أفريقيا في أسبوع (2025/03/08)

ننطلق في عرضنا لموجز الأخبار الأفريقية من دولة غينيا بيساو، حيث أعلن الرئيس بيساو عمر سيسوكو إمبالو عن رغبته في الترشح لولاية ثانية في انتخابات نوفمبر القادمة، وسط توترات سياسية متزايدة. لكن الأحزاب المعارضة ترفض الاعتراف به محتجين بأن ولايته انتهت في فبراير، بينما قضت المحكمة العليا باستمرارها حتى سبتمبر. ولقد غادر من غينيا وفدٌ من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، بسبب تهديداتٍ بالطرد من الرئيس إمبالو. وبعد محاولتَيْ انقلابٍ، حلَّ الرئيس إمبالو البرلمانَ الذي تقوده المعارضة في عام 2023. وحاليا، تلوح الاحتجاجات والإضرابات في أفق غينيا، حيث يرفض زعماء المعارضة رئاسة إمبال، الذي كان رغم التوترات السياسية يعزّز العلاقات مع روسيا، بحيث التقى بالرئيس بوتن لمناقشة التعاون الأمني ​​والاقتصادي، ما يعكس التحول المتزايد لأفريقيا للاستبعاد عن التحالفات الغربية.

وفي السنغال، بدأت فرنسا رسميًا بسحب وجودها العسكري من السنغال، حيث سلمت منشأتين عسكريتين في داكار كجزء من تحول غرب إفريقيا الأوسع نطاقًا  للاستبعاد عن مستعمرها السابق. وقد تم إنشاء لجنة مشتركة في الشهر الماضي للإشراف على إعادة القواعد العسكرية وانسحاب 350 جنديًا فرنسيًا بحلول نهاية عام 2025. بهذا تتبع السنغال مالي وبوركينا فاسو والنيجر المجاورة في إبعاد نفسها عن فرنسا، مع تحول البعض إلى روسيا للحصول على الدعم الأمني. وأكد الرئيس باسيرو ديوماي فاي على إنهاء الوجود العسكري الأجنبي، مشيرًا إلى وجود مخاوف تتعلق بالسيادة. وكذلك تسحب فرنسا قواتها من تشاد بعد انتهاء اتفاقية دفاع.

وبخصوص زيمبابوي، أفاد وزير الخارجية أمون مورويرا، خلال زيارته لموسكو في يوم الخميس، بأن دولة زيمبابوي تقدمت رسميًا بطلبها للانضمام إلى مجموعة البريكس. و أكّد في حديثه إلى جانب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، التزامَ زيمبابوي بتلبية معايير عضوية مجموعة البريكس، مسلطًا الضوء على مبادئ الكتلة المتمثلة في الاحترام المتبادل والمساواة في السيادة. وتنوي زيمبابوي السعي نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية والشراكات العالمية من خلال مجموعة البريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. و تتوافق البلاد مع شروط مجموعة البريكس منتظرة ردّ المجموعة، بناءً على الإجماع الداخلي. وتعمل مجموعة البريكس على توسيع نفوذها، حيث أعربت العديد من الدول عن اهتمامها بالانضمام إلى التحالف.

وفي ليسوتو، احتجت الدولة رسميًا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ادّعى أن لا أحد سمع عن البلاد أثناء انتقاده للإنفاق الأجنبي. وأعربت الحكومة عن صدمتها وإحراجها، كما وصفت التعليقات بأنها مهينة. وأشار المتحدث باسمها ثابو سيكونييلا إلى تاريخ ليسوتو الطويل مع متطوعي فيلق السلام الأمريكي، متسائلاً عن وعي ترامب. وأكد وزير خارجية ليسوتو أن البلاد اتخذت خطوات دبلوماسية لمعالجة هذه القضية. وفي الوقت نفسه، يسعى إيلون ماسك المولود في جنوب إفريقيا إلى الحصول على ترخيص لتوسيع خدمات إنترنت ستارلينك في ليسوتو، وهي دولة غير ساحلية يبلغ عدد سكانها 2.3 مليون نسمة ومحاطة بالكامل بجنوب إفريقيا.

وبخصوص غابون، أعلن الزعيم العسكري في الجابون برايس أوليغي نغيما، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 12 أبريل، بعد ما يقرب من عامين من قيادته للانقلاب الذي أنهى أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة بونغو، مع العلم بأنه قد تعهد سابقًا بالانتقال إلى الديموقراطية، ومع العلم أيضا بأنه يسمح قانون انتخابي جديد، تمت الموافقة عليه في يناير، لأعضاء الجيش بالترشح للمناصب.  ويصف أوليغي نغيما رؤيته في حديثه في العاصمة بأنها “غابون تنهض من الرماد”. وإذا لم ينجح، فسيعود إلى الجيش، وفقًا لبيان رسمي. ويمثل ترشيحه خطوة مهمة في التحول السياسي في الجابون بعد الانقلاب.

