أفريقيا في أسبوع (2025/07/19)

ينطلق موجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع من دولة نيجيريا، حيث ورد نعي وفاة الرئيس النيجيري السابق محمد بخاري في لندن، يوم الأحد، 13 يوليو 2025، وهو فى عمر يناهز 82 عاماً. وأعرب زعماء العالم وقادته عن بالغ حزنهم، كما قدموا تعازيهم للحكومة النيجيرية خاصة وللشعب النيجيري عامة، حيث بدأت تتوافد التعازي من داخل نيجيريا وخارجها منذ إعلان وفاته من قبل الناطق الرسمي باسمه، غاربا شيهو.  وكان المرحوم بخاري رئيسا منتخبا ديمقراطياً لنيجيريا من عام 2015 حتى 2023، بعد أن تولّى الحكم كقائد عسكري بين عامي 1984 و1985. وقد أشاد به الرئيس النيجيري الحالي بولا تينوبو قائلا أنه “وطنيّ منضبط”، وأمر بتنكيس الأعلام لمدة سبعة أيام حداداً على وفاته. وقد تم دفنه في منزله بمدينة داورا بولاية كاتسينا، يوم الثلاثاء 15 يوليو 2025.

وفى جمهورية أفريقيا الوسطى، أعلنت الحكومة تأجيل الانتخابات المحلية والبلدية إلى شهر ديسمبر المقبل، بسبب مشكلة التمويل، ومشكلات تقنية و تنظيمية. وتُعد هذه الانتخابات المخطَّط إجراؤها، الأولى من نوعها منذ قرابة أربعة عقود، وتمثل فرصة مهمة لتعزيز الإدارة الديمقراطية، ودعم المصالحة الوطنية، وترسيخ الاستقرار في البلاد، التي تمتاز بالموارد الطبيعية رغم موقعها غير الساحلي. وقد دعت القوى السياسية المعارضة، تحالف BRDC، إلى ضرورة إجراء إصلاح شامل للهيئة الانتخابية وإجراء حوار مباشر مع الرئيس فوستين أرشانج تواديرا.

وفى ليبيريا، تظاهر مئات الليبيريين في العاصمة مونروفيا، تطالب المحاسبة من حكومة الرئيس جوزيف بواكاي. وتمثل هذه المظاهرة أكبر احتجاج شعبي شهدته البلاد منذ تولي بواكاي السلطة في العام الماضي، حيث قادها المعارض السياسي مولباه مورلو، وندّد المحتجون بوعود الحملة الانتخابية غير المُحققة، وفقدان الوظائف، ورفض الحكومة إنشاء محكمة لجرائم الحرب، مطالبين تحقيق العدالة لضحايا الحروب الأهلية في ليبيريا، واستعادة سيادة القانون. ورغم التوتر السائد لم تُسجل أي حركات عنف. وحتى الآن لم يصدر أي تعليق رسمي من مكتب الرئيس بواكاي بعد.

وفي بوركينا فاسو أعلنت الحكومة العسكرية الانتقالية فسخ الهيئة الوطنية للانتخابات، مشيرة إلى ارتفاع تكاليف تشغيلها و وجود تدخلات أجنبية مزعومة. وبالتالي ستُحال جميع مهام اللجنة إلى وزارة الداخلية الخاضعة لسيطرة مباشرة من الحكومة. ومن الآن فصاعدًا، ستتولى وزارة الداخلية الإشراف على الانتخابات المقبلةً. ويأتي هذا الإجراء ضمن خطة الحكومة الانتقالية لخفض النفقات وإعادة بناء مؤسسات الدولة الأساسية بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في عام 2022.

وفى السنغال،سلّمت فرنسا آخر قواعدها العسكرية في السنغال، منهية بذلك وجوداً دام 65 عاماً في البلاد. وتعد هذه الخطوة انعكاسا لتنامي الدعوات الأفريقية لتقليص الوجود العسكري الأجنبي في القارة. وتأتي هذه الخطوة بعد عملية انسحاب استمرت ثلاثة أشهر، حيث غادر خلالها نحو 350 جندياً فرنسياً، معظمهم شاركوا في عمليات مشتركة مع الجيش السنغالي. وكان الرئيس السنغالي، باسيرو ديوماي فاي، قد طلب انسحاب القوات الفرنسية بحلول عام 2025، فور توليه الرئاسة، مع تأكيده استمرار التعاون مع فرنسا في مجالات أخرى.

