أفريقيا في أسبوع (2025/09/06)
ينطلق عرضنا لموجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع من دولة مصر حيث انطلقت التدريبات العسكرية المشتركة المصرية الأمريكية الموسومة بــــ”النجم الساطع 2025″ رسمياً بحفل افتتاح ضخم في قاعدة محمد نجيب العسكرية بمصر، وستستمر حتى 10 سبتمبر. وتتميز التدريبات في هذا العام بمشاركة واسعة لم يسبق تسجيل مثلها، حيث انضمت للتدريبات أكثر من 40 دولة. وتهدف هذه التدريبات إلى تعزيز العلاقات العسكرية بين القوات، وتحسين الأمن الإقليمي، وزيادة قابلية التشغيل البيني بين القوات المشاركة. وتغطي فعاليات التدريب مجموعة واسعة من العمليات، بما فيها الحروب التقليدية وغير النظامية، وتدريبات مراكز القيادة، والتدريبات بالذخيرات، والعمليات الجوية والبحرية المشتركة. ويبقى “النجم الساطع” حجر الزاوية في العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة ومصر ومنصة رئيسية لتعزيز السلام والاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.
أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) في 4 سبتمبر أن جمهورية الكونغو الديمقراطية أعلنت رسمياً عن تفشٍ جديد لفيروس الإيبولا في مقاطعة كاساي، حيث تم اكتشاف التفشي لأول مرة بعد تلقي السلطات الصحية بلاغاً في 1 سبتمبر حول حالات مشتبه بها في منطقة بولابي الصحية. وكانت الحالة الأولى المؤكدة لامرأة حامل توفيت في 25 أغسطس. وحتى 4 سبتمبر، تم الإبلاغ عن 28 حالة مشتبه بها، من بينها 15 وفاة. ومن المثير للقلق أن أربعة من المتوفين كانوا من العاملين في مجال الرعاية الصحية، مما يؤكد ارتفاع مخاطر انتقال العدوى. وقد أكدت الاختبارات المعملية أن التفشي هو حالة جديدة لانتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر، وليس مرتبطاً بشكل مباشر بالتفشيات السابقة في المنطقة. وقد بدأت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها الآن مع وزارة الصحة للكونغو الديمقراطية لتنفيذ إجراءات الاستجابة الصحية العامة، بما فيها حملات التطعيم وتتبع المخالطين، لاحتواء انتشار الفيروس.
وفي نيجيريا، وقع حادث قارب مأساوي يوم الخميس في ولاية النيجر بوسط نيجيريا، وأسفر عن وفاة ما لا يقل عن 60 شخصاً. كان القارب المكتظ بالركاب، والذي كان يحمل أكثر من 100 شخص، قد انقلب بعد أن اصطدم بجذع شجرة مغمور بالقرب من مجتمع غوساوا، في طريقه من تونجان سولي إلى دوغا على خزان كاينجي. وأكد مسؤولو الطوارئ المحليون أن غالبية الضحايا كانوا من النساء والأطفال، الذين كانوا في طريقهم لتقديم واجب العزاء. وقد تم بدء عمليات الإنقاذ على الفور، لكن عدد القتلى استمر في الارتفاع مع استمرار البحث عن المفقودين. وقد جدد هذا الحادث الدعوات إلى تطبيق أكثر صرامة للوائح السلامة والالتزام بالحد الأقصى لعدد الركاب في القوارب في البلاد.
وفي غانا، نجحت الحكومة الغانية، من خلال وزير الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية والابتكار، في الضغط على شركة MultiChoice Ghana للموافقة على تخفيض رسوم الاشتراك لقناة DStv بعد إنذار حكومي وفرض غرامة يومية قدرها 10,000 سيدي على عدم الامتثال. فقدمت شركة MultiChoice أخيراً بيانات التسعير المطلوبة والتزمت بتخفيض الأسعار في يوم الجمعة. وقد تم الآن إنشاء لجنة خاصة لأصحاب المصلحة، برئاسة الوزير، لتحديد هيكل التسعير الجديد. و حدد الوزير كذلك موعداً نهائياً صارماً في 21 سبتمبر للجنة لإنهاء تقريرها، والذي سيتم إعلانه للجمهور.
وفي السودان، رفعت الحكومة السودانية صوتها لنداء عاجل للمساعدة الإنسانية الدولية في 3 سبتمبر، في أعقاب انزلاق أرضي مدمر في دارفور أسفر عن مقتل أكثر من 1,000 شخص، حيث محت هذه الكارثة التي وقعت في 31 أغسطس، قرية تراسين بالكامل في جبل مرة. وقد تعرقلت جهود الإنقاذ والإغاثة بشدة بسبب الحرب الأهلية المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مما جعل المنطقة غير قابلة للوصول إلى حد كبير للمنظمات الإنسانية. و وصف حاكم دارفور الانهيار الأرضي بأنه “مأساة إنسانية تتجاوز حدود المنطقة” وناشد المجتمع الدولي تقديم الدعم في بيان.