ورد في هذا الأسبوع أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، سوف يزور جنوب إفريقيا في الشهر المقبل، لإجراء محادثات مع الرئيس سيريل رامافوزا، لمواصلة جهود الوساطة التي تبذلها بريتوريا في الحرب المستمرة بين روسيا و أوكرانيا. إذ أن جنوب إفريقيا تحافظ على موقف محايد، وبالتالي حاولت التوسط في السلام، على الرغم من علاقاتها الوثيقة مع روسيا كعضو في مجموعة البريكس. و تأتي زيارة زيلينسكي بعد اجتماعه المتوتر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أن أوقفت واشنطن المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وأكد القادة الأوروبيون منذ ذلك الحين دعمهم لكييف. وسوف يلتقي رامافوزا أيضًا بقادة الاتحاد الأوروبي في الأسبوع المقبل، حيث تدعو جنوب إفريقيا، التي تتولى رئاسة مجموعة العشرين، إلى إجراء محادثات سلام شاملة تشمل أوكرانيا.

ورد أيضا أن السودان رفعت دعوى ضد الإمارات العربية المتحدة في محكمة العدل الدولية، متهمة إياها بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية، من خلال دعمها المزعوم لقوات الدعم السريع شبه العسكرية. ورفضت الإمارات القضية باعتبارها “حيلة دعائية” متعهدة بالسعي نحو رفضها وإلغاءها على الفور. وتدعي السودان بأن الإمارات العربية المتحدة تموّل قوات الدعم السريع كما تمدها بالأسلحة. وقد أدى الصراع المستمر منذ أبريل 2023 إلى مقتل أكثر من 24000 شخص وتشريد 14 مليونًا. وتنفي الإمارات العربية المتحدة تورطها كما تدعو إلى وقف إطلاق النار، بينما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على كيانات مرتبطة بقوات الدعم السريع بتهمة الإبادة الجماعية.

وفي هذا الأسبوع، أفادت الأمم المتحدة  أن الصراع المستمر في شرق الكونغو، قد أجبر 63 ألف لاجئ على النزوح إلى بوروندي، وهذا يمثل أكبر تدفق منذ عقود. ويتكدس حوالي 45 ألف شخص في ملعب مكتظ في روغومبو، بالقرب من الحدود، في ظل ظروف صحية مزرية ومأوى محدود. وتخيم العديد من العائلات، بما في ذلك الأطفال غير المصحوبين بذويهم، في الحقول المفتوحة. وتكافح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لنقل اللاجئين إلى موسيني، وهو موقع ممتلئ الآن بنسبة 60٪. وتم إطلاق نداء طارئ للحصول على 40.4 مليون دولار لدعم 258 ألف لاجئ محتمل. وقد أدى تقدم المتمردين من حركة 23M- إلى تكثيف التوترات الإقليمية، حيث تنفي رواندا دعمها المزعوم للجماعة.

وكذلك أعلنت ألمانيا يوم الجمعة أنها أوقفت مساعدات التنمية الجديدة لرواندا، وأنها تراجع الالتزامات الحالية بسبب دعم رواندا المزعوم لجماعة 23M- المتمردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وحثتْ برلين رواندا على سحب دعمها للمتمردين، مرددة اتهامات الكونغو والأمم المتحدة والقوى الغربية، والتي تنفيها رواندا. و وصفت رواندا قرار ألمانيا هذا بأنه “خاطئ وغير منتج”، متهمة ألمانيا بتطبيق تدابير أحادية الجانب. وإلأى الآن يتصاعد صراع جماعة 23M-، الذي يعود جذوره إلى الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 وثروة الكونغو المعدنية، حيث استولى المتمردون على مناطق استراتيجية منذ يناير.

وختاما، أشار برنامج الغذاء العالمي إلى أن مليون شخص إضافي في الصومال قد يواجهون أزمة الجوع في الأشهر المقبلة بسبب الجفاف المتوقع وخفض التمويل، علما بأنه يواجه 3.4 مليون صومالي حاليًا انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 4.4 مليون وفق إنذار برنامج الغذاء العالمي. وقد يؤدي هطول الأمطار الأقل من المتوسط ​​بين أبريل ويونيو 2025 إلى تفاقم الظروف، حيث يتوقع أن يعاني 1.7 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك 466000 آخرين بمستويات شديدة. وقد خفض برنامج الأغذية العالمي بالفعل مساعداته، حيث ساعد 820 ألف شخص مقارنة بـ 2.2 مليون المساعَدين في عام 2022. ويتفاقم الوضع بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والصراع واحتمال خفض المساعدات بشكل أكبر.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.