أفريقيا في أسبوع(2025/01/25)

ننطلق في عرضنا لموجز الأخبار الأفريقية في هذا الأسبوع من منطقة الساحل حيث شكلت المجالس العسكرية في النيجر وبوركينا فاسو ومالي قوة عسكرية مشتركة في هذا الأسبوع. وسوف تتصدى هذه القوات المتضمنة 5000 جنديا لعنف المتطرفين المتزايد في المنطقة، من خلال نشرها في الدول الثلاث، مع تنفيذ عمليات مشتركة. وكانت منطقة الساحل تعاني من هجمات الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، ما أدّى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين والنزوح. وتهدف القوة االعسكرية الجديدة التي تم إمدادها بالموارد الجوية والبرية والاستخباراتية، إلى معالجة هذه التهديدات الأمنية من خلال الجهود المنسقة.

مرورا إلى نيجيريا، ورد أنه تم قبول دولة نيجيريا في مجموعة البريكس باعتبارها “دولة شريكة”. وتتوافق نيجيريا مع أهداف مجموعة البريكس المتمثلة في تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب وإصلاح الحوكمة العالمية، لكونها أكبر دولة من حيث عدد السكان في أفريقيا و واحدة من اقتصاداتها الرائدة، وسلطت دولة البرازيل الضوءَ على أهمية نيجيريا بالنسبة لأولويات المجموعة، علما بأن البريكس، التي توسعت مؤخرًا لتشمل إيران ومصر وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة، تخطط لإنشاء نظام دفع بديل لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي. وتأتي هذه المبادرة وسط تحولات اقتصادية عالمية ومخاوف أمريكية، مع تهديد الرئيس ترامب بفرض رسوم جمركية على دول البريكس.

وفي غابون، أعلن مجلس الوزراء عقب اجتماع في يوم الخميس، أنه سيتمّ إجراء الانتخابات الرئاسية في يوم السبت الموافق 12 أبريل 2025. ويعتبر هذا الإعلان خطوة سياسية مهمة بعد الانقلاب العسكري الذي وقع في أغسطس 2023 والذي أطاح بالرئيس السابق علي بونغو أونديمبا. وقد تم تحديد الإطار الانتخابي في قانون الانتخابات الجديد، الذي أقره البرلمان مؤخرًا وينتظر موافقة المحكمة الدستورية. ويجدر بالذكر أن التشريع يسمح للأفراد العسكريين بالترشح في الانتخابات، وهذا تغيير مثير للجدل قد يمكّن زعيم الانقلاب الجنرال بريس كلوتير أوليغي نغويما من الترشح للرئاسة. وإن دستور غابون، الذي تم تعديله عن طريق استفتاء في نوفمبر، يسمح بفترة رئاسية مدتها 7 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

وفي كينيا، تم الإعلان عن خطط الدولة لتنفيذ  نظام السفر بدون تأشيرة لمعظم المواطنين الأفارقة، ما يسمح بزيارات تصل إلى شهرين وستة أشهر لأعضاء مجموعة شرق إفريقيا غير الصومال وليبيا بسبب مخاوف أمنية. وتؤدي هذه الخطوة، التي تهدف إلى تعزيز التكامل الإقليمي والسياحة، إلى إلغاء تصريح السفر الإلكتروني، الذي واجه انتقادات باعتباره نظام تأشيرات مقنع. وتتوافق هذه السياسة مع مساعي الاتحاد الأفريقي من أجل قدر أكبر من التنقل وتعكس الإجراءات المماثلة التي اتخذتها غانا ورواندا. وتجري كينيا حاليًا تطوير عملية دخول مبسطة، واعدة بالموافقات خلال 72 ساعة، مع توجيه الوزارات لوضع اللمسات الأخيرة على المبادئ التوجيهية في غضون أسبوع.

وفي جنوب السودان، وضعت السلطات الحظر على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمدة 30 يومًا بدءًا من منتصف ليل الخميس، مشيرة إلى وجود مخاوف بشأن المحتوى المزعج المتعلق بالعنف المستمر ضد أفراد من جنوب السودان في السودان. وذكرت الهيئة الوطنية للاتصالات أن التقييد، الذي قد يمتد إلى 90 يومًا، ضروري للسلامة العامة، بحيث كانت المحتويات المشتركة تنتهك القوانين وتشكل مخاطر على الصحة العقلية. تزايد الغضب بسبب مقاطع الفيديو التي يُزعم أنها تظهر عنف الميليشيات في ولاية الجزيرة السودانية، ما أدى إلى أعمال تخريب انتقامية ضد المتاجر المملوكة للسودانيـين في جنوب السودان. وفرضت السلطات حظر التجول من الغسق حتى الفجر ابتداء من 17 يناير. وقد أدان الاتحاد الأفريقي عمليات القتل داعيا إلى ضبط النفس وسط الحرب الأهلية المتصاعدة في السودان، والتي اتسمت بالعنف العرقي والنزوح الشديد.

