أفريقيا في أسبوع (2024/09/07)

ننطلق في عرضنا لموجز الأنباء الأفريقية لهذا الأسبوع من دولة أوغندا، حيث أصيب زعيم الحزب المعارض الأوغندي بوبي واين، المعروف أيضًا باسم كياجولاني سينتامو، بالرصاص في ساقه يوم الثلاثاء خلال اشتباك مع الشرطة بالقرب من كمبالا، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، وفقًا لما أثبته حزبه، منصة الوحدة الوطنية. وقع الحادث في بوليندو، منطقة واكيسو، حيث شوهد واين وهو يساعده أنصاره على ركوب السيارة. وتزعم الشرطة أن المشاجرة بدأت بعد أن تحدى واين النصيحة بعدم تنظيم موكب في الشارع، بينما أدان حزب واين إطلاق النار ووصفه بأنه محاولة اغتيال. وإن واين الذي هو شخصية شعبية بين الشباب الأوغندي، كان قد اشتبك هو وأنصاره مع السلطات منذ دخوله عالم السياسة مرات عديدة. وأدّت محاولته تحدي الرئيس يوويري موسيفيني في الانتخابات الرئاسية لعام 2021 إلى زيادة التوترات من قبل واين وأنصاره.

وفي الكونغو، وقعت حادثة محاولة الهروب من سجن ماكالا المركزي في كينشاسا، وأسفرت عن مقتل 129 شخصا على الأقل بسبب التدافع، و مقتل 24 سجيناً عن طريق إصابة الرصاص عند الإطلاق التحذيري أثناء محاولتهم الهروب من السجن المكتظ الذي يضم أكثر من 12 ألف سجين على الرغم من سعته البالغة 1500 سجين، وفقا لما قاله وزير الداخلية الكونغولي جاكمين شاباني. وخلفت الحادثة 59 جريحا كما أثبتتْ تقارير عن حالات اغتصاب. وأظهرت بعض مقاطع فيديو من السجن جثثا مصابة بجروح واضحة، ما أثار مخاوف بشأن عدد القتلى. وتعتقد السلطات أن عملية الهروب كانت مدبرة من قبل سجناء من الداخل، دون اكتشاف أي دخول عنوة. وقد حدثت عمليات هروب سابقة من السجن في ماكالا، بما في ذلك هجوم عام 2017 من قبل طائفة دينية. وقد بدأت الحكومة تحقيقا في الحادثة وتعهدت بالرد على “العمل التخريبي المتعمد”. وكانت سجون الكونغو، المشهورة بالاكتظاظ والمجاعة، قد شهدت بعض عمليات إطلاق سراح السجناء هذا العام لتقليل الازدحام.

وبخصوص مصر، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محادثات في أنقرة هذا الأسبوع في أول زيارة رئاسية بين البلدين منذ 12 عاما . وركزت المحادثات على الصراع المستمر في غزة وإصلاح العلاقات المتوترة بين البلدين منذ أن أطاح السيسي، قائد الجيش المصري آنذاك، بمحمد مرسي، حليف تركيا وأول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر. وبدأت الجهود الدبلوماسية في التحسن في عام 2020، ما أدى إلى إعادة السفراء وزيارة أردوغان للقاهرة في وقت سابق من هذا العام. وخلال اجتماعهم في أنقرة، ناقش الرئيسان تعميق التعاون في مجالات الغاز الطبيعي والطاقة النووية والتجارة، بهدف تعزيز التجارة السنوية من 5 بليون دولار إلى 15 بليون دولار في غضون خمس سنوات. ثم دعا الرئيسان إلى وقف إطلاق النار في غزة واتفقا على موقف مشترك بشأن القضية الفلسطينية. كما تناولوا الوضع في ليبيا، ودعوا إلى إجراء انتخابات وانسحاب القوات الأجنبية والميليشيات لحل النزاع.

