أفريقيا في أسبوع (2025/02/08)

يفتتح موجز الأحبار الأفريقية لهذا الأسبوع بخبر وصول 200 ضابط شرطة كيني إلى دولة هايتي لمكافحة عنف العصابات. وتعدّ هذه المجموعة هي الرابعة من نوعها، بعد أن انضمت إلى أكثر من 600 ضابط تم نشرهم في هايتي سابقا، كجزء من القوة المتعددة الجنسيات المبعوثة لحفظ السلام، وتضم هذه القوة جامايكا وغواتيمالا والسلفادور، مع دعم الأمم المتحدة. ويأتي هذا بعد أن قامت الولايات المتحدة بإيقاف مساعدات بقيمة 13.3 مليون دولار بموجب التخفيضات الأوسع للمساعدات الخارجية التي أقرها الرئيس دونالد ترامب. ومع ذلك، أثبت قائد المهمة، جودفري أوتونج، أن هذا المبلغ يمثل أقل من 3% من إجمالي التمويل، مؤكدا أن الدعم الأمريكي والدولي مستمر. وكذلك أكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مجددًا التزام واشنطن بالدعم، مع العلم بأن العصابات تسيطر الآن على 85% من بورت أو برنس وسط تفاقم أعمال العنف.

وفي السودان، سيطرت القوات المسلحة السودانية يوم الجمعة على مناطق جنوب مدينة جياد الصناعية على بعد 45 كيلومترا من الخرطوم، وتقدمت بثبات نحو العاصمة. وكذلك قامت بتأمين مناطق التكينة والمسيد والنوبة، معززة تقدمها بعد استعادة واد مدني في الجزيرة في الشهر الماضي. وتتواصل المعارك العنيفة على جسر جبل أولياء، بينما تسيطر القوات المسلحة السودانية على مجمع سارية الصناعي جنوب غرب الخرطوم. كما استولت على الوادي الأخضر في شمال شرق الخرطوم وتهدف إلى التقدم نحو جسر سوبا. وفي ولاية النيل الأبيض، التي لا تزال محتلة من قوات الدعم السريع، تم قصف قرية نعيمة وسط مقاومة مستمرة من قبل الطائرات الحربية السودانية.

وبخصوص جنوب أفريقيا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين، أنه سيوقف كل التمويل إلى جنوب أفريقيا، وسيفتح تحقيقا في قانون مصادرة الأراضي الجديد الذي أقره جنوب أفريقيا، زاعما أنه يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان ضد البيض. ومن خلال نشره على موقع Truth Social، زعم مصادرة الأراضي وإساءة معاملة مجموعات معينة. لكن حكومة جنوب أفريقيا قامت بتفنيد هذه المزاعم، قائلة أنه لم يتم الاستيلاء على أي أرض، وأن القانون يهدف إلى معالجة المظالم التاريخية الناجمة عن الفصل العنصري. وأصر الرئيس سيريل رامافوسا على أن جنوب أفريقيا “لن تتعرض للتخويف”. مع العلم بأن إيلون ماسك، حليف ترامب، قد اتهم حكومةَ جنوب أفريقيا سابقا بمعاداة البيض، على الرغم من أن الخبراء يربطون الهجمات على المزارع بارتفاع معدلات الجريمة.

وبخصوص جمهورية الكونغو الديمقراطية، أفادت الأمم المتحدة أنه تك قتل ما لا يقل عن 700 شخص، وإصابة 2800 آخرين في قتال عنيف في جوما منذ يوم الأحد، عندما استولى متمردو حركة M-23 على مدينة جوما بدعم من رواندا، عاصمة مقاطعة شمال كيفو، ليتقدموا نحو بوكافو، عاصمة جنوب كيفو. وقد تصاعد في الآونة الأخيرة الصراع الدائر، الذي تعود جذوره إلى التسعينيات، حيث تسعى حركة M-23 إلى الحصول على حقوق الأقليات، في حين تتهمها حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية بالسعي للسيطرة على الثروة المعدنية في المنطقة. وأدى القتال إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، مع نزوح أكثر من 400 ألف شخص منذ عام 2025، وتقييد الإمدادات الإنسانية بشدة.

في هذا الأسبوع، أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة دعم رواندا لمتمردي حركة M-23 في شرق الكونغو، وكلّف فريقا من الخبراء بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها. وكذلك تمت الموافقة على القرار الذي طلبته الكونغو بالإجماع، وسط تصاعد العنف الذي أودى بحياة 3000 شخص منذ يناير. ثم طالب المجلس بوقف المساعدات العسكرية لرواندا، داعيا إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة. ويقدر خبراء الأمم المتحدة أن هناك 4000 جندي رواندي يدعمون حركة M-23، ما دفع الأمين العام جوتيريش إلى الحث على الوساطة. وبينما اتهم وزير الكونغو رواندا بارتكاب جرائم حرب، فإن مبعوث رواندا قد استشهد بالتهديدات الأمنية من الجماعات المسلحة المرتبطة بالإبادة الجماعية عام 1994 كمبرر لأفعالها.

