
أفريقيا في أسبوع (2025/03/01)
ينطلق عرضنا لموجز الأخبار الأفريقية من كيب تاون في جنوب أفريقيا، حيث انعقد اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين في هذا الأسبوع، غير أنه انتهى الاجتماع دون إصدار بيان مشترك، مما يشير إلى وجود انقسامات عميقة وعدم الاتفاق في الآراء حول قضايا مثل تمويل المناخ. وأعربت جنوب أفريقيا، الدولة المضيفة، عن خيبة أملها، حيث صرح وزير المالية إينوك جودونجوانا بأنه “غير سعيد” لعدم وجود توافق في الآراء. وقد طغى على المحادثات غياب قادة التمويل الرئيسيين من الولايات المتحدة والصين والهند واليابان، فضلاً عن خفض المساعدات الخارجية من قبل الاقتصادات الكبرى. وبينما اتفق المندوبون على مقاومة الحمائية، فإن الخلافات حول تمويل المناخ والأولويات الاقتصادية حالت دون إصدار بيان موحد، ما أدى إلى إصدار “ملخص الرئيس” بدلاً من ذلك.
وبخصوص جنوب أفريقيا أيضا، أعرب الرئيس سيريل رامافوزا عن نيّته للتفاوض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتخفيف التوترات بشأن إصلاح الأراضي وقضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في المحكمة الدولية، بعد أن قطع ترامب مؤخرًا المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا، بسبب مخاوفه بشأن سياساتها. وفي حديث الرئيس رامافوزا في مؤتمر جولدمان ساكس في جوهانسبرج، أكد على هدفه المتمثل في تأمين صفقة ذات معنى مع الولايات المتحدة بدلاً من مجرد الدفاع عن موقف بلاده. وبينما تسعى جنوب أفريقيا إلى الحياد في الصراعات العالمية، فإن وضعها التجاري التفضيلي بموجب قانون النمو والفرص في أفريقيا، قد يكون معرضًا للخطر بسبب انحرافها عن مواقف واشنطن.
في هذا الأسبوع، زار رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد دولةَ الصومال، وهي زيارة مشيرة إلى تحسن العلاقات بين البلدين بعد تصاعد التوترات بشأن اتفاق إثيوبيا المثير للجدل مع أرض الصومال. وكان في استقبال أبي أحمد الرئيسُ الصومالي حسن شيخ محمود في مقديشو، حيث ناقشا العلاقات التجارية والدبلوماسية. ولقد سبق أن نشأ الخلاف بينهما بعد أن وقعت إثيوبيا اتفاقا لتأجير ساحل أرض الصومال لإقامة قاعدة بحرية مقابل الاعتراف باستقلالها، فاعتبرت الصومال هذا الاتفاق انتهاكا لسيادتها. فهدفت المحادثات إلى حل القضية مع تأمين وصول إثيوبيا إلى البحر. ولا تزال أرض الصومال غير معترف بها إلى الآن على الرغم من إعلان استقلالها منذ أكثر من 30 عامًا.
وفي هذا الأسبوع أيضا، أعلنت الرئاسة المصرية أن مصر رفضت بشدة مقترحات تهجير الفلسطينيين، محذرة من كون مثل هذه الإجراءات تؤدي أخيرا إلى تقويض القضية الفلسطينية وتهديد الأمن الإقليمي. يأتي ذلك وسط خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة للجدل لنقل أكثر من مليوني فلسطيني من غزة بشكل دائم وتأكيد السيطرة الأمريكية على المنطقة. ولمعالجة هذه القضية، كان من المقرر أن تستضيف مصر قمة طارئة لجامعة الدول العربية في مارس 4، حيث تعارض كل من مصر والأردن مقترحات إعادة التوطين. وقد التقى القادة العرب مؤخراً في الرياض لمناقشة المساعدات المالية المحتملة، في حين يخشى الفلسطينيون تكرار أزمة النزوح “النكبة” عام 1948.
وبخصوص الجزائر، أعلنت فرنسا أنها ستعيد النظر في اتفاقية عام 1968، التي تمنح المواطنين الجزائريين سهولة الوصول إلى فرنسا، ما لم توافق الجزائر على استعادة المواطنين المرحَّلين. تصاعدت التوترات بعد أن نفّذ مواطنٌ جزائري قد حاولت فرنسا إعادته إلى وطنه 14 مرة، هجومًا مميتًا بسكين في مولوز. وحذر رئيس الوزراء فرانسوا بايرو من أن رفض الجزائر قبول المرحَّلين ينتهك بالاتفاقيات الثنائية، وأن فرنسا ستعيد تقييم الاتفاقية في غضون ستة أسابيع. كما توترت العلاقات بين البلدين بسبب اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهي خطوة عارضتها الجزائر الداعمة لجبهة البوليساريو.
