أفريقيا في أسبوع (2024/08/10)

يفتتح موجز الأخبار الأفريقية لهذا الأسبوع بنعي عيسى حياتو، الشخصية المؤثرة في كرة القدم الأفريقية، والرئيس المؤقت السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، يوم الخميس عن عمر يناهز 77 عاما في باريس. وأعرب رئيس الفيفا جياني إنفانتينو عن حزنه الشديد، مشيدًا بتفاني حياتو في الإدارة الرياضية. وكان عيسى حياتو، الذي كان أيضًا عضوًا في اللجنة الأولمبية الدولية لمدة 15 عامًا، شخصية بارزة في كرة القدم، حيث قاد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) منذ عام 1988 كما شغل منصب نائب رئيس FIFA. وفي حياته، كان تأثيره ملحوظًا في كرة القدم، على الرغم من خسارته أمام سيب بلاتر في انتخابات رئاسة الفيفا عام 2002. وتتزامن وفاته مع استضافة مدينة باريس دورة الألعاب الأولمبية.

ومرورا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث أصدرت محكمة عسكرية حكماً بالإعدام على 26 شخصاً متَّهمين بالتورط مع جماعات مسلحة، بما في ذلك حركة M-23، عقب محاكمة رفيعة المستوى بدأت في أواخر يوليو. ومن بين المدانين كورنيل نانغا، رئيس سابق للجنة الانتخابية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وزعيم تحالف فلوف الكونغو (AFC) – الجبهة التي أسسها لتوحيد الجماعات المسلحة ضد الحكومة والمجتمع المدني- حيث أدين بارتكاب جرائم حرب، والتمرد، والخيانة. وصدر الحكم غيابيا على نانجغا و 20 آخرين، باعتبارهم فارين حاليا. وقد شهدت المحاكمة، التي بدأت في 24 يوليو، مطالبة المدعي العام بإصدار حكم الإعدام على 25 متهما، وحكم السجن لمدة 20 عاما على أحدهم. وللمتهمين الخمسة الحاضرين خمسة أيام لاستئناف الحكم.

وفي مالي، قطعت الحكومة العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا، متهمة كييف بالتورط في هجوم يوليو الذي أدى إلى خسائر كبيرة لمرتزقة فاغنر الروسية والجنود الماليين، وأدانت دور أوكرانيا المزعوم في التدخل الأجنبي والإرهاب. وردا على هذا نفت أوكرانيا تورطها في الهجوم، و وصفت الاتهام بقرار متسرع من مالي. وأشار المتحدث الرسمي الأوكراني أندريه يوسوف إلى أن المتمردين الماليين تلقوا معلومات حيوية عن الهجوم الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 84 من مقاتلي فاغنر و47 جنديًا ماليًا.  و في وسط هذه التوترات، أمرت مالي أيضًا سفير السويد بالمغادرة في غضون 72 ساعة بعد إعلان السويدي يوهان فورسيل عن خطط للإلغاء التدريجي للمساعدات بسبب دعم مالي لروسيا.

وفي إثيوبيا، أبرمت الحكومة اتفاقا لتصميم مطار جديد بأربعة مدارج بالقرب من بيشوفتو، على بعد حوالي 45 كيلومترا من أديس أبابا، ومن المقرر أن يصبح أكبر مطار في أفريقيا عند اكتماله في عام 2029. ومن المتوقع أن يوفّر المطار خدمة الرحلة والنقل لمائة مليون مسافر سنويا، ويوفّر أيضا مواقف تتسع لـ 270 طائرة. وستقود جهودَ تصميمه شركة سيدارا في دبي. ولقد ظهرت هذه المبادرة نتيجة اقتراب مطار بولي أديس أبابا الدولي الحالي من طاقته الاستيعابية البالغة 25 مليون مسافر. وتقدر تكلفة المرحلة الأولى من مشروع المطار الجديد بما لا يقل عن 6 بليون دولار، مع توقع التمويل من خلال القروض، مع ظهور العديد من الأطراف الراغبة في تمويل المشروع فعلا. وأعلنت الخطوط الجوية الإثيوبية، التي هي أكبر شركة طيران في أفريقيا، عن نقل 17 مليون مسافر في السنة المالية 2023/2024، وأنها تهدف إلى زيادة هذا العدد إلى 20 مليونا في السنة المالية الحالية. ومن المتوقع أن يعزز المطار الجديد بشكل كبير البنية التحتية وقدرات الطيران في إثيوبيا.

وفي غانا، تم افتتاح أول مصفاة تجارية للذهب، وهي مصفاة الذهب الملكية في غانا، في أكرا يوم الجمعة. ويمكن للمصفاة، التي هي ثمرة تعاون بين شركة روزي رويال مينيرالز الهندية والبنك المركزي الغاني، تصفية 400 كيلوجرام من الذهب يوميًا، والذي سيتم الحصول عليها بشكل أساسي من عمال المناجم الصغار والحرفيين. وأكد نائب الرئيس، محمودو بوميا، أن هذا التطور من شأنه أن يساعد في كبح تهريب الذهب، وزيادة الإيرادات الوطنية، والحفاظ على القيمة الاقتصادية داخل غانا. ومن المتوقع أن تخلق المصفاة ما يصل إلى 120 فرصة عمل مباشرة و500 فرصة عمل غير مباشرة. ومع احتفاظ غانا بمكانتها كأكبر منتج للذهب في أفريقيا وهدفها إلى تجاوز هدف الإنتاج لعام 2024، فإن بنك غانا حريص على أن تحصل المصفاة على شهادة جمعية سوق السبائك في لندن لتعزيز احتياطياتها من النقد الأجنبي وتقليل الاعتماد على الاقتراض الخارجي.

