
أفريقيا في أسبوع (2025/02/22)
يفتتح عرضنا لموجز الأخبار الأفريقية بخبر انتخاب وزير خارجية جيبوتي، محمود يوسف، رئيساً جديداً لمفوضية الاتحاد الأفريقي، حيث خسر رئيس الوزراء الكيني السابق، رايلا أودينجا، و وزير الخارجية الملغاشي السابق، ريتشارد راندرياماندراتو، بفوز محمود لهذا المنصب. و صرّح يوسف بأن أولوياته ستكون الأمن الإقليمي وتعزيز الوحدة عبر أفريقيا من خلال سد الفجوات اللغوية والثقافية. ويعد هذا إنجازا كبيرا لجيبوتي حيث يستعد يوسف لقيادة الاتحاد الأفريقي في مواجهة تحديات القارة.
وفي هذا الأسبوع، وافق الزعماء الأفارقة على آلية الاستقرار المالي الأفريقي(AFSM)، وهو صندوق جديد يديره بنك التنمية الأفريقي، لتقديم قروض ميسرة للحكومات المثقلة بالديون. وسيكون لدى هذا الصندوق تصنيف ائتماني خاص به، ما يمكنها من الاقتراض من الأسواق الدولية. وقد تم إنشاء هذا الصندوق استجابة لوباء كوفيد-19 وتأثير الحرب الأوكرانية على الاقتصادات النامية، ويهدف إلى معالجة حالات التخلف عن السداد السيادية وأزمات الديون. وإن العضوية فيه طوعية ومفتوحة لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي.
وفيه أيضا، أعلن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت، أنه سيغيب عن اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين، المقرر عقده في الأسبوع المقبل في كيب تاون، مستشهدا بوجود الالتزامات الضرورية في واشنطن. وسيحضر مكانه مسؤول كبير آخر. وتشير المصادر إلى أن غياب بيسنت قد يكون مرتبطًا باجتماع الرئيس ترامب المحتمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا. وتتناول مجموعة العشرين، التي تضم الولايات المتحدة والصين وروسيا، التحديات الاقتصادية العالمية مثل التضخم، وأزمة الديون، وتغير المناخ. وكذلك يخطط بيسنت للقاء نظرائه العالميين في الاجتماعات المقبلة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن.
أما بخصوص نيجيريا، فقد ورد أن هولندا وافقت على إعادة 119 قطعة برونزية إلى نيجيريا، ما يمثل واحدة من أكبر عمليات إعادة القطع الأثرية المنهوبة. وتعود هذه المنحوتات البرونزية إلى مملكة بنين، وتمت سرقتها من قبل القوات البريطانية في عام 1897، وستتم إعادتها إلى نيجيريا دون قيد أو شرط، مع الاعتراف بحصول القوات عليها بطريقة غير مشروعة. ستقوم مجموعة الدولة الهولندية بإصدار 113 قطعة برونزية، بينما ستعيد بلدية روتردام الست المتبقية. وبينما تواصل نيجيريا جهودها لاستعادة آلاف الكنوز الثقافية المنهوبة، وصف رئيس المتحف النيجيري عملية الاسترداد هذه بأنها أهم عودة منفردة لآثار بنين. ومن المتوقع أن تصل القطع الأثرية في وقت لاحق من هذا العام.
وبخصوص النيجر، أوصي المجلس العسكري في النيجر بالانتقال إلى الحكم الديمقراطي بعد خمس سنوات من إدارة المجلس للبلاد. وهذا تغيير للقتراح السابق الذي يوصي بالحكم الديمقراطي بعد ثلاث سنوات من قيادة المجلس. ويأتي ذلك بعد مشاورات وطنية استبعدت الأحزاب السياسية. واقترحت اللجنة التي قادها المجلس العسكري أيضًا فسخ الأحزاب السياسية، والسماح باثنين إلى خمسة أحزاب جديدة بموجب ميثاق جديد، مع السماح لمسؤولي المجلس العسكري بالتنافس في الانتخابات المستقبلية. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب انسحاب النيجر من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، إلى جانب مالي وبوركينا فاسو، لتشكيل تحالف دول الساحل. وفي الوقت نفسه، تواصل النيجر تغيير تحالفاتها، حيث قامت بطرد القوات الفرنسية والأوروبية بينما تعزز علاقاتها مع روسيا وسط التحديات الأمنية المستمرة.
وبخصوص بوروندي، أفادت تقارير أن الدولة شرعت في سحب قواتها من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما يضعّف جهود الجيش الكونغولي ضد متمردي M-23، لكن الجيش البوروندي ينفي هذا الادعاء. قد استولت حركة M-23، وهي جماعة يقودها التوتسي، على مدن رئيسية، بما فيها مطار بوكافو، وهي تتقدم الآن نحو الجنوب، بينما القتال يشتد باستمرار في إقليم لوبيرو، شمال غوما. واتهمت الأمم المتحدة المتمردين بإعدام الأطفال وسط هجومهم. ومع تعرض الاستقرار الإقليمي للخطر، التقى الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي بزعيم أنجولا لمناقشة الأزمة. وإذا تأكد انسحاب بوروندي فإن ذلك سيزيد من الضغط على جيش الكونغو الذي يكافح بالفعل لمنع تقدم المتمردين.
وفي مصر، حث الرئيس عبد الفتاح السيسي المجتمعَ الدولي على دعم خطة إعادة بناء غزة دون تهجير الفلسطينيين، رافضًا اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يدعو إلى توطينهم وإعادة تطوير القطاع إلى منتجع سياحي. وقد عارضت الدول العربية، بما فيها مصر والأردن، هذه الخطة وتعمل كذلك على إيجاد بديل. وشدد السيسي على أهمية UNRWA في مساعدة الفلسطينيين، حيث تواجه عملياتها قيودا تفرضها القوانين الإسرائيلية. ومن المقرر أن يناقش زعماء مصر والمملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة وقطر هذه القضية في الرياض قبل تقديمها إلى جامعة الدول العربية في مارس.
وبخصوص السودان، دعت الأمم المتحدة إلى تقديم مساعدات بقيمة 6 بليون دولار للسودان في عام 2025، لمعالجة أسوأ أزمة جوع ونزوح جماعي في العالم، بسبب الحرب الأهلية المستمرة فيها. وهذا المبلغ يزيد عن مبلغ العام الماضي بقدر 40٪، وسيتم به دعم ما يقرب من 21 مليون شخص داخل السودان، ما يجعلها الاستجابة الإنسانية الأكثر طموحًا للأمم المتحدة حتى الآن، على الرغم من استمرار عدم اليقين بشأن التمويل الأمريكي بسبب فترات التوقف السابقة. ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن الوضع في السودان يزداد سوءا، مع الإبلاغ عن ظروف المجاعة في عدة مواقع. وكذلك وصفت السودانَ رئيسةُ برنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، بأنها الآن مركز أكبر أزمة جوع في العالم، إذ قد أدى الصراع المستمر منذ 22 شهراً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى نزوح خُمس السكان وترك نصفهم يواجهون الجوع الشديد.
ومما ورد في هذا الأسبوع، أن المملكة المتحدة أدانت تقدم متمردين حركة M-23 في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، واستدعت المفوض السامي لرواندا بسبب الدعم الرواندي المزعوم للجماعة. وتصر رواندا على أن قواتها تصرفت فقط ردا على التهديدات الأمنية على حدودها. ويأتي ذلك بعد انتقاد رواندا “للحملة العدوانية” التي تشنها بلجيكا لمنع تمويلها للتنمية، حيث حثت بلجيكا الاتحاد الأوروبي على إيقاف المساعدات المباشرة حتى تقطع رواندا علاقاتها مع حركة M-23. وتصف رواندا هذا بأنه “موقف سياسي” وترفض “الترهيب” فيما يتعلق بالأمن القومي. واتهم رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية تشيسيكيدي، إلى جانب زعماء آخرين، حكومة رواندا بدعم حركة M-23 في المنطقة الغنية بالمعادن.
وفي الختام، ورد نعي وفاة المخرج المالي الرائد وأحد أعمدة السينما الأفريقية، سليمان سيسي، في هذا الأسبوع، عن عمر يناهز 84 عامًا. كان سيسي أول مخرج أفريقي أسود يفوز بجائزة الفيلم الروائي الطويل في مهرجان كان (1987، Yeelen). وحصل أيضًا على جائزة Carrosse d’Or في عام 2023. وقد تم الاحتفاء بـ سيسي، الحائز مرتين على جائزة FESPACO الكبرى، لمساهماته المؤثرة والتزامه بسرد القصص الأفريقية، مع تدفق الإشادات تقديرًا لإرثه.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.