وبخصوص الصمال، أعلنت القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) في يوم الجمعة أنها نفذت سلسلة من الضربات الجوية الموجهة ضد تنظيم داعش في الصومال، بالتنسيق مع الحكومة الفيدرالية الصومالية. وقد وقعت هذه الضربات في منطقة جبال جوليس بالصومال في 31 أغسطس و1 و2 سبتمبر. و وفقاً لأفريكوم، فإن هذه العمليات تأتي في إطار الجهود المستمرة لتقويض قدرة الجماعة الإرهابية على التخطيط لتنفيذ هجمات تشكل تهديداً للولايات المتحدة وقواتها ومواطنيها في الخارج. ويؤكد هذا الإجراء على التزام الولايات المتحدة وشركائها المستمر بمكافحة الإرهاب وعدم الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
وبخصوص التونس، أعلن وزير التجارة وتنمية الصادرات التونسي، سمير العبيد، في يوم الجمعة أن بلاد التونس قد نفذت بنجاح 350 عملية تجارية في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA). وصرح الوزير بهذا في معرض التجارة البينية الأفريقية (IATF 2025) في الجزائر، حيث سلط الضوء على نجاح استخدام شهادات المنشأ الخاصة بالمنطقة لتسهيل التجارة. كما أكد التزام تونس بتعميق التعاون الاقتصادي مع جيرانها الإقليميين. وتؤكد تصريحات الوزير الجهود الاستراتيجية لتونس للاستفادة من منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية لزيادة صادراتها والاندماج بشكل كامل في الاقتصاد الأفريقي.
وبخصوص أنغولا، اختتم صندوق النقد الدولي (IMF) تقييم ما بعد التمويل مع أنغولا لعام 2025، مسلطاً الضوء على التقدم الاقتصادي للبلاد مع التحذير أيضاً من تزايد المخاطر. وأشار التقرير إلى نمو الاقتصاد الأنغولي بنسبة قوية بلغت 4.4% في عام 2024، مدعوماً بنمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي واستمرار الفوائض المالية. ومع ذلك، شهد النصف الأول من عام 2025 تراجعاً في عائدات النفط وتشدداً في شروط التمويل الخارجي، مما أدى إلى توقع اتساع العجز المالي. وأقر المديرون التنفيذيون لصندوق النقد الدولي بأن قدرة أنغولا على سداد ديونها لا تزال كافية، لكنهم حذروا من أن المخاطر قد تصاعدت بسبب خدمة الديون الخارجية الكبيرة وتقلبات أسعار النفط. وقد شجع التقرير السلطات الأنغولية على مواصلة التزامها بإدارة الديون بحكمة والإصلاحات الهيكلية التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد لضمان الاستقرار والنمو المستدام على المدى الطويل.
في هذا الأسبوع، أشار تقرير صدر عن بعثة لتقصي الحقائق تابعة للأمم المتحدة إلى أن جميع أطراف النزاع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية مشتبه بهم في ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي، قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وقد وثق التقرير، الذي أعدته مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان (OHCHR)، سلسلة من الفظائع في مقاطعتي شمال وجنوب كيفو منذ أواخر عام 2024. وأشار التحقيق إلى انتهاكات ارتكبتها حركة تمرد 23M- المدعومة من رواندا، والقوات المسلحة الكونغولية، والميليشيات المتحالفة مع الحكومة. وتشمل الانتهاكات الموثقة الإعدامات بإجراءات موجزة، والتعذيب، وحالات الاختفاء القسري، والعنف الجنسي على نطاق واسع. وتؤكد النتائج على الوضع الإنساني المزري كما تدعو الحكومتين الكونغولية والرواندية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان الاحترام الصارم للقانون الدولي من قبل قواتهما ووقف دعم الجماعات المسلحة.
وفي الختام، أصدرت الأمم المتحدة وحكومة إثيوبيا في هذا الأسبوع بياناً مشتركاً، خلال أسبوع المناخ في أفريقيا، تحثان فيه مؤتمر الأطراف القادم COP30 في البرازيل على تحقيق نتائج ملموسة ومجدية للقارة الأفريقية. وسلط هذا البيان الضوء على التفاوت الكبير في التمويل المناخي العالمي، حيث أشار إلى أنه بينما بلغت الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة 2 تريليون دولار في العام الماضي، فإن جزءاً صغيراً فقط من هذا المبلغ يصل إلى الدول الأفريقية. وأكدت الدولتان على أن “أفريقيا هي خزان هائل من إمكانيات العمل المناخي” بفضل شبابها ومواردها الطبيعية الهائلة وإمكاناتها الضخمة في مجال الطاقة المتجددة. واختتم البيان بالتأكيد على أنه يجب أن يقدم مؤتمر COP30 حلولاً طموحة وقابلة للتطبيق لتمكين الدول الأفريقية من اتخاذ إجراءات مناخية جريئة، لكي ينجح الانتقال العالمي نحو الطاقة النظيفة ويستفيد منه جميع سكان العالم. وفي تطور ذي صلة، أعلنت إثيوبيا رسمياً عن سعيها لاستضافة مؤتمر الأطراف COP32 في عام 2027.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.