أفريقيا في أسبوع (2024/07/13)

ننطلق في عرض موجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع من غرب أفريقيا، حيث شكلت بوركينا فاسو ومالي والنيجر اتحادا كونفدراليا باسم “اتحاد دول الساحل” (AES)، وذلك بأن وقّع قادتها العسكريون على معاهدة إنشاء الاتحاد خلال القمة المنعقدة في نيامي، يوم السبت، 6 يوليو 2024. ويهدف الاتحاد إلى تحقيق تكامل أكبر بين مواطنيه البالغ عددهم 72 مليون نسمة، بعد انسحاب هذه الدول من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، التي يتهمونها بالانقياد لتلاعب فرنسا. وتوترت العلاقات مع إيكواس أكثر بعد انقلاب عام 2023 في النيجر الذي أدى إلى فرض عقوبات وتهديدات بالتدخل من قبل إيكواس، غير أنه تم رفع تلك العقوبات في فبراير. وإن دول AES، بعد أن قطعت علاقاتها مع فرنسا، ولجأت إلى روسيا للتعاون، أنشأت قوة عسكرية مشتركة وناقشت التعاون في القطاعات الإستراتيجية مثل الزراعة والمياه والطاقة والنقل، واللغات المحلية أيضًا حيث ستحظى بأهمية أكبر في وسائل الإعلام المحلية.

وعقب هذا التطور، أعربت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عن خيبة أملها إزاء عدم إحراز تقدم في خطوات المصالحة مع المجلس العسكري في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، وأعلنت عن خططها لبذل جهود مصالحة أكثر فعالا. وفي القمة التي عقدت في أبوجا يوم الاثنين، حذر رئيس مفوضية الإيكواس، عمر توراي، من خطر تفكك المنطقة وتفاقم انعدام الأمن بعد تشكيل تحالف دول الساحل من قبل الدول الثلاث المنفصلة.

وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، بدأت هدنة إنسانية لمدة أسبوعين بين الحكومة ومتمردي M23 في المنطقة الشرقية يوم الخميس،  في منتصف ليل 5 يوليو بالضبط، وستستمر حتى 19 يوليو، وفقا لإعلان الولايات المتحدة. وتهدف هذه الهدنة، التي تدعمها الحكومتان الكونغولية والرواندية، إلى تسهيل عودة النازحين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان الضعفاء والمحتاجين. ولقد شهد الصراع المستمر منذ عام 2021، سيطرةَ متمردي حركة 23 مارس على أراضي كبيرة في مقاطعة شمال كيفو، مما أدى إلى نزوح جماعي وأزمات إنسانية. وأشاد الاتحاد الأوروبي بالهدنة، معربا عن أمله في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحل سياسي. وكان شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية يعاني منذ 30 عاما من صراع ناجم عن الحروب الإقليمية في التسعينيات.

وفي كنيا، أقال الرئيس الكيني، ويليام روتو، جميع وزراء حكومته تقريبًا والمدعي العام، متعهدًا بتشكيل حكومة أصغر حجمًا وأكثر كفاءة في أعقاب احتجاجات واسعة النطاق على الضرائب المرتفعة وسوء الإدارة. وفي خطاب تمّ بثّه في التلفزيون يوم الخميس، ذكر روتو أن الأمناء الدائمين سيديرون الوزارات بشكل مؤقت، وأنه سيتم تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة بعد المشاورات. وتأتي خطوة الإقالة هذه بعد ثلاثة أسابيع من الاضطرابات، التي أدت إلى مقتل أكثر من 30 شخصًا ودعوات لاستقالة روتو.

وفي رواندا، اعترفت الحكومة بنية المملكة المتحدة لإنهاء خطة ترحيل طالبي اللجوء، التي تمّ تصميمها لمكافحة الهجرة غير الشرعية في المملكة المتحدة، وفقًا لبيان صادر عن المتحدث باسم الحكومة الرواندية يوم الاثنين. و يمثل هذا الخطاب أولَ تعليق رسمي من رواندا على عزم حكومة حزب العمال البريطاني الجديدة لإلغاء هذه الخطوة المنتقدة. ولقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أن الخطوة “ماتت ودفنت”، ووصفها بأنها “وسيلة للتحايل”، في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا، وإن كانت استراتيجيات الهجرة المستقبلية لا تزال غير واضحة. وكانت هذه الخطة التي كلفت المملكة المتحدة مئات الملايين من الدولارات، تهدف إلى ردع رحلات المهاجرين الخطيرة. لكن دولة رواندا تؤكد أنها أوفت بالتزاماتها المالية بموجب الاتفاق.