وفي السودان، اندلعت معركة عنيفة بين الجيش السوداني وقوّات الدعم السريع شبه العسكرية يوم الأربعاء، بالقرب من مصفاة الجيلي للنفط شمال الخرطوم. وبحسب ما ورد، تقدم الجيش السوداني نحو المصفاة كجزء من هجوم أكبر لاستعادة الأراضي. ولاحظ بعض الشهود كثافة كبيرة من الدخان فوق الخرطوم، وأظهرت بعض اللقطات المصورة قوات الجيش وهي تؤمن مدخل بلدة مجاورة. وفي الوقت نفسه، اندلع القتال أيضًا في الفاشر، بعد إنذار مدته 48 ساعة من قوات الدعم السريع للجيش للانسحاب من معقله. ورداً على ذلك، شن الجيش غارات جوية على مواقع قوات الدعم السريع بعد انتهاء المهلة المحددة.

وبخصوص مصر، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن البلاد تحتاج إلى 20 بليون دولار سنويا لتأمين المنتجات البترولية، مسلطا الضوء على العبء المالي الكبير الذي تواجهه مصر في ضمان إمدادات ثابتة من موارد الطاقة، في بيان تمت مشاركته عبر مقطع فيديو من مكتبه. وإن اعتماد البلاد على الواردات النفطية يشكل مصدر قلق متزايد وسط التحديات الاقتصادية، ما يؤكد حاجتها الماسة إلى تمويل كبير للحفاظ على أمن الطاقة.

في هذا الأسبوع، دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن الصراع المتصاعد في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، خاصة حول غوما وساكي، مع اشتداد القتال بين الجيش الكونغولي ومتمردي حركة M-23 المدعومين من رواندا، والتي سيطرت على مينوفا يوم الثلاثاء، وهي طريق إمداد رئيسي إلى غوما، ما أدى إلى نزوح أكثر من 250 ألف شخص، بعد أن سبق فرار الكثيرين عبر بحيرة كيفو إلى غوما. وأفادت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مونوسكو، عن وقوع اشتباكات عنيفة في المنطقة، مع سيطرة حركة M-23 على بلدات أخرى. وكانت المجموعة المكونة من عرقية التوتسي، تنفي دائما الاتهامات الموجهة إليها؛ أنها تتلقي الدعم من رواندا، على الرغم من مزاعم جمهورية الكونغو الديمقراطية والقوى الغربية.

وفيه أيضا، أعربت جماعات حقوق الإنسان عن غضبها يوم الأربعاء، بعد أن أفرجت إيطاليا عن زعيم الحرب الليبي أسامة أنجيم، المعروف أيضًا باسم أسامة الـمَصري، على الرغم من مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وقد تم اعتقال المَصري في تورينو، لكن محكمة الاستئناف الإيطالية أطلقت سراحه بسبب خطأ إجرائي. وأدانت المحكمة الجنائية الدولية تصرفات إيطاليا، مؤكدة التزامها بالتعاون مع محاكمات المحكمة. ولقد أثارت عودة المصري إلى ليبيا احتفالات من أنصاره، لكن جماعات حقوق الإنسان انتقدت قرار إيطاليا، ما سلط الضوء على الفرصة الضائعة لتحقيق العدالة.

وفي الختام، أقرّ المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها(CDC) بأن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، سوف يؤثر بشكل كبير على المبادرات الصحية في أفريقيا. وسلط المسؤول الكبير نغاشي نجونجو الضوء على اعتماد القارة على التمويل الأمريكي لبرامج الصحة العامة، من خلال منظمة الصحة العالمية، وخاصة في معالجة أمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية. وقد يؤدي عدم تلقي الدعم الأمريكي إلى تعطيل الجهود المبذولة لمعالجة الأزمات الصحية في جميع أنحاء أفريقيا. وكذلك أعرب وزير مالية زيمبابوي عن مخاوفه بشأن التخفيضات المحتملة في المساعدات الصحية، مقترحا أنه يجب على الدول الأفريقية إعادة النظر في كيفية تمويل الصحة العامة وضرورة البحث عن مصادر تمويل بديلة من الدول غير الأفريقية.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.