وبخصوص السودان، أعلنت الحكومة أنها سترسل وفداً إلى جدة لإجراء مشاورات مع الولايات المتحدة بشأن دعوة لحضور محادثات وقف إطلاق النار في جنيف في 14 أغسطس الجاري. وتهدف هذه المحادثات إلى إنهاء الصراع المستمر منذ 15 شهراً بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع (RSF) هي مجموعة شبه عسكرية.

وفي التونس، أقال الرئيس التونسي قيس سعيد، في يوم الأربعاء، رئيسَ الوزراء أحمد الحشاني، وعيّن وزير الشؤون الاجتماعية كامل مدوري خلفا له، حسب ما ورد من بيان للرئاسة. وكان حشاني، الذي تولى منصبه منذ أغسطس من العام الماضي، قد سلط الضوء مؤخرًا على التقدم الذي أحرزته الحكومة على الرغم من التحديات العالمية، بما في ذلك الأمن الغذائي والطاقة. وتأتي إقالته وسط استياء شعبي متزايد من النقص المتكرر في المياه والكهرباء، وهو ما تعزوه الحكومة إلى الجفاف الشديد ونظام المحاصصة، في حين يرى سعيد أن النقص يرجع إلى مؤامرة تتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة. وأفادت وزارة الزراعة أن مستويات السدود منخفضة للغاية في 25 بالمائة. ويواجه سعيد، الذي أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، انتقادات من جماعات المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان بزعم قمع منافسيه السياسيين وخلق الظروف المواتية لمحاولة إعادة انتخابه.

و ورد في هذا الأسبوع أن منظمة الصحة العالمية، عقدت اجتماعًا طارئًا يوم الأربعاء لمعالجة الزيادة في حالات الجدري، والتي تنتشر بشكل أساسي من جمهورية الكونغو الديمقراطية. أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن الاجتماع في أعقاب الإبلاغ عن ما يقرب من 27000 حالة وحوالي 1100 حالة وفاة، وكثير منهم أطفال، في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد أثار تفشي المرض، الذي بدأ ينتشر الآن في البلدان المجاورة مثل بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، مخاوف بشأن المزيد من انتقال العدوى على المستوى الدولي. وسوف تحدد لجنة الطوارئ ما إذا كان هذا التفشي يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا، وهو أعلى مستوى إنذار يمكن لمنظمة الصحة العالمية إصداره. وقد ارتفعت حالات الإصابة بالجدري في أفريقيا بنسبة 160% هذا العام، مع تأثير كبير على الأطفال دون سن 15 عاما.

ومما ورد أيضا في هذا الأسبوع، تحذير المسؤول الكبير في مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة، الذي وجّهه إلى مجلس الأمن يوم الخميس، حيث أثبت أن تنظيم داعش الإرهابي، والجماعات الإرهابية التابعة له، يستعدون للتوسع بشكل كبير في جميع أنحاء أفريقيا. و صرح فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، أن المنتسبين لتنظيم داعش عززوا سيطرتهم من مالي إلى شمال نيجيريا وينشطون أيضًا في موزمبيق والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وأشار فورونكوف إلى زيادة حادة في الهجمات الإرهابية في هذه المناطق، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين. بالإضافة إلى ذلك، عزز فرع تنظيم داعش في أفغانستان (ISIS-K) عملياته المالية واللوجستية وكثف جهود التجنيد.

وأخيرا، من المقرر أن يجتمع وزيرا خارجية الصومال وإثيوبيا في أنقرة، في الأسبوع المقبل، لمعالجة التوترات بشأن اتفاق ميناء مثير للجدل وقعته إثيوبيا مع أرض الصومال، وهي منطقة انفصالية عن الصومال. ويمنح الاتفاق – الموقع في يناير- إثيوبيا عقد إيجار لمدة 50 عاما لقاعدة بحرية مع إمكانية الوصول إلى ميناء بربرة في أرض الصومال، مقابل الاعتراف باستقلال أرض الصومال. وقد أدى هذا الاتفاق إلى تصعيد التوترات، ما دفع الصومال إلى طرد سفير إثيوبيا وإغلاق قنصلياتها في أرض الصومال وبونتلاند. وتتوسط تركيا في المحادثات، حيث أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، على ضرورة احترام إثيوبيا لسلامة أراضي الصومال لتخفيف التوترات. وينشأ الصراع من حاجة إثيوبيا إلى الوصول إلى البحر، وهي قضية بالغة الأهمية منذ خسارتها لساحلها بعد انفصال إريتريا في عام 1993. وهذه هي المرة الأولى التي تقيّم دولة تقييم مساعي أرض الصومال للاستقلال، وهو ما تعتبره الصومال انتهاكًا لسيادتها.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.

Comments (0)
Add Comment