
أفريقيا في أسبوع (2025/02/15)
ننطلق في عرضنا لموجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع من دولة جمهورية أفريقيا الوسطى حيث تم إطلاق عملة مَيْم الرقمية ($CAR)، بهدف تعزيز مكانتها العالمية على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها. وأعلن الرئيس فوستين آركانج تواديرا عن هذه الخطوة على منصة X، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من أن أصبحت جمهورية أفريقيا الوسطى أول دولة أفريقية تتبنى البيتكوين كعملة قانونية. وقد اكتسبت عملة الْمَيْم الرقمية، المعروفة بتقلبها وفائدتها المحدودة، اهتماما كبيرا، مع ارتفاع قيمة رمز عملة ترامب الرقمية، التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سابقا لفترة وجيزة. وتهدف عملة مَيْم الرقمية، التي يتم تداولها بسعر 0.22 دولار، إلى توحيد الناس ودعم التنمية الوطنية. ومع ذلك، فقد تم تعليق الحساب الرسمي للتحديثات على منصة X، والجهود جارية لاستعادته.
في إثيوبيا، ضرب زلزال بقوة 6.0 درجة قلب البلاد بالقرب من منطقة أوروميا المكتظة بالسكان، وفقًا لوكالات متعددة مثل هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية و وكالة EMSC. وقد أثار الزلزال الضحل، الذي وقع على عمق 10 كيلومتر، تعبيرات التضامن على وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من أن التقارير الأولية أشارت إلى عدم وقوع إصابات أو أضرار فورية. ولقد كانت المناطق المتضررة في أوروميا وعفار، تشهد زلزالا متزايدًا منذ ديسمبر، مع العديد من الزلازل الصغيرة والاضطرابات البركانية التي أجبرت بالفعل الآلاف على مغادرة المنطقة وتسببت في أضرار كبيرة للبنية التحتية.
وفي مصر، أفادت مصادر أمنية مصرية، بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رفض زيارة للبيت الأبيض طالما أن جدول الأعمال يتضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة. ولقد أثار اقتراح ترامب هذا، الذي يوصي بنقل أكثر من مليوني فلسطيني وتحويل غزة إلى مركز منتجع، غضبا عارما. وقد رفضت مصر والأردن هذه الخطة رغم تهديدات ترامب بقطع المساعدات. ونقل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي موقف القاهرة إلى واشنطن، مؤكدا على جهودها لإعادة الإعمار لهدف إبقاء الفلسطينيين على أرضهم. وأكد السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله دعمهما لقيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
وفي جمهوريةالكونغوالديمقراطية، استولى متمردو حركة M-23 المدعومين من رواندا، على مطار كافومو، وهو مركز رئيسي بالقرب من بوكافو في شرق البلاد، ما يمثّل مكسبًا استراتيجيًا كبيرًا بعد الاستيلاء على جوما في الشهر الماضي. وقامت القوات الكونغولية بسبب معداتها مع تقدم المتمردين الذين استولوا أيضا على كاتانا وكابامبا. ومع تصاعد القتال، يسعى الرئيس فيليكس تشيسكيدي للحصول على دعم دولي في مؤتمر ميونيش الأمني وقمة الاتحاد الأفريقي. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى نزوح 350 ألف مدني، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. ومن ناحية أخرى، اندلعت الاحتجاجات ضد التدخل الأجنبي في كينشاسا، حيث هاجم المتظاهرون مكاتب الأمم المتحدة وسفاراتها، بما فيها سفارات رواندا وفرنسا والولايات المتحدة وكينيا، وسط تصاعد التوترات في الصراع.
وفي هذا الأسبوع، وصل الزعماء الأفارقة إلى أديس أبابا لحضور القمة الثامنة والثلاثين للاتحاد الأفريقي يومي 15 و16 شهر فبراير، وستتركز القمة على القضايا الملحة في القارة، بما فيها الصراع المتصاعد في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث استولى متمردو حركة M-23 على المزيد من الأراضي. وستتناول القمة أيضًا بالنقاش، التحدياتِ الأمنيةَ والاقتصادية وموقف أفريقيا من الشؤون العالمية.
وبخصوص السودان، أعرب وزير الخارجية السوداني علي يوسف أحمد الشريف، عن امتنانه لروسيا لعرقلة قرار مجلس الأمن الدولي الذي كان من الممكن أن يسمح بالتدخل الدولي في السودان، وذلك خلال زيارة لموسكو هذا الأسبوع. وفي حديثه إلى جانب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، رفض الشريف التدخل الأجنبي في السودان، مؤكدا على التعاون من أجل السلام والسيادة. مع العلم بأن السودان لا تزال في حالة اضطراب منذ الإطاحة بعمر البشير عام 2019، مع فشل التحول الديمقراطي والانقلاب العسكري عام 2021. وقد نتج القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ عام 2023 إلى مقتل أكثر من 28 ألف شخص وتشريد الملايين، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
وبخصوص أوغندا، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في 13 فبراير، عن تمويل إضافي بقيمة 2 مليون دولار لدعم استجابة أوغندا لتفشي فيروس إيبولا. وقد أدى ظهور تفشي المرض من جديد إلى حالة وفاة واحدة وثماني إصابات على الأقل. وسيتم صوف هذه الأموال في تعزيز جهود الاحتواء وتعزيز المراقبة ودعم الفرق الطبية التي تكافح سلالة الفيروس السودانية. وبما أنه لا يوجد لقاح معتمد لهذه السلالة بعد، تجري أوغندا تجارب لقاح، وتواصل منظمة الصحة العالمية التعاون مع السلطات الصحية الأوغندية والشركاء العالميين للسيطرة على انتشار المرض ومنع المزيد من الوفيات.
ورد في هذا الأسبوع أن المحكمة الجنائية الدولية، أفادت بأتها تحقق فيما إذا كانت إيطاليا قد انتهكت نظامها الأساسي بإطلاق سراح الضابط العسكري الليبي، أسامة المصري نجيم، المطلوب بتهمة ارتكاب جرائم حرب. واستشهد وزير العدل الإيطالي كارلو نورديو بوجود أخطاء في مذكرة المحكمة الجنائية الدولية كمبرّر للإفراج عن نجيم، ما أثار غضباً داخلياً وفتح تحقيق قانوني في حكومة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني. وقد يؤدي تحقيق المحكمة الجنائية الدولية إلى تلقي إيطاليا للتوبيخ من مجلس إدارة المحكمة أو من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وكانت المحكمة تحقق في جرائم الحرب الواقعة في ليبيا منذ الحرب الأهلية عام 2011، وستسمح لإيطاليا بتقديم دفاعها قبل اتخاذ القرار.
وفي الختام، ورد أنه قد يمتدّ الوجود العسكري الأمريكي في دولة الصومال، مع إعادة تركيز البنتاغون على مواجهة تنظيمي داعش وحركة الشباب الإرهابية، بحيث أكد وزير الدفاع بيت هيجسيث على ضرورة منع معاقل المتطرفين، مع وجود حوالي 500 جندي أمريكي يدعمون القوات الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي. وعلى الرغم من الانسحابات السابقة، فقد استهدفت الغارات الجوية الأخيرة مسلّحين رئيسيين. وقد تراجعت إدارة بايدن عن انسحاب إدارة ترامب عام 2020، بسبب التهديد المتزايد الذي تشكله حركة الشباب الإرهابية. وتستمر المناقشات حول دور أفريكوم على المدى الطويل، حيث تحدد توصيات القادة العسكريين عمليات النشر المستقبلية. وبينما ترحب السلطات الصومالية بالدعم الأمريكي، يناقش المحللون ما إذا كان الوجود الأجنبي المطول سيعزز الأمن أو يغذي تجنيد المتمردين.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.