
أفريقيا في أسبوع (2025/04/12)
ننطلق في عرض موجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع من دولة غابون، التي يتمّ فيها اليوم إجراء انتخابات رئاسية، حيث يتنافس للرئاسة ثمانية مرشحين، من بينهم الرئيس المؤقّت الجنرال بريس أوليجي نغيما. وتمثل الانتخابات الأولى منذ الانقلاب العسكري لعام 2023، الذي أنهى سلالة سياسية استمرت لمدة 50 عامًا. ويتوقع المحللون فوزا ساحقا للجنرال نغيما الذي فاز بقلوب الأغلبية من الشعب منذ أن صار رئيسا مؤقتا. ومن المتوقع أن تكون الانتخابات خطوة مهمة نحو القضاء على الفقر في دولة غابون، حيث يعيش ثلث سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في فقر مدقع.
وبخصوص جنوب السودان، وصل وسطاء الاتحاد الأفريقي إلى جوبا في هذا الأسبوع، لإجراء مناقشات حول كيفية حل الأزمة السياسية الجارية في الدولة، في أعقاب اعتقال نائب الرئيس الأول رياك مشار، وهو زعيم متمرد سابق متهم بمحاولة إثارة تمرد جديد. وقد أثارت الاشتباكات الأخيرة بين قوات الدفاع والجناح المسلح لحزب مشار المعارض مخاوف الاتحاد الأفريقي بشأن عودة جنوب السودان إلى الحرب الأهلية، بعد أن انتهت في عام 2018 باتفاق سلام. لكن الحكومة الانتقالية تعهدت بإنهاء الأزمة وحلها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لاستعادة الأمن والسلام المستدام في البلاد.
في هذا الأسبوع، استدعت دول تحالف دول الساحل، مالي وبوركينا فاسو والنيجر، سفراءها من الجزائر بعد أن تم إسقاط طائرة استطلاع بدون طيار تابعة للقوات المسلحة المالية. واتهمت الدول الثلاث الجزائرَ بانتهاك القانون الدولي وتصعيد التوتر بين باماكو والجزائر. فانسحبت مالي من مجموعة عسكرية إقليمية كانت الجزائر عضوا منها، وهي تخطط أيضًا لتقديم الشكوى إلى الهيئات الدولية. و ردا على ذلك، حظرت الجزائر الرحلات الجوية من و إلى مالي بسبب “الانتهاكات المتكررة” للمجال الجوي الجزائري، ما أدى إلى تفاقم التوترات.
في تنزانيا، اتُهم زعيم المعارضة توندو ليسو بارتكاب الخيانة ضد الدولة يوم الخميس، بعد أن تم اعتقاله يوم الأربعاء خلال تجمع سياسي في مبينجا. وكان التجمع في إطار حملة وطنية لتوعية الناخبين والمطالبة بإصلاحات من أجل الانتخابات المقبلة. ولكن دافع ليسو عن نفسه أمام المحكمة بأنه غير مذنب في تهمة أخرى تتعلق بنشر معلومات كاذبة. ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة مرة أخرى في 24 أبريل. ويقول بعض المنتقدين بأنه ستؤثر محاولات الحكومة هذه لقمع المعارضة على محاولة الرئيسة سامية صولوهو حسن للترشح للمرة الثانية، حيث ستترك انطباعا سلبيا ضد حكومتها في نفوس الشعب.
وفي زمبابوي، أعلنت الحكومة عن دفع مبلغ أولي قدره 3 بلييون دولار للمزارعين البيض الذين تم الاستيلاء على مزارعهم بموجب برنامج حكومي مثير للجدل منذ أكثر من عقدين من الزمن. وهذه هي الدفعة الأولى بموجب اتفاقية التعويضات لعام 2020، والتي تعهدت بدفع 3.5 بليون دولار مقابل الأراضي الزراعية المصادرة. ستغطي هذه الدفعة أول 378 مزرعة من أصل 740 مزرعة تمت الموافقة عليها، وهو ما يمثل 1٪ من إجمالي 311 مليون دولار مخصص للدفعة الأولى من المدفوعات. وسيتم دفع الباقي من خلال سندات الخزانة المقومة بالدولار الأمريكي.
وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات شديدة في العاصمة كينشاسا، ما أدى إلى مقتل 30 شخصًا وتدمير المنازل والطرق. وفاض نهر ندجيلي الذي يتدفق عبر المدينة على ضفتيه، وبالتالي أدى إلى غمر الفيضانات للطريق الوطني الرئيسي. وتأتي هذه الأزمة المناخية وسط تفاقم عدم الاستقرار الذي يواجهه الجزء الشرقي من البلاد، حيث كثف متمردو حركة M-23 المدعومين من رواندا هجماتهم، ما أدى إلى مقتل أكثر من 7000 شخص وتشريد الملايين في الأشهر الأخيرة.
وفي نيجيريا، حذر باباجانا زولوم، حاكم ولاية بورنو ، من عودة جماعة بوكو حرام بعد أن قامت بسلسلة من الهجمات على بعض أجزاء الولاية الشمالية الشرقية. ودعا إلى تقديم المزيد من المساعدات العسكرية للجنود الذين يقاتلون التمرد في المنطقة. ولكنّ الحكومة النيجيرية قامت بتقليل مخاوف الحاكم، قائلة بأن الوضع الأمني قد تحسن خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية. وكانت ولاية بورنو مركزا لتمرد جماعة بوكو حرام المستمر منذ 15 عاما، والذي أجبر أكثر من مليوني شخص على الفرار من منازلهم وتنج في وفاة أكثر من 40 ألف شخص.
وفي السودان، شنت قوات الدعم السريع شبه العسكرية، هجوما على معسكر زمزم للنازحين بالفاشر، في وقت مبكر من صباح الجمعة، من الاتجاهين الشرقي والجنوبي. لكن الجيش السوداني صد الهجوم، وأودى بحياة 25 مدنيا، وفقا لتنسيقية مقاومة الفاشر. ولقد أدت الحرب المستمرة في السودان، والتي اندلعت في أبريل 2023 بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، إلى مقتل الآلاف ونزوح ملايين الأشخاص.
في هذا الأسبوع، تمت إعادة ثلاثة مواطنين أمريكيين حكم عليهم بالإعدام في جمهورية الكونغو الديمقراطية لإدانتهم بمحاولة انقلاب، إلى وطنهم بعد تخفيف عقوبتهم إلى السجن مدى الحياة. وتأتي عملية الإعادة هذه وسط جهود الحكومة الكونغولية لتوقيع اتفاق معادن مع الولايات المتحدة مقابل تقديم الدعم الأمني للمساعدة في قتال متمردي حركة M-23 المدعومين من رواندا في شرق البلاد. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية عملية النقل، معربة عن إدانتها للهجمات المسلحة ومطالِبة بمعاملة متسقة ورحيمة وإنسانية وإجراءات قانونية عادلة.
ورد أيضا في أن الأسبوع بأن الرئيس ترامب قام بتخفيض معدلات الرسومات الجمركية على الواردات من معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة إلى 10% لمدة 90 يومًا لتسهيل المفاوضات التجارية مع هذه الدول. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب الرسومات الجمركية الأكثر صرامة التي فرضتها الولايات المتحدة على البضائع من حوالي 90 دولة. وقد اتصلت أكثر من 75 دولة بالمسؤولين الأمريكيين للتفاوض، ما يمثل تغييرا كبيرا في تلك السياسة.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.