أفريقيا في أسبوع (2024/01/18)

يفتتح عرضنا لموجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع بخبر اتفاقية وقعتها كينيا و الإمارات العربية المتحدة، وهي اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة (CEPA) لغرض تعزيز التجارة والاستثمار؛ الأولى من نوعها بين دولة الإمارات ودولة أفريقية. وقد ارتفعت التجارة غير النفطية بين البلدين إلى 3.1 بليون دولار في أوائل عام 2024، بزيادة 29.1% عن عام 2023. وسوف يزيل اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة الحواجز التجارية بينهما، ويستهدف قطاعات رئيسية مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسياحة والطاقة المتجددة، بما يتماشى مع هدف دولة الإمارات العربية المتحدة لمضاعفة اقتصادها بحلول عام 2020. وإن دولة كينيا، التي بلغت نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي عندها %5.6 في عام 2023، توفر فرصًا للشركات الإماراتية في مجال الخدمات والزراعة.

وفي موزمبيق، أدّى دانييل تشابو اليمين الدستورية ليصبح رئيسا لموزمبيق، في حفلة غير موسّعة في مابوتو، بعد أن قامت أحزاب المعارضة من خطوة المقاطعة وإجراء احتجاجات بسبب تزوير الانتخابات المزعوم. وتعهد تشابو البالغ 48 عاما، والفائز بنسبة %65 من أصوات المنتخبين في أكتوبر 2024، بتعزيز الوحدة ومحاربة الفساد، رغم كونه يواجه مخاوف بخصوص شرعية فوزه، بعد اشتباكات عنيفة خلفت أكثر من 300 قتيل منذ الانتخابات، بما فيهم 8 متظاهرين قتلوا في يوم التنصيب. ولقد رفض مرشح المعارضة فينانسيو موندلين، الذي حصل على 24% من الأصوات، نتائجَ الانتخابات، ودعا إلى استمرار الإضرابات. في هذه الحالة، تبدأ رئاسة تشابو وسط معارضة واسعة النطاق، مع رفض جماعات المعارضة الرئيسية الاعتراف بقيادته أو حضور حفلة التنصيب.

أما بخصوص زيمبابوي، فمن الممكن والمتوقع أن يناقش البرلمان قريبا مشروع قانون لتمديد ولاية الرئيس إيمرسون منانجاجوا إلى ما بعد انتهاء صلاحيتها عام 2028، ما قد يؤجل الانتخابات إلى عام 2030. وقد دعم هذا الاقتراح حزب تحالف المواطنين من أجل التغيير (CCC)، بقيادة نيلسون شاميسا، الأمر الذي أثار إشاعات أن دوافع دعمهم تعود إلى الرشاوى المحتملة، أو المصلحة الذاتية حيث سيحصل النواب على عامين إضافيين في مناصبهم. وقد أدان منتقدون داخل حزب CCC هذه الخطوة، واصفين أنصارها بـ “الخونة”. وبينما يحدد دستور زيمبابوي مدة ولاية الرئيس بفترتين، كل منهما لمدة خمس سنوات، طرح حزب Zanu-PF فكرة إزالة التحديد المفروض على فترة الرئاسة في العام الماضي، ما أثار المخاوف بشأن تراجع الديمقراطية في البلاد.

وفي مالي، صادرت الحكومة العسكرية ثلاثة أطنان من الذهب تبلغ قيمته 180 مليون دولار من شركة التعدين الكندية “باريك” كجزء من نزاع حول مسألة الإيرادات بينهما. وتم نقل الذهب المأخوذ من منجم بالقرب من كايس إلى باماكو بعد أمر من المحكمة. وأكد مارك بريستو، الرئيس التنفيذي لشركة باريك، عملية الاستيلاء في رسالة إلى وزير التعدين المالي، وسط توترات قانونية ومالية مستمرة. وفي ديسمبر 2024، أصدرت مالي مذكرة اعتقال بحق بريستو واعتقلت أربعة من كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة باريك.

وفي جنوب إفريقيا، أنهى رجال الإنقاذ جهودهم لاستعادة كل من بقي في منجم ذهب غير قانوني في ستيلفونتين، حيث توفي 78 من عمال المناجم أثناء حصار الشرطة بهدف قمع التعدين غير القانوني. ومنذ يوم الاثنين، تم إنقاذ 246 ناجيا – معظمهم من موزمبيق وزيمبابوي وليسوتو – وتم اعتقالهم كذلك بتهم تشمل التعدين غير القانوني والهجرة غير القانونية. ووصف رجال الإنقاذ، الذين يستخدمون قفصًا معدنيًا، هذه المهمة المروعة المتمثلة في انتشال الناجين الهزيلين والتعامل مع الجثث. وروى المتطوع مزوانديل مكواي الصدمة التي تعرض لها أثناء انتشال الجثث، بسبب التضامن مع عمال المناجم. ودافعت السلطات عن الحصار، قائلة إن السماح بالغذاء والماء من شأنه أن يديم الجريمة. وتحقق رجال الإنقاذ من أن المنجم كان فارغا يوم الخميس.

