أفريقيا في أسبوع  (15/03/2025)

نبدأ بعرضنا لموجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع من دولة أوغندا، حيث قامت الحكومة بنشر قواتها في جنوب السودان يوم الثلاثاء، لحماية رئاسة الرئيس سلفا كير التي تتعرض لعلاقة تنافسية متوترة مع نائبه، مشار. وسوف تقوم قوات حكومة أوغندا بدعم قوات حكومة جنوب السودان في العاصمة جوبا، في مواجهة أي تقدم محتمل للمتمردين. ولقد عمل الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني كضامن لعملية السلام، حيث حاول ضمان الاتحاد بين كير ومشار، لتحقيق الوحدة الوطنية في الحكومة وحدة.  ويعد هذا النشر جزءا من جهوده الكبرى لمنع العودة إلى الحرب الأهلية في جنوب السودان الواقعة في شرق أفريقيا.

وفي جنوب أفريقيا، أعلن أعلن الاتحاد الأوروبي عن حزمة استثمارية بقيمة 4.7 بليون يورو (5.1 بليون دولار) لجنوب أفريقيا، خلال القمة الثنائية الأولى بين الاتحاد الأوروبي وجنوب إفريقيا منذ سبع سنوات، والتي انعقدت في مكتب الرئيس سيريل رامافوسا في كيب تاون، يوم الخميس. ويهدف هذا الالتزام إلى دعم الطاقة الخضراء وإنتاج اللقاحات، ما يمثل خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية في البلاد. وبينما سلطت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الضوءَ على استقرار جنوب أفريقيا وإمكانية التنبؤ بنموها الاقتصادي، فقد وصفت البلاد بأنها “شريكة موثوقة بها”، وأعربت أيضًا عن التزام أوروبا بتوسيع العلاقات التجارية والاعتراف بقيادة جنوب أفريقيا داخل مجموعة العشرين.

وفي غرب أفريقيا، أقر مجلس النواب النيجيري أربعة مشاريع، تشمل قوانين اقترحها الرئيس بولا تينوبو للإصلاح الضريبي، مما يمثل تقدما في خطوات الإصلاح الضريبي التي تتخذها الحكومة. و يهدف هذا النظام الجديد إلى رفع ضريبة VAT إلى 12.5% ​​بحلول عام 2026، وتبسيط تحصيل الضرائب، وإصلاح تقاسم الإيرادات بين الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات. ومع ذلك، أبقى المشرعون ضريبة VAT عند 7.5%، واستثنوا أصحاب الدخل الأدنى والمنخفض من ضريبة الدخل لتخفيف العبء الضريبي على أصحاب الدخل المنخفض. ومن المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ بالبرلمان على مشاريع القوانين في الأسبوع المقبل، وستدخل في حيز التنفيذ بمجرد موافقة الرئيس تينوبو عليها.

وفي شمال أفريقيا، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عن خطته لاستيراد مليون رأس من الأغنام قبل عيد الأضحى، وهو العيد الذي يشتري فيه المسلمون في جميع أنحاء العالم الماشية للأضحية. وتهدف هذه الخطة إلى تثبيت التكاليف وتلبية الطلب المتزايد، بناءً على الجهود السابقة لإغراق الأسواق بالمواد الغذائية الأساسية خلال شهر رمضان. ومع ذلك، فإن نطاق الخطة ليس له أوجه تشابه كثيرة، حيث تواجه شمال أفريقيا موجة جفاف قياسية، أدت إلى انخفاض المحاصيل وزيادة أسعار الأعلاف الحيوانية، خاصة في المرتفعات الشمالية الجزائرية.

ورد في هذا الأسبوع إعلانٌ من دولة أنغولا، فحواه أن حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية و جماعة حركة M-23 المتمردة ستجريان محادثات سلام مباشرة شفة بشفة في 18 مارس. وهذا بعد أن لعبت أنغولا دور الوسيط في الصراع الدائر في شرق الكونغو والذي تصاعد في أواخر يناير. ولقد سيطر المتمردون، بدعم من رواندا، على جوما و بوكافو، ثاني أكبر مدينة في المنطقة. و يأتي هذا الإعلان رغم الرفض السابق لرئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي، للتعامل المباشر مع حركة M-23، وبعد إلغاء عدة محادثات سلام استضافتها أنغولا، وإن كانت في السابق تستبعد  حركة M-23 عن المحادثات، و تركز على داعميها الروانديين فقط. وقد تنج من الصراع المستمر واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ما قد أدى إلى نزوح أكثر من سبعة ملايين شخص.