وبخصوص المغرب، أفادت وسائل إعلام مغربية يوم الأربعاء أن المغرب تستعد للحصول على قمر صناعي للتجسس من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) في صفقة تجارية بقيمة 1 بليون دولار. وكذلك أعلنت شركة IAI أنها أبرمت عقدًا بقيمة 1 بليون دولار لتزويد نظام لطرف ثالث لم يذكر اسمه، والذي سيتم تسليمه على مدى خمس سنوات. وبحسب موقعَيْ الأخبار المغربِيَّيْن “Le Desk” و “Le 360″، فإن الصفقة تشمل قمر التجسس الصناعي “Ofek 13″، ليحل محلّ قمرين صناعيين من “Airbus” و “Thales”. ولم يصدر تعليق على الأمر بعدُ من البعثة الإسرائيلية في الرباط ووزارة الخارجية المغربية. ويأتي ذلك في أعقاب اتفاقية الدفاع لعام 2021 بين إسرائيل والمغرب، والتي تركز على التعاون الاستخباراتي والعسكري.

وبخصوص مصر، قام صندوق النقد الدولي في هذا الأسبوع، بتأجيل الموافقة على صرف 820 مليون دولار لمصر، إلى 29 يوليو، لغرض وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل السياسة، وفقا للمتحدث باسم الصندوق، جولي كوزاك، حيث ذكر أن مثل هذه التأخيرات طبيعية في ظل الظروف الصعبة. وكانت مصر تواجه صعوبات ناجمة عن الصراع بين إسرائيل وغزة، وزيادة الهجمات على السفن في البحر الأحمر من قبل المسلحين الحوثيين، ما أدى إلى انخفاض كبير في إيرادات قناة السويس. وتأجلت موافقة مجلس الإدارة على المراجعة الثالثة لبرنامج قرض مصر البالغة قيمته 8 بليون دولار، والذي كان من المنتظر إجراؤه في 10 يوليو. وشدد كوزاك على أهمية استمرار بذل جهود الإصلاح الاقتصادي من قبل مصر، والتي أظهرت تقدمًا ملموسا، بما في ذلك انخفاض التضخم، والقضاء على تراكم النقد الأجنبي، وزيادة نشاط القطاع الخاص.

وبحصوص السودان، وصل ممثلون كبار من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى جنيف يوم الخميس، للمشاركة في مناقشات بقيادة الأمم المتحدة، بشأن حماية المدنيين، من خلال وقف إطلاق النار المحتمل، لكن وفداً واحداً لم يحضر الجلسة الأولية. ودعا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمضان لمامرة، الجانبين إلى “محادثات غير مباشرة” منفصلة، ​مع مواصلة المناقشات يوم الجمعة. ولقد أدى الصراع، الذي اندلع في أبريل 2023 بين القادة العسكريين وشبه العسكريين، إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص وإصابة 33 ألفًا وتشريد 11 مليون شخص. وعلما بأن محادثات العام الماضي في جدة قد فشلت، تأمل الأمم المتحدة في تعزيز الجهود الإنسانية بشكل سري.

وبخصوص السودان الجنوبية، انتقدت الحكومات الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، مشروع قانون أمني مثير للجدل في السودان الجنوبية، حيث يسمح القانون بالاعتقال دون أوامر قضائية، محذّرة من أنه يقوض الحريات السياسية والمدنية قبل انتخابات 22 ديسمبر. ويهدد مشروع القانون، الذي أقره البرلمان في 3 يوليو، محادثات السلام ويثير مخاوف من حدوث اعتقالات تعسفية. وللرئيس سلفا كير أن يتخذ قرارا بشأن مشروع القانون في غضون 30 يومًا. ولقد ذكر تسعة مبعوثين غربيين أن مشروع القانون هذا، سوف يعرقل بشكل كبير دون المشاركة السياسية والمدنية. وحثّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميللر، في بيان يوم الأربعاء، الحكومةَ الانتقالية على ضمان بيئة حرة للتعبير السياسي. وقد أثار مشروع القانون جدلاً كببرا في المحادثات بين الحكومة والمعارضة، و حثّت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة على إجراء تعديلات فيه لمنع إساءة استخدامه من قبل الأجهزة الأمنية.

وأخيرا، أفادت منظمة الصحة العالمية، يوم الجمعة، أن أكثر من مليون طفل في جمهورية الكونغو الديمقراطية معرضون لخطر سوء التغذية الحاد بسبب تصاعد انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الصراع الطويل. وقد أدت أعمال العنف الأخيرة بين القوات الكونغولية وميليشيا M23 إلى تفاقم الأزمة، ما أدى إلى نزوح المزيد من الناس وإرهاق شبكات المياه والصرف الصحي، ونتج في تفشي أمراض مثل الكوليرا والحصبة والجدري. وتصف منظمة الصحة العالمية الوضعَ بأنه “كارثي”، مشيرة إلى أن الفيضانات الشديدة والصراعات المستمرة تؤديان إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية في البلاد. ومع وجود أكثر من 25 مليون متضرر، فإن لدى جمهورية الكونغو الديمقراطية أكبر عدد من المحتاجين إلى المساعدة على مستوى العالم، ولكنها لا تزال تعاني من نقص التمويل. وما زال إيصال المساعدات يواجه عوائق بسبب الوجود العسكري والعقبات البيروقراطية وحواجز الطرق.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.

Comments (0)
Add Comment