وفي غابون، أعلنت وزارة الحسابات العامة أن البنك الدولي قام بإيقاف المدفوعات لدولة غابون بسبب متأخرات ديون تبلغ 17 بليون فرنك أفريقي (27 مليون دولار). وأرجعت الوزارة هذه المتأخرات إلى عوامل مثل عدم كفاية تعبئة الموارد في الأسواق الدولية، مؤكدة على أن خطوات حل المشكلة بشكل سريع جارية. وكان لدى غابون ثلاثة مشاريع نشطة للبنك الدولي بقيمة 214.5 مليون دولار حتى أكتوبر. وفي يوليو، قام البنك بتقييد حصول الجابون على القروض والمنح بعد أن بلغت المدفوعات المتأخرة 17 مليون دولار. وعلى الرغم من التعليق، أعلنت غابون عن سداد مدفوعات ديون يبلغ مجموعها 1210 بليون فرنك أفريقي (1.9 بليون دولار) بحلول نوفمبر 2024.

ورد في هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات، تشمل تجميد الممتلكات وحظر السفر، على قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، بسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان، بما فيها التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء وعملية التدمير في المناطق التي كانت تسيطر عليها في السابق قوات الدعم السريع شبه العسكرية. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب عقوبات مماثلة ضد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) لارتكابه أعمال إبادة جماعية وعنف جنسي، استهدف بها مجموعات عرقية. واتهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن كلا الفصيلين بارتكاب جرائم حرب، حيث يساهم الصراع المستمر على السلطة بينهما في تدمير السودان، ما قد أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين.

ورد أيضا، أن المغرب أصبحت الوجهة السياحية الأولى في أفريقيا، حيث استقبلت 17.4 مليون زائر في عام 2024 – بزيادة قدرها %20 عن عام 2023، وزيادة بنسبة %33 عن عام 2019. وتجاوزت بهذا العدد قدر 15.7 مليون سائح في مصر، وحققت 11 بليون دولار من إيرادات السياحة. وتشمل العوامل الرئيسية في هذا الإنجاز خطوط طيران جديدة تبلغ 120، وافتتاح فنادق فاخرة، واستضافة الأحداث الكبرى مثل كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم لكرة القدم 2030. وأبرزت وزيرة السياحة فاطم الزهراء عمور هدف المغرب للانضمام إلى قائمة الدول 15 للوجهة السياحية الأفضل في العالم، مستهدفة 26 مليون زائر سنويا بحلول عام 2030. ويعزز النمو السريع الذي تشهده البلاد مكانتها كوجهة سفر عالمية رائدة.

وفي هذا الأسبوع، حققتْ بريطانيا وموريشيوس تقدما ملموسا في المفاوضات بشأن السيادة على جزر تشاجوس، بما فيها القاعدة العسكرية الأمريكية البريطانية الاستراتيجية في دييغو جارسيا. ولقد نص اتفاق في أكتوبر على أن تتنازل المملكة المتحدة عن السيطرة على الجزر لدولة موريشيوس مع استمرار بريطانيا في السيطرة على القاعدة العسكرية بموجب عقد إيجار مدته 99 عامًا. وينتظر الاتفاق التصديق عليه، مع استمرار المناقشات لوضع اللمسات النهائية عليه. وأعربت بعض الشخصيات السياسية عن مخاوفهم، بما فيهم حليف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ماركو روبيو، قائلين بأن الصفقة تشكل خطرا أمنيا. ومع ذلك، انتقدت مجموعات المجتمع الشاجوسي استبعادهم من المحادثات.

وفيه أيضا، قام الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بزيارة رسمية إلى إثيوبيا، ما يشير إلى تحسن كبير في العلاقات الثنائية بين البلدين بعد عام من التوترات. وجاءت هذه الزيارة في أعقاب خطط إثيوبيا المثيرة للجدل لإنشاء قاعدة بحرية في منطقة أرض الصومال الانفصالية، الأمر الذي أدى إلى توتر العلاقات. وخلال الزيارة، ناقش الرئيس محمود مع القادة الإثيوبيين تعزيز العلاقات، من خلال التمثيل الدبلوماسي الكامل في العاصمتين. وجاءت هذه الزيارة في أعقاب اجتماع رفيع المستوى في ديسمبر، حيث اتفقت بعده الدولتان على حل النزاع وتعزيز التعاون الأمني، كما تعهدوا بالعمل معًا ضد الجماعات المسلحة المتطرفة في المنطقة.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.