وبخصوص السودان، وقعت قوات الدعم السريع السودانية على ميثاق مع الجماعات السياسية والمسلحة المتحالفة معها، لتشكيل “حكومة سلام ووحدة”، ما يزيد من تعميق الانقسامات في الحرب المستمرة منذ عامين تقريبًا. ويدعو الميثاق إلى إقامة دولة علمانية ديمقراطية لكنه يسمح للجماعات المسلحة بالبقاء نشطة. وفي حين أثارت الأمم المتحدة مخاوفها، فمن غير المرجح أن تحصل الحكومة الجديدة على اعتراف دولي. وإن قوات الدعم السريع، التي تسيطر على جزء كبير من دارفور وكردفان، تواجه مقاومة قوية من الجيش السوداني.
وفي ناميبيا، رفضت المحكمة العليا طعن الأحزاب المعارضة ضد الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام الماضي، مما مهد الطريق أمام نيتومبو ناندي-ندايتواه من حزب سوابو لتولي منصب أول رئيسة للبلاد في 21 مارس. ولقد سبق أن ادّعت المعارضة، بقيادة حزب الوطنيين المستقلين من أجل التغيير، بأن الانتخابات كانت معيبة بسبب تمديد أيام التصويت. ومع ذلك، حكم رئيس المحكمة العليا بيتر شيفوت بأن التمديد قانوني. ورضي زعيم IPC باندوليني إيتولا بالحكم، قائلاً انهم لن يحتجوا. ونجحت منظمة سوابو، التي ظلت في السلطة لأكثر من ثلاثة عقود، في تأمين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نوفمبر 2024.
في هذا الأسبوع، نقدت رواندا قرار المملكة المتحدة بفرض عقوبات وتعليق المساعدات الثنائية بسبب دعمها المزعوم لمتمردي حركة 23-M في جمهورية الكونغو الديمقراطية، محذرة من أن مثل هذه الإجراءات ستعيق جهود السلام. وتشمل عقوبات المملكة المتحدة إيقاف التدريب الدفاعي مؤقتًا، ومراجعة تراخيص التصدير، والحد من الأنشطة التجارية مع رواندا. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود آلاف من القوات الرواندية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، رغم أن رواندا تنفي تورطها، مدّعية الدفاع عن النفس فقط. ولقد أدى تمرد حركة 23-M إلى نزوح ما يقرب من 500 ألف شخص. كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزير رواندي وزعيم حركة 23-M. وتصر رواندا على أن الصراع يتطلب حلا سياسيا وليس عسكريا.
وفي هذا الأسبوع أيضا، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع رئيس غينيا بيساو عمرو سيسوكو إمبالو، في موسكو، لتعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية. وتركزت المناقشات على التعاون في مجالات الموارد المعدنية والبنية التحتية والطاقة والزراعة وصيد الأسماك. وسلط بوتين الضوء على التجارة المتنامية بين روسيا وأفريقيا، مشددا على الحاجة إلى مشاركة اقتصادية أعمق. وأكد إمبالو من جديد على وجود علاقات قوية بين البلدين. وتأتي زيارته هذه وسط توترات سياسية في غينيا بيساو، حيث تقول المعارضة بأن ولايته ستنتهي في الخميس، بينما قضت المحكمة العليا بأن ولايته ستستمر حتى سبتمبر المقبل. وفي الوقت نفسه، تواصل روسيا توسيع نفوذها في غرب أفريقيا ووسطها من خلال الشراكات التجارية والأمنية.
وختاما، ورد في هذا الأسبوع أن الحكومة الأمريكية أوقفت برنامج Power Africa، وهو برنامج أطلقه الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2013 لتوسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء في جميع أنحاء أفريقيا. وقد تم إنهاء معظم مبادراتها، وتم فصل الموظفين، على الرغم من أن بعض المشاريع التي تربط الشركات الأمريكية بمشاريع الطاقة الأفريقية قد تستمر في إطار وكالات مختلفة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية أن البرامج تتم مراجعتها لتحديد مدى توافقها مع المصالح الوطنية الأمريكية. ويمثل الإيقاف، وهو جزء من تخفيضات أوسع في الميزانية الفيدرالية في ظل إدارة ترامب، تحولا في مشاركة الولايات المتحدة مع قطاع الطاقة في أفريقيا، مما يؤثر على الجهود المبذولة لتوفير الكهرباء لملايين الأسر.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.