وفى غانا، أمر الرئيس الغاني جون دراماني ماهاما بإلغاء فوري لمخصصات الوقود والمخصصات الأخرى للمسؤولين السياسيين، في إطار إجراءات تقشف حادة تهدف إلى خفض الإنفاق الحكومي، وتوجيه الأموال العامة نحو مشاريع التنمية الوطنية. وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود أوسع لإصلاح الحوكمة وتعزيز الانضباط المالي، بعد إجراءات سابقة شملت تقليص عدد الوزارات والموظفين في الرئاسة، وتعليق اشتراكات التلفزيون الفضائي في المباني الحكومية. وتواصل حكومة ماهاما التأكيد على أهمية الإدارة المالية المعقولة في ظل التحديات الاقتصادية المحلية والعالمية.

وفى توغو شهدت الانتخابات البلدية إقبالاً ضعيفاً للغاية من الناخبين، وسط حالة من اللامبالاة العامة، عقب مظاهرات عنيفة شهدتها البلاد الشهر الماضي. وساهم في غياب الناخبين وجود كثيف لقوات الشرطة والجيش في مفترقات الطرق الرئيسية. وتأتي هذه الانتخابات في أعقاب إصلاحات دستورية مثيرة للجدل أقرها البرلمان الذي تهيمن عليه حزب “الاتحاد من أجل الجمهورية” بقيادة الرئيس فور غناسينغبي، حيث تم استبدال النظام الرئاسي بنظام برلماني، ما سمح لغناسينغبي يتولي رئاسة مجلس الوزراء مع إمكانية إعادة انتخابه إلى أجل غير مسمى.

وفى هذا الأسبوع، استضافت المملكة المغربية وفداً من دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، في برنامج تدريبي يُعقد بالعاصمة الرباط، وينظمه المجلس الوطني لحقوق الإنسان (CNDH). ويهدف البرنامج إلى تعزيز مهارات المشاركين في مجالات المناصرة الحقوقية والقانون الدولي، ويتناول موضوعات توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، القانون الدولي الإنساني، وتقنيات الدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية. وأشاد الوفد الفلسطيني بمشاركة المغرب الفعالة في المنتديات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والدور الذي يلعبه المجلس الوطني لحقوق الإنسان   CNDH  في تعزيز التعاون بين المؤسسات المغربية والفلسطينية.

ورد في هذا الأسبوع أيضا، أن أغنى رجل في أفريقيا، رجل الأعمال النيجيري أليكو دانغوتي، تقدّم بطلبه للحصول على تصريح وإذن لإنشاء أعمق ميناء بحري في المحيط الأطلسي، في ولاية أوغون بالقرب من منشآت الأسمدة ومصفاة النفط التابعتين له. ويهدف بهذا المشروع إلى ربط أنشطة التصدير والخدمات اللوجستية لمجموعة دانغوتي بالمرافق المنافسة في ولاية لاغوس، ما يعزز من توسع الإمبراطورية الصناعية للملياردير النيجيري. وكانت الشركة تُصدر حالياً اليوريا والأسمدة من رصيف خاص، كما تستقبل عبره المعدات الثقيلة لمصفاة النفط. ويُتوقع أن يساهم الميناء الجديد في تسهيل تصدير منتجات أخرى مثل الغاز الطبيعي المُسال.

وفى الختام، أعادت دولة أوغندا فتح حدودها مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد ستة أشهر من إغلاق المعابر الرئيسية بسبب تقدم المتمردين. وجاء هذا القرار بعد توقيع اتفاق سلام مؤخراً بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث التزم فيه الطرفان بدعم المفاوضات المستقبلية بين متمردي حركة M23 والجيش الكونغولي. وقد أكد المستشار العسكري الأوغندي، كريس ماجيزي، إعادة فتح الحدود، مشيراً إلى أن المسؤولين عن الإغلاق الأولي والاضطرابات الاقتصادية سيخضعون للتحقيق. ويعتمد نجاح المحادثات المرتقبة على استمرار الضغط الدولي واستعداد الأطراف لتقديم التنازلات.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.