ننطلق في عرض موجز الأنباء الأفريقية من دولة الصومال، حيث اتهم رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري، دولةَ إثيوبيا بتلفيق مبرراتٍ لمطالباتها الإقليمية، مؤكدا أن هدف إثيوبيا الحقيقي إنشاءُ قاعدة عسكرية في البحر الأحمر بدلا من الاستثمار في الموانئ الصومالية. وأكد حمزة، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة، أن موقف الصومال واضح وغير قابل للتفاوض، وأنه تمّ إبلاغ كينيا وتركيا بهذا الموقف الصارم خلال محاولات الوساطة. وانتقد أيضا “الادعاءات التاريخية الكاذبة” لإثيوبيا، مؤكدا أن كل مناقشة يجب أن تعطي الأولوية لمصالح الصومال الوطنية.
وفي السودان، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الميرم في غرب كردفان، يوم الأربعاء، بعد أيام فقط من السيطرة على مدينة الفولة. وتظهر مقاطع الفيديو أن القوات المسلحة السودانية تخلت عن الميرم دون مقاومة. على الرغم من مزاعم القوات المسلحة السودانية بصد هجمات قوات الدعم السريع، فإن لقطات 4 يوليو تكشف دخول قوات الدعم السريع إلى مقر “كتيبة المشاة” الثاني والتسعين، التابع للقوات المسلحة السودانية دون معارضة، ودون أن يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين. وتشير التقارير المتضاربة إلى أن انسحاب القوات المسلحة السودانية كان بسبب اتفاق توسط فيه زعماء المجتمع المحلي، أو بسبب نقص حاد في الإمدادات. وإن قوات الدعم السريع تسيطر الآن على جزء كبير من الحدود بين السودان وجنوب السودان، ما يزيد في عزل الفرقة 22 من القوات المسلحة السودانية في بابنوسة، ويعزز وجود قوات الدعم السريع في دارفور وفي المنطقة بأكملها.
وفي مالي، هاجمت مجموعة مسلحة حفل زفاف في قرية دجيجويبومبو، ما أسفر عن مقتل 21 شخصا على الأقل. أثبت سكان محليون أن المهاجمين، الذين وصلوا المناسبة وهم على دراجات نارية، حاصروا الحضور وقتلوا معظم الضحايا عن طريق ذبحهم. ورغم أنه لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها للهجوم بعد، فإنه يشبه تلك الهجومات التي نفذتها جماعة JNIM المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة. ومنذ عام 2012 كانت مالي تواجه عنفًا متصاعدًا من الجماعات المتطرفة، مع استمرار الهجمات على القرى النائية وقوات الأمن على الرغم من الجهود العسكرية. وإن انهيار اتفاق السلام المبرم عام 2015 مع متمردي الطوارق، أدى كذلك إلى تفاقم الوضع الأمني بعد انسحاب قوات حفظ السلام الأجنبية والقوات الفرنسية.
وفي سيراليون، سنّت الدولة قانونا يحظر زواج الأطفال، بتوقيع الرئيس جوليوس مادا بيو عليه، يوم الثلاثاء، لحماية الفتيات في البلاد حيث يتزوج حوالي ثلثهن قبل سن البلوغ. وهذا القانون، الذي حظي بشهرة واسعة، يحرم الزواج من أي فتاة يقل عمرها عن 18 عاما، ويواجه الجناة عقوبة السجن لمدة تصل إلى 15 عاما، أو غرامة تبلغ حوالي 4000 دولار، أو كليهما. كما سيواجه الشهود على مثل هذا الزواج عقوبات. وأكد الرئيس بيو إيمانَه بأهمية تمكين الفتيات وحمايتهن من أجل مستقبل سيراليون. ومع وجود 800 ألف طفلة عروس في البلاد، نصفهن متزوجات قبل سن 15 عامًا، يعد هذا القانون خطوة مهمة إلى الأمام.
وفي موريتانيا، تمت إعادة انتخاب الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني لولاية ثانية، بعد حصوله على 56.1% من الأصوات، حسبما أعلنت اللجنة الانتخابية للبلاد. ورفض منافسه الرئيسي، الناشط المناهض للعبودية، بيرام الداه عبيدي، الذي حصل على 22.1% من الأصوات، مدعيا التزوير وداعيا إلى العصيان المدني. بلغت نسبة إقبال المنتخبين 55% من إجمالي مليوني منتخب جدير بالتصويت. وبينما جرت عملية التصويت بسلام وفق تصريح المراقبين، اتهم مرشّحو المعارضة مفوضية الانتخابات بالتواطؤ مع نظام الغزواني. ولا يزال الغزواني، الذي كان قائد الجيش السابق، يحظى بشعبية بسبب استقراره، على الرغم من اتهامات الفساد الموجّهة إليه. وإلى الآن ما زالت النتائج النهائية تنتظر مراجعة المحكمة الدستورية.