وفي هذا الأسبوع أيضا، رفضت مصر بشدة، إلى جانب دول عربية أخرى مثل الأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اقتراحَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن لتسيطر الولايات المتحدة على غزة وتحولها إلى وجهة فاخرة. لكن الزعماء العرب يصرون على حل الدولتين مع إقامة وطن فلسطيني ذي سيادة إلى جانب إسرائيل. ووصفت مصر التهجير القسري للفلسطينيين بأنه انتهاك للقانون الدولي وتهديد للاستقرار الإقليمي. وعلى الرغم من المناقشات الداخلية حول استراتيجيات الاستجابة، فإن القيادة المصرية، بما في ذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي، لا تزال متحدة ضد الخطة.

وبخصوص مالاوي، أمر الرئيس لازاروس تشاكويرا الجيش الوطني في جمهورية الكونغو الديمقراطية بالاستعداد للانسحاب من مهمة حفظ السلام فيها، بعد مقتل 20 فردا من قوات حفظ السلام، من ضمنهم 3 مالاويين، عندما استولى متمردو حركة M-23 على جوما. وقال تشاكويرا أن قراره هذا يدعم جهود وقف إطلاق النار رغم استمرار القتال. وتعهدت جنوب أفريقيا، التي تقود المهمة، بالإبقاء على قواتها حتى ديسمبر على الأقل. وفي الوقت نفسه، يتقدم متمردو حركة M-23 جنوبًا، ويستولون على نيابيبوي في جنوب كيفو. وقد ألقى زعيمهم، كورنيل نانغا، كلمة أمام الحشود في غوما على الرغم من وجود مذكرة اعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم حرب والخيانة.

ومما ورد في هذا الأسبوع، أن دولة هولندا طلبت رسميًا تسليم مهرّب الكوكايين المدان، خوسيه لايدجكرز، من دولة سيراليون، على الرغم من عدم وجود معاهدة تسليم المجرمين بين البلدين. وبحسب ما ورد، لقد وجد لايديكرز، أحد أكثر الهاربين المطلوبين في أوروبا، ملجأً وحماية في سيراليون، حيث يُعرف باسم “عمر شريف”. وقد أعربت شرطة سيراليون عن استعدادها للتعاون مع السلطات الهولندية وسلطات إنفاذ القانون الدولية، من خلال مداهمات بحثًا عن لايدجكرز. ويأمل وزير العدل الهولندي ديفيد فان ويل في اتخاذ إجراءات سريعة، مؤكدا على أهمية التعاون الدولي في مكافحة الجريمة المنظمة.

ومنه أيضا، أن دولة أوغندا شرعت في تجربة لقاح سوداني من سلالة مرض إيبولا بعد تفشي المرض من جديد، والذي أدى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين. وتلقى المشارك الأول، الموجود حاليا في العزل، اللقاح الذي طورته المبادرة الدولية للقاح ضد الإيدز. وعلى عكس اللقاح المعتمد لسلالة زائير، لا يوجد لقاح لسلالة السودان، التي يبلغ معدل الوفيات فيها 40%. وتشرف وزارة الصحة الأوغندية ومنظمة الصحة العالمية على التجربة، حيث قامتا بتطعيم 40 مخالطا للضحية الأولى بينما قامتا بمراقبة 234 فردا. وفي حالة نجاح هذا اللقاح، فإنه سيتم تعزيز الأمن الصحي العالمي ضد تفشي المرض في المستقبل، في أعقاب تفشي المرض في أوغندا عام 2022 والذي أودى بحياة أكثر من 70 شخصًا.

وفي الختام، نفت بريطانيا في هذا الأسبوع تقارير إعلامية تشير إلى أن المدفوعات لموريشيوس، مقابل الاحتفاظ بقاعدة عسكرية أمريكية بريطانية في دييجو جارسيا في المحيط الهندي، قد ترتفع من 9 بليون جنيه إسترليني (11.29 بليون دولار) إلى 18 بليون جنيه إسترليني. ورفض ستيفن دوتي، وزير الخارجية، هذه المزاعم واصفا إياها ب “غير صحيحة على الإطلاق”، ومشيرًا إلى أنه لم يكن هناك تغيير في شروط الاتفاقية. ولقد وافقت بريطانيا في أكتوبر 2022 على التنازل عن سيادتها على جزر تشاجوس لموريشيوس مع الاحتفاظ بعقد إيجار القاعدة لمدة 99 عامًا. ومع ذلك، شكك رئيس وزراء موريشيوس نافين رامغولام في الصفقة، مع وجود مخاوف أيضا من احتمال زيادة دفعات الإيجار بسبب الحماية من التضخم.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.