وكذلك ورد بأن مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (SADC) أنهت مهمتها العسكرية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد أن فقدت ما لا يقل عن عشرة جنود في يناير. وأكدت المجموعة انسحابًا تدريجيًا لقواتها، التي تم نشرها في ديسمبر 2023 لاستعادة السلام وسط الصراع. وقد فقدت جنوب إفريقيا 14 جنديًا، بينما قُتل ثلاثة جنود مالاويين. وسيطرت جماعة حركة M-23 المتمردة على مدن رئيسية، ما أدى إلى محاصرة العديد من الجنود. وشدد رئيس المجموعة وهو رئيس زيمبابوي إيمرسون منانجاجوا، على ضرورة إجراء الحوار لمنع المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

في هذا الأسبوع ، تعرض فندق في مدينة بيليدوين بالصومال لهجوم من قبل حركة الشباب الإرهابية، التي تشن تمردًا وحشيًا منذ أكثر من عقدين. وبدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة، ثم  دخول مسلحين إلى الفندق، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن. و وقعت المداهمة خلال اجتماع بين سياسيين ومسؤولين أمنيين وشيوخ محلّيين. ومع ذلك، أنهت قوات الأمن الصومالية الحصار يوم الأربعاء، ما أسفر عن مقتل عدد غير معروف من الأشخاص، بما فيهم جميع مسلحي حركة الشباب الذين شنوا الهجوم.

وفيه أيضا، أدى انهيار سد في شرق زيمبابوي إلى مقتل خمسة أطفال وفقدان اثنين آخرين. ذلك بعد أن اخترقت مياه الأمطار الأخيرة جدران السد، ما تسبب في حدوث فيضانات غير متوقعة في منطقة تشيبينج النائية، وبالتالي نتج في إجراء مهمة البحث والإنقاذ من قبل القوات المعنية. وقد تم انتشال جثث أربعة أطفال آخرين، وما زالت وحدة الحماية المدنية تبحث عن طفلين آخرين مفقودين. ولقد غمرت الفيضانات قرى المصب، ما أدى إلى غرق الأطفال وهم يصطادون، و يغسلون الملابس على حين غرة، كما أدى إلى تدمير المعدات الزراعية وقتل المواشي. وتشهد زيمبابوي، التي شهدت أشد موجة جفاف منذ أربعة عقود، هطول أمطار متواصلة في الأسابيع الأخيرة. وإلى الآن يحاول فريق من وحدة الحماية المدنية والشرطة وأفراد المجتمع تحديد مكان الأطفال المفقودين.

وفيه كذلك، أدانت هيئة محلَّفين بريطانية، القاضية التابعة للأمم المتحدة، ليديا موغامبي، بتهمة إجبار امرأة أوغندية شابة على العمل كخادمة بعد خداعها للقدوم إلى المملكة المتحدة. وكانت موغامبي، وهي قاضية بالمحكمة العليا في أوغندا، تدرس القانون في جامعة أكسفورد عندما وقعت الجرائم. و زعم ممثلو الادعاء أن موغامبي قامت باستغلال الضحية وأساء معاملتها، وخدعها للقدوم إلى المملكة المتحدة واستغل عدم فهمها لحقوقها لاستعبادها، ولكن أنكرت موغامبي هذه الاتهامات، غير أن محكمة أكسفورد أدانتها بجميع التهم الأربع، بما فيها جريمة الهجرة، وإجبار شخص ما على العمل، والتآمر لتخويف أحد الشهود.

وفي الختام،  استطاعت لجنة مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية في نيجيريا (EFCC)، استعادة ما يقرب من 500 مليون دولار من عائدات الجرائم في العام الماضي، كجزء من حملتها لمكافحة الفساد التي أطلقتها إدارة الرئيس بولا تينوبو. كما صادرت الهيئة أكثر من 931 ألف طن متري من المنتجات البترولية و975 عقارًا وأسهم شركة. وحصلت على أكثر من 4000 إدانة جنائية، وهو أعلى مستوى لها منذ تأسيسها قبل أكثر من عقدين من الزمن. وتمت إعادة استثمار بعض الأموال المستردة في مشاريع حكومية. ولقد كانت نيجيريا تعاني منذ فترة طويلة من الفساد – وهو ما ساهم في انتشار الفقر على نطاق واسع –  حيث تحتل المرتبة 140 من أصل 180 دولة على مؤشر مدركات الفساد التابع لمنظمة الشفافية الدولية.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.