وفي الكونغو، أسفر هجوم شنته ميليشيات على منجم “كامب بلانكيت” للذهب في مقاطعة إيتوري بشمال شرق الكونغو، عن مقتل ستة من عمال المناجم الصينيين وجنديين كونغوليين، حسبما ذكرت جماعة مجتمع مدني محلية. ونفذت الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء، جماعة التعاونية من أجل تنمية الكونغو (CODECO)، ثم أضرمت النار في المنازل واختطفت اثنين من عمال المناجم لا يعرف مكانُهما. وإن كوديكو التي تألفت بشكل رئيسي من مزارعي ليندو العرقيين، منخرطة في صراع عنيف مع ميليشيا زائير، وهي فصيل منشق. ويسلط هذا الهجوم الضوء على العنف المتصاعد في شرق الكونغو، حيث تتنافس القوات الحكومية وأكثر من 120 جماعة مسلحة للسيطرة على الموارد الغنية بالمنطقة. ولقد أشارت الأمم المتحدة إلى أن بعض هجمات كوديكو قد تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وبخصوص مصر، أدت الحكومة المصرية الجديدة اليمينَ يوم الأربعاء، برئاسة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وسط تحديات اقتصادية وصراعات إقليمية. وتشمل التغييرات الرئيسية وزراء جدد للدفاع والمالية والسياحة والكهرباء، حيث تم استبدال محمد معيط، وزير المالية منذ 2018، بالنائب أحمد كشوك، الخبير الاقتصادي السابق بالبنك الدولي، والذي لعب دورًا فعالًا في تنفيذ الإصلاحات التي دعمها صندوق النقد الدولي. وتولى شريف فتحي منصب وزير السياحة والآثار، ويشرف محمود عصمت الآن على وزارة الكهرباء. و حل الدبلوماسي ذو الخبرة بدر عبد العاطي محل سامح شكري وزيرا للخارجية والهجرة، كما خلف الجنرال عبد المجيد صقر الجنرال محمد زكي في منصب وزير الدفاع. وكلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعيد انتخابه لولاية ثالثة، مدبولي بتشكيل الحكومة الجديدة. ويهدف مجلس الوزراء، الذي يضم أربع نساء والعديد من التكنوقراط، إلى معالجة المشاكل الاقتصادية في مصر، بما في ذلك ارتفاع التضخم، وانخفاض قيمة العملة، وانقطاع التيار الكهربائي، مع التعامل مع عدم الاستقرار الإقليمي.
وفي النيجر، يستعدّ الجيش الأمريكي لإكمال انسحابه من القاعدة الجوية 101 في نيامي، يوم الأحد، مع احتفال بمناسبة مغادرة آخر طائرة أمريكية. ويأتي الانسحاب بعد أن أمر المجلس العسكري في النيجر ما يقرب من 1000 جند أمريكي بمغادرة البلاد، بعد انقلاب في البلاد. وكانت النيجر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في قتال المتمردين في منطقة الساحل سابقا. وتبحث الولايات المتحدة الآن عن استراتيجيات بديلة في غرب أفريقيا، حيث تواجه تحديات بسبب ضعف المعلومات الاستخبارية عن الجماعات المتطرفة. وأكد اللواء بالقوات الجوية كينيث إيكمان، الذي ينسق عملية الخروج، أن القاعدة سيتم تسليمها لسيطرة النيجر. وفي الوقت نفسه، نشرت روسيا قوات عسكرية في القاعدة للقيام بأنشطة تدريبية، مع تأكيدات من النيجر بأن القوات الأمريكية ستظل منفصلة عن القوات الروسية. وأشار إيكمان إلى أن الوجود الروسي يقل عن 100 فرد، ومن المتوقع أن يغادروا بمجرد انتهاء التدريب.
وفي كينيا، أعلن الرئيس ويليام روتو عن خفض الميزانية بمقدار 177 بليون شلن، لمعالجة عجز الميزانية، في أعقاب سحب مشروع قانون المالية المثير للجدل، والذي تم إلغاؤه بعد أن تحولت الاحتجاجات إلى أعمال عنف، مما أدى إلى مقتل 39 شخصًا، بأن قاد الشباب الكينيون المظاهرات ضد الضرائب المرتفعة. ولسد فجوة التمويل، اقترح روتو تخفيضات الميزانية واقتراض 169 بليون شلن، مما يزيد العجز المالي من 3.3% إلى 4.6%. وعلى الرغم من ارتفاع الدين العام بمقدار 10 تريليون شلن (70% من الناتج المحلي الإجمالي)، فإن الأموال المقترضة ستدعم توظيف معلمي المدارس الثانوية والمتدربين الطبيين، وتمويل برنامج تثبيت الحليب والأسمدة للمزارعين. وأعلن روتو أيضًا إغلاق مكتب السيدة الأولى و ومكتب زوجة نائب الرئيس، وتخفيض المستشارين الحكوميين بنسبة 50%، وتعليق جميع الرحلات غير الضرورية لموظفي الدولة والموظفين العموميين.
ومما ورد في هذا الأسبوع، ما كشفه تقرير جديد صادر عن وكالات اللاجئين والهجرة، التابعة للأمم المتحدة ومركز الهجرة المختلطة؛ أن المهاجرين واللاجئين في أفريقيا يخاطرون بشكل متزايد برحلات محفوفة بالمخاطر عبر الصحراء للوصول إلى أوروبا، ويواجهون تهديدات مثل الاستعباد، وإزالة الأعضاء، والاختطاف. ويسلط التقرير الضوء على أن الطرق البرية الأفريقية أكثر خطورة من طرق البحر الأبيض المتوسط بضعفين. وإن الصراع في مالي وبوركينا فاسو والسودان، إلى جانب الصراع الاقتصادي وتأثيرات تغير المناخ، يدفع المزيد من الناس نحو الشمال. وعلى الرغم من المخاطر، فإن المشاعر السياسية المناهضة للمهاجرين لا تزال قائمة في أوروبا.
أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.