أفريقيا في أسبوع (04/05/2024)

يبدأ عرضنا لموجز الأنباء الأفريقية من السودان، حيث حثّت الولايات المتحدة جميع الدول، يوم الاثنين، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، على وقف دعم الأطراف المتحاربة في السودان، لظهور أزمة حادة تلوح في الأفق. ولقد اندلع النزاع قبل عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مما أدى إلى أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم. و قد أثيرت مخاوف بشأن هجوم محتمل لقوات الدعم السريع على الفاشر في منطقة شمال دارفور بالسودان، مما أثار القلق من طول أمد الأزمة والتوترات العرقية، مع احتمال امتداد آثارها إلى تشاد المجاورة. وحذرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، من مذبحة وشيكة في الفاشر، وقارنت ذلك بالأحداث المأساوية التي شهدتها دارفور قبل عقدين من الزمن، حيث قُتل مئات الآلاف. وكانت قوات الدعم السريع، التي نشأت من ميليشيات الجنجويد، متورطة في الفظائع الماضية، مما أدى إلى دعوات دولية للمحاسبة.

وفي دولة مالي، توصل صندوق النقد الدولي مع دولة مالي إلى اتفاق على مستوى الخبراء، يوم الثلاثاء، للحصول على تمويل طارئ بقيمة 120 مليون دولار تقريبًا لمعالجة انعدام الأمن الغذائي المتصاعد في البلاد، إذ تواجه مالي زيادة في تكاليف استيراد الضروريات مثل الغذاء والأسمدة بسبب القيود المالية الإقليمية والتوترات الجيوسياسية الأخيرة. وفي انتظار موافقة إدارة صندوق النقد الدولي والمجلس التنفيذي، تم تخصيص التمويل لتغطية توفير الغذاء وتسهيل الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي والمأوى للأفراد النازحين. ومع ذلك، لا تزال التوقعات الاقتصادية لمالي غير مؤكدة بسبب النقص الحاد في الكهرباء، والقضايا الأمنية، وانخفاض توقعات إنتاج الذهب، وتأجيل الانتخابات. وعلى الرغم من النمو الاقتصادي بنسبة 4.4% في عام 2023، يتوقع صندوق النقد الدولي أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لمالي إلى 3.8% في عام 2024.

وفي ساو تومي، أعلنت الحكومة، يوم الأربعاء، عزمها على مطالبة تعويضات من البرتغال عن الأضرار التي لحقت بها خلال الاستعمار، بعد اعتراف البرتغال بمسؤوليتها عن الجرائم التي ارتكبت خلال تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي والحكم الاستعماري. ولقد اتسم الإرث الاستعماري للبرتغال في جميع أنحاء أفريقيا بالعنف والدمار الثقافي، مما دفع ساو تومي إلى المطالبة بالتعويضات. وتتوافق هذه الخطوة مع اتجاه أوسع للدول الأفريقية التي تطالب بالاعتراف والتعويض من المستعمرين السابقين.

وفي ليبيريا، وقع الرئيس الليبيري جوزيف بواكاي أمرا تنفيذيا، يوم الخميس، بتشكيل محكمة لجرائم الحرب للنظر في الفظائع التي ارتكبت خلال الحربين الاهليتين في ليبيريا. وقد أسفرت هذه النزاعات، التي اتسمت بمجازر واسعة النطاق، والتعذيب، والعنف الجنسي، عن مقتل ما يقرب من 250 ألف شخص في فترة ما بين عام 1989 وعام 2003. وتهدف المحكمة، التي طال انتظارها من قبل الضحايا ونشطاء العدالة، إلى توفير المحاسبة لمرتكبي جرائم الحرب. وإن المانحين الدوليين مدعوون لتمويل المحكمة، حيث تعرب الولايات المتحدة عن استعدادها للمساهمة بمجرد إنشاء إطار عمل المحكمة. وقد دعمت إنشاءَ هذه المحكمة شخصيات بارزة متورطة في جرائم حرب، بما في ذلك أمراء الحرب السابقون الذين خدموا في مجلس الشيوخ. فتشارلز تايلور، الرئيس الليبيري السابق، يقضي حاليا عقوبة السجن لمدة 50 عامًا في المملكة المتحدة بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ما جعله أول رئيس دولة سابق يُدان بمثل هذه الجرائم منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي جمهورية أفريقيا الوسطى، أصدرت المحكمة الجنائية الخاصة، يوم الخميس، مذكرة اعتقال دولية بحق الرئيس السابق فرانسوا بوزيزيه، الذي يعيش حاليا في المنفى في غينيا بيساو. وتتهمه مذكرة الاعتقال بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان أثناء قيادته في فترة ما بين 2009 و 2013، بما في ذلك جرائم في سجن مدني ومركز تدريب عسكري حيث وقع التعذيب والقتل. وتهدف المحكمة، التي أنشئت للنظر في جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان منذ عام 2003، إلى تقديم الجناة إلى العدالة. ويواجه بوزيزي، الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 2003 وأطاح به متمردو سيليكا في عام 2013، مزاعم بتأجيج العنف والفظائع الطائفية خلال الحرب الأهلية. ويدل أمر المذكرة على التزام المحكمة بمقاضاة أخطاء الدولة