وفي نيجيريا، أكّد مسؤول تنفيذي يوم الاثنين أن مصفاة دانغوتي للنفط بدأت عمليات إنتاج البترول، في أعقاب التأخّر الناجم عن نقص النفط الخام في الآونة الأخيرة. ولقد بدأت هذه المصفاة، التي تبلغ تكلفتها 20 بليون دولار، وتقع على مشارف لاغوس، عملياتها في يناير، ونجحت في إنتاج النافتا ووقود الطائرات وغيرهما. ومن المتوقع أن تقلل من اعتماد نيجيريا على الوقود المستورد لقدرتها الإنتاجية البالغة 650 ألف برميل يوميا. وأعلن ديفاكومار إدوين، نائب رئيس شركة دانغوتي، أنه يتم اختبار البترول و سيكون متوفرا قريبًا، وأن شركة النفط الحكومية (NNPC Ltd) ستكون هي المشترية الوحيدة، مع العلم بأنها تواجه ديونا بقيمة 6 بليون دولار، ومشكلات مستمرة في إمدادات الوقود، كما أنها تكافح لتلبية الطلب المحلي منذ يوليو. ويمكن أن تساعد هذه المصفاة في تخفيف هذه الضغوط، على الرغم من استمرار المخاوف بشأن الإدارة المالية لشركة النفط الوطنية النيجيرية.

وفي بوركينا فاسو، أصدرت الحكومة يوم الأربعاء جوازات سفر بـيومترية جديدة بدون شعار المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، ما يؤكد على استمرار انسحابها من الكتلة الإقليمية. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب قرار بوركينا فاسو، إلى جانب النيجر ومالي، بالخروج من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا المكونة من 15 عضوًا في هذا العام، بعد تولي المجالس العسكرية السلطةَ في البلدان الثلاثة. وأكد وزير الأمن في بوركينا فاسو، محمد سانا، حذف شعار المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، تماشيا مع خروج البلاد من الكتلة. وأعربت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عن قلقها من أن انسحاب هذه الدول قد يضر بالسوق المشتركة للمنطقة وحرية الحركة. وقد حولت هذه البلدان الثلاث ، التي تواجه تمردًا مستمرًا من جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، تحالفاتِه نحو روسيا، وشكّلت اتفاقًا دفاعيًا يُعرف باسم تحالف دول الساحل مع الابتعاد عن القوى الغربية.

وفي هذا الأسبوع، تعهد الرئيس الصيني، شي جين بينج، بتقديم ما يقرب من 51 بليون دولار لدعم أفريقيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة، مع التركيز على البنية التحتية، وخلق فرص العمل، ومشاريع التكنولوجيا الخضراء. وفي كلمته أمام منتدى قمة التعاون الصيني الأفريقي في بكين، أكد على الحاجة إلى تعاون أعمق في الصناعة والزراعة والتجارة، ووضع الصين وأفريقيا كلاعبين رئيسيين في التحديث العالمي. وسوف تعطي الصين، الني هي أكبر مقرض ثنائي في أفريقيا، الأولوية للمشاريع الأصغر حجما والمتقدمة تكنولوجيا، على الرغم من أنها لا تزال تخطط لمضاعفة مبادرات البنية التحتية في جميع أنحاء القارة إلى ثلاثة أضعافها. ومن بين الأموال التي تم التعهد بها، سيتم توزيع 210 بليون يوان من خلال خطوط الائتمان، وسيتم تخصيص 70 بليون يوان كاستثمارات صينية جديدة. ويأتي التزام شي وسط مخاوف بشأن تزايد ديون الدول الأفريقية للصين، وإن كانت مسألة الديون لم يتم تناولها بشكل مباشر في خطابه.

و ورد أيضا تقرير جديد صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، أثبت أن الدول الإفريقية تخسر ما يصل إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي سنويًا بسبب التأثير غير المتناسب لتغير المناخ، وأن العديد من البلدان تنفق ما يصل إلى 9% من ميزانياتها على التكيف مع المناخ، على الرغم من أن أفريقيا تساهم بأقل من 10% من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري الكوكبي. ويؤكد التقرير أن عام 2023 يعدّ من أكثر الأعوام حرارة في أفريقيا على الإطلاق، حيث تؤثر الظواهر الجوية المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات وموجات الحر على الملايين من الناس. وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، قد تصل تكلفة التكيف مع تغير المناخ إلى 50 بليون دولار سنويا بحلول عام 2030. وقد أثر الطقس المتطرف الأخير على أكثر من 716 ألف شخص في منطقة الساحل وتسبب في فيضانات شديدة في غرب أفريقيا، في حين واجهت زامبيا أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما. وتحث المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الحكومات الأفريقية على الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر وخدمات الأرصاد الجوية للتخفيف من المزيد من الأضرار.

