعدات عسكرية بقيمة 136 مليون دولار للقارة. وخلال محادثاته مع الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو و وزير الخارجية يوسف توجار في أبوجا يوم الخميس، أكّد وانغ التزام الصين بمساعدة الأفارقة على مواجهة تحدياتهم بشكل مستقل. وأعلن عن خطط لتدريب 6000 جندي و1000 ضابط شرطة في جميع أنحاء أفريقيا. وفي معرض تسليطه الضوء على الدور الاستراتيجي لنيجيريا، حثّ وانغ على الوحدة والتعاون الإقليميين من أجل الأمن. واستوردت الصين، الشريك التجاري الرئيسي، ما قيمته 22.6 مليار دولار من الغاز والنفط من نيجيريا في عام 2023، بينما تصدر هي سلعها المصنوعة إلى القارة.

وفي تشاد، أسفر هجوم على القصر الرئاسي عن مقتل 18 مهاجما واحتجاز ستة، في حين تم قتل جندي واحد وأصابة ثلاثة آخرين، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية. و وقع هذا الهجوم مساء الأربعاء بينما كان الرئيس محمد ديبي إيتنو داخل القصر، لكن القوات الأمنية قامت بالسيطرة عليه بسرعة. ووصف وزير الخارجية عبد الرحمن كلام الله المهاجمين بأنهم شباب محليون يعانون من تأثير الكحول والمخدرات. على الرغم من أن الشائعات أشارت إلى احتمال وجود صلة لبوكو حرام، إلا أن السلطات نفت ذلك، قائلة أن الهجوم لا علاقة له بالإرهاب. وتزامن الهجوم مع زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي أشاد باستقرار الحكومة.

وفي مصر، أجرت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا محادثات استراتيجية مع زعماء البرلمان المصري، بمن فيهم حنفي الجبالي وعبد الوهاب عبد الرازق، سعيا نحو تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر وسط التحديات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. وركزت المحادثات على إدارة الهجرة، والمساعدات المالية الكلية، والاستقرار الإقليمي، ما يؤكد دور مصر كشريك رئيسي في تعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة.

وبخصوص السودان، نزح أكثر من 100 ألف شخص في شرق الكونغو منذ بداية عام 2025 بسبب هجوم جديد شنّه متمردو حركة M-23، وفقا لتقرير صدر من الأمم المتحدة يوم الجمعة. واستولى المتمردون على بلدة ماسيسي يوم الاثنين، ما أدى إلى نزوح جماعي بعد استيلائهم على مدينتين استراتيجيتين أخريين في أقل من أسبوع. ويضاف هذا النزوح الجديد إلى 2.8 مليون نازح بالفعل في شمال كيفو، وهو ما يمثل أكثر من ثلث سكان الإقليم.

وبخصوص غينيا، خضعت أجزاء من عاصمة غينيا للإغلاق في هذا الأسبوع، بسبب احتجاجات جماعات المعارضة على فشل المجلس العسكري في الوفاء بالموعد النهائي للانتقال إلى الديمقراطية. إذ الحكومة العسكرية تحت قيادة العقيد مامادي دومبويا منذ عام 2021، لم تلتزم بالموعد النهائي الذي وعدت به في 31 ديسمبر 2024 لبدء التحول الديمقراطي. وبدلاً من ذلك، تعهد دومبويا بشكل غامض بالتوقيع على مرسوم لإجراء استفتاء دستوري دون تحديد جدول زمني، مع العلم بأنه سبق أن حُكِم على زعيم المعارضة عليّ باه بالسجن لمدة عامين لانتقاده المجلس العسكري، ما أثار إدانة باعتباره ضربة للديمقراطية.

وفي هذا الأسبوع، بدأت السنغال وموريتانيا إنتاج الغاز من حقل جراند تورتو أحميم (GTA) الذي يقع على طول الحدود البحرية المشتركة بينهما. و تُشارك في هذا المشروع شركة BP البريطانية إلى جانب شركة كوزموس إنيرجي الأمريكية، وشركة إس إم إتش الموريتانية، و شركة بتروسن السنغالية. وأشاد وزير النفط السنغالي بعملية الإطلاق، التي استغرق إعدادها ست سنوات، وأعدّها حدثا تاريخيا. ومن المتوقع أن ينتج الحقل 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا، ما يمثل خطوة مهمة للمنطقة.

وفيه أيضا، تصاعدت التوترات بين الجزائر ومالي، بعد معارضة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف لخطة مالي لإعادة تصنيف الجماعات الانفصالية الشمالية في صفوف المنظمات الإرهابية، بما فيها الجماعات التي وقعت على اتفاق الجزائر 2015. وقال عطاف بأن هذه الجماعات يجب أن تظل محورية في محادثات السلام، مؤكدًا على أن “الحل العسكري ليس هو الحل”. وقد رفضت مالي هذا الموقف باعتباره انتهاكًا لسيادتها، وبالتالي نتج الوضع في ازدياد الخلاف بين الجارتين.

وأخيرا، دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن التدخل العسكري الفرنسي في منطقة الساحل الإفريقي، قائلاً أنه لا يزال ينتظر الشكر من دول الساحل على دور باريس في منع سيطرة الإرهابيين. وفي حديثه أمام السفراء الفرنسيين يوم الاثنين، أكد ماكرون على تدخل فرنسا عام 2013 ضد المتشددين الإسلاميين في دول الساحل، مؤكدا أن تلك الدول لن يكون لها سيادة حقيقية دون الدعم العسكري الفرنسي. وعلى الرغم من الانسحابات الأخيرة من مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد والسنغال وساحل العاج بسبب الانقلابات العسكرية، نفى ماكرون المزاعم القائلة بأن فرنسا أُجبرت على الانسحاب، وأصر على أن الانسحاب كان جزءًا من عملية إعادة تنظيم استراتيجية وليس انسحابًا، وأضاف أن “فرنسا واضحة وتعيد تنظيم نفسها”.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.