أفريقيا في أسبوع (2025/02/01)

ننطلق في عرض موجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع من دولة أوغندا، حيث أثبتت السلطات الصحية تفشي فيروس إيبولا من جديد في عاصمتها كمبالا، حيث توفي أول مريض، وهو ممرض، بسبب السلالة السودانية من الفيروس، بعد أن خضع للعلاج في مرافق متعددة، بما فيها مستشفى مولاغو الوطني. وهذه هي المرة التاسعة لتفشي مرض إيبولا في أوغندا منذ عام 2000. ويجري الآن تتبع 44 شخص تمّ اتصالهم بالمريض الفقيد باحتمال كبير، بما فيهم 30 شخص من العاملين في مجال الرعاية الصحية، مع العلم بأن عملية التتبع هذه، تشكّل تحديًا في المدينة المكتظة بالسكان، والتي يزيد عدد سكانها عن 4 ملايين نسمة. ولقد نجحت أوغندا في السيطرة على تفشي المرض في أواخر عام 2022. وعلى الرغم من عدم وجود لقاح معتمد لسلالة السودان بعد، سيبدأ تلقيح الأشخاص المخالطين على الفور، لتوفر جرعات تجريبية خلال التفشي الأخير. ويتزامن هذا التفشي مع تفشي فيروس ماربورغ مؤخراً في تنزانيا ورواندا المجاورتين.

وفي مصر، تظاهر الآلاف من المصريين عند معبر رفح الحدودي، ضدّ اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن تقبل مصر والأردن اللاجئين من غزة. فرفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هذه الفكرة، ثم قامت الجماعات المدعومة من الدولة بنقل المتظاهرين إلى الحدود، ما يعكس المعارضة الحكومية والعامة على حد سواء. ولوّح المتظاهرون بالأعلام المصرية والفلسطينية، مردّدين هتافات ضد التهجير. وأصرّ ترامب على أن مصر والأردن، يجب أن تستقبلا الفلسطينيين من غزة التي مزقتها الحرب، مؤكدا على ضمان المساعدات الأمريكية لكلا البلدين. وقد تمت إدانة هذا الاقتراح على نطاق واسع، حيث قاوم الفلسطينيون التهجير لفترة طويلة، على أمل إقامة دولتهم، في حين لا تزال الأردن ومصر تعارضان حلول إعادة التوطين الدائمة.

في هذا الأسبوع، انسحبت النيجر ومالي وبوركينا فاسو رسميًا من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، الكتلة الإقليمية لغرب إفريقيا. ويأتي هذا القرار بعد عام من التوترات المتصاعدة، بعد أن طالبت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بعودة النيجر إلى الحكم الديمقراطي بعد الانقلاب. وكانت الدول الثلاث التي يقودها الجيش، تتهم الإيكواس بالانصياع لتاثيرات فرنسا، وبالتالي أقاموا علاقات أوثق مع روسيا، بعد أن شكلوا تحالفًا أمنيًا خاصًا بهم، وهو تحالف دول الساحل، مشيرين إلى الحاجة الملحة إلى مكافحة عدم الاستقرار الإقليمي والجماعات المسلحة. وأعربت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عن أسفها للانسحاب لكنها دعت الأعضاء المتبقين إلى دعم حقوق معينة لمواطني الدول المنسحبة. واحتفلت المظاهرات العامة في النيجر وبوركينا فاسو بهذه الخطوة، وكثيرًا ما كانت تعبّر كل منها عن المشاعر المعادية لفرنسا.

وكذلك انسحبت فرنسا رسميا من تشاد وسلمت آخر قاعدتها العسكرية في كوسي، نجامينا، يوم الجمعة، بعد شهرين من إنهاء تشاد اتفاقها الدفاعي مع باريس. وبينما بدأت تشاد في الإنهاء، ذكر المسؤولون الفرنسيون أن هذه الخطوة تتماشى مع استراتيجية فرنسا لإنهاء القواعد العسكرية الدائمة في غرب إفريقيا و وسطها. وشدد باسكال إياني، رئيس القيادة الإفريقية للقوات المسلحة الفرنسية، على التكيف مع المشهد الأمني ​​المتطور في إفريقيا. ورحب رئيس أركان الجيش التشادي أباكر عبد الكريم داود بالانسحاب، مؤكدا أن جيش البلاد مستعد لتحمل المسؤوليات الأمنية الكاملة. ويأتي هذا الانسحاب في أعقاب الخروج العسكري الفرنسي الأخير من مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

وفي هذا الأسبوع، أفاد بنك التنمية الأفريقي (AfDB) بأنه قرّر أن يطلق آلية الاستقرار المالي الأفريقي، وهي مشروع إقليمي لإعادة التمويل. والمشروع الآن في انتظار الموافقة النهائية من رؤساء الدول في قمة الاتحاد الأفريقي التي ستنعقد في منتصف فبراير. وصرح رئيس البنك الأفريقي للتنمية، أكينوومي أديسينا، أن المشروع سيساعد الدول الأفريقية على إعادة تمويل السندات الدولية المستحقة، ومعالجة 20 بليون دولار من الأقساط السنوية المستحقة على مدى السنوات الثلاث المقبلة. وستقدم هذه الآلية قروضا بأسعار فائدة ميسَّرة، مما يتطلب من البلدان المستفيدة تنفيذ إصلاحات اقتصادية كلية ومالية. وشدّد أديسينا على أهمية هذا المشروع، حيث لا يقدم صندوق النقد الدولي أو غيره من بنوك التنمية المتعددة الأطراف خيارات إعادة التمويل.

وفيه أيضًا، قالت سيراليون بأنها تحقق في تقارير تفيد بأن تاجر الكوكايين الهولندي المُدان، خوسيه لايديكيرز، موجود في أرضها متمتّعا بحماية عالية المستوى. وتفيد مصادر رويترز بأن لايديكرز، الذي حُكم عليه غيابيا بالسجن لمدة 24 عاما في هولندا، موجود في سيراليون منذ أوائل عام 2023 على الأقل. وأكد المدعون الهولنديون ذلك، مضيفين أنه موجود هناك منذ ستة أشهر على الأقل. وعلى الرغم من كونه في قائمة “يوروبول” للمطلوبين، فقد شوهد “لييديكرز” مؤخرًا في كنيسة بالقرب من الرئيس بيو. وتفيد بعض المصادر أنه متزوج من ابنة بيو ويتلقى حماية عالية المستوى. ولقد صرحت حكومة سيراليون بأنها لم تتلقّ أيَّ اتصال رسمي بشأن لايديكرز، وأنها ملتزمة بألا تصبح البلاد ملاذاً للجريمة المنظمة، وذكرت أيضًا أن الرئيس بيو لم يكن لديه علم بهوية لايديكرز.

وفي جنوب السودان، تم رفع الحظر الذي فرضه الحكومة لمدة أسبوع على فيسبوك وتيك توك. وقد تم تنفيذ الحظر بعد انتشار مقاطع فيديو مصورة، يُزعم أنها تصور مقتل مواطنين من جنوب السودان في السودان، ما أثار احتجاجات وأعمال عنف. وأكدت الهيئة الوطنية للاتصالات إزالة المحتوى المزعج، ولذلك تم إلغاء الحظر. وشدد مدير الهيئة على ضرورة الموازنة بين التصدي للتحريض عبر الإنترنت وحماية حقوق المواطنين. وبحسب ما ورد، أظهرت مقاطع الفيديو هجمات مستهدفة عرقيًا في ولاية الجزيرة السودانية، والتي تحمِّل جماعاتُ حقوق الإنسان الجيشَ السوداني المسؤوليةَ عنها. غير أن الجيش السوداني قام بنفي هذه الحوادث، و وصفها بأنها “انتهاكات فردية”.

في هذا الأسبوع، كثّف متمردو M-23 المدعومين من رواندا سيطرتَهم على جوما، أكبر مدينة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما يمثل انتكاسة كبيرة للجيش الكونغولي، ويؤدي إلى تصعيد الصراع المستمر. و بعد أيام من القتال العنيف الذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة ما يقرب من 1000 آخرين، أعلنت حركة M-23 سيطرتها على المدينة. وبينما توقف القتال في وسط المدينة، استمر إطلاق النار بشكل متقطع في المناطق الشمالية. وتؤكد قيادة حركة M-23 أنها تقوم بتأمين المدينة وإحلال السلام، بينما السكان أفادوا بأن حركة M-23 والقوات الرواندية تسيطر على المطار وعلى جزء كبير من المدينة. وأشار سفير رواندا الإقليمي إلى أن هجوم حركة M-23 سيستمر خارج جوما، وربما إلى جنوب كيفو، ما لم تتم المفاوضات مع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية. وتشير التقارير إلى أن مقاتلي حركة M-23 يتقدمون جنوبا نحو بوكافو، عاصمة مقاطعة كيفو الجنوبية.

وفي السودان، أدّى القتال المستمر فيها إلى انفجار في مصفاة الجيلي، أكبر مصفاة للنفط في البلاد، حيث كشفت صور الأقمار الصناعية عن حرائق واسعة النطاق في المنشأة. و يدعي الجيش السوداني، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، استعادة المصفاة من قوات الدعم السريع، مما يمثل انتصارًا كبيرًا في الحرب الأهلية المستمرة. ويلقي الجانبان المتحاربان اللوم على بعضهما البعض في التدمير، إذ يتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بالتخريب، في حين تزعم قوات الدعم السريع أن الجيش أسقط براميل متفجرة على الموقع. وقد تعرضت الآن المصفاة لأضرار بالغة، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد وسط استمرار فشل الوساطة الدولية.

وفي الختام، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، في هذا الأسبوع، بأنها تخضع لتحقيق قضائي بتهمة المساعدة على جريمة والتحريض عليها، وسوء التصرف للأموال العامة بعد أن أفرجت حكومتها عن أسامة المصري نجيم، ضابط الشرطة الليبي المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية (ICC) بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بحيث تم اعتقال نجيم في تورينو، وتمت إعادته جواً إلى ليبيا على متن طائرة حكومية إيطالية دون استشارة المحكمة الجنائية الدولية. وتحضع ميلوني، إلى جانب الوزراء الرئيسيين، للتدقيق والتحقيق، وإن كانت تنفي ارتكاب أي مخالفات، بل وصفت التحقيق بأنه محاولة لترهيبها. ويأتي التحقيق في أعقاب شكوى قدمها المحامي لويجي لي جوتي، الذي دان إفراج أسامة واستخدام الموارد الحكومية.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.