و ورد أيضا، أن ألمانيا اقترحت تبنّي خطة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا، بعد شهرين فقط من إلغاء حكومة حزب العمال في المملكة المتحدة خطة مماثلة لكونها مثيرة للجدل بشدة. وكشف مفوض الهجرة يواكيم ستامب يوم الخميس أن الخطة الألمانية ستستهدف المهاجرين الذين يعبرون الحدود الشرقية للدول الأوروبية. وإن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يتعرض باستمرار لانتقادات، في مواجهة ضغوط متزايدة لمنع الهجرة غير الشرعية بعد حادث الطعن المميت المرتبط بتنظيم داعش في زولينجن. وخلافا لخطة المملكة المتحدة المماثلة، سوف تخضع خطة ألمانيا لإشراف الأمم المتحدة، مع بقاء رواندا الدولة المضيفة الوحيدة الراغبة في ذلك. ولقد دعا ستامب أيضًا إلى إجراء تغييرات في نظام اللجوء الأوروبي المشترك للاتحاد الأوروبي، والذي يتطلب حاليًا إجراء إجراءات اللجوء في البلدان التي يتمتع فيها الطالب بعلاقة اجتماعية. وقد وافق الاتحاد الأوروبي مؤخراً على قواعد جديدة لإدارة الهجرة غير النظامية، ولكن التنفيذ الكامل قد لا يتم قبل أواخر عام 2025.

وكذلك ورد أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تلقت أول شحنة من لقاحات الجدري، بهبوط طائرة تحمل 99 ألف جرعة لقاح تبرع بها الاتحاد الأوروبي في كينشاسا. وهي جزء من الجهد العالمي لمنع تفشي المرض الذي دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ عالمية للصحة العامة في الشهر الماضي. و سيتمّ توزيع اللقاحات، التي تنتجها شركة الأدوية الدنماركية بافاريان نورديك، بشكل أساسي في المناطق الاستوائية وجنوب كيفو، وهي المناطق المتضررة بشدة من تفشي المرض. وتخطط السلطات لبدء التلقيحات في 8 أكتوبر، بعد الإبلاغ عن أكثر من 17500 حالة إصابة و629 حالة وفاة في جمهورية الكونغو الديمقراطية هذا العام. ومع ذلك، فإن الحجم البلاد الكبير وبنيتها التحتية الضعيفة يمثلان تحديات لوجستية، خاصة كون اللقاح يتطلب تخزينه حرارة بقدر 20 درجة. ويشمل تفشي المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية كلا من سلالات الفرع 1أ و1ب، مع انتشار الأخير بسهولة أكبر بين البشر. وتهدف أوروبا إلى توصيل 566 ألف جرعة إلى المنطقة.

وفي الختام، ورد أن صندوق النقد الدولي حثّ جنوب أفريقيا يوم الأربعاء على تنفيذ ضبط مالي كبير لضمان استدامة ماليتها العامة. وتأتي هذه التوصية في أعقاب تقييم صندوق النقد الدولي بعد قرض بقيمة 4.3 بليون دولار تم تقديمه في عام 2020 للتخفيف من آثار جائحة كوفيد-19. ونصح صندوق النقد الدولي بأن جنوب أفريقيا بحاجة إلى تحقيق توحيد دائم قائم على الإنفاق بنسبة 3٪ على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي على مدى السنوات الثلاث المقبلة لخفض مستويات الديون مع حماية الفئات الضعيفة. وشدد الصندوق على ضرورة قيام الحكومة الجديدة بالبناء على الإصلاحات القائمة، وزيادة الطموح، وتسريع التنفيذ. وإن الحكومة الائتلافية بقيادة المؤتمر الوطني الإفريقي، تواجه مشاكل حديثاً، و تحديات مثل ارتفاع الديون، وارتفاع معدلات البطالة، واتساع فجوة التفاوت. واعترفت وزارة الخزانة الوطنية بالتعليقات البناءة لصندوق النقد الدولي كما أكدت التزامها بتحسين الاستقرار المالي وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل.

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.

Comments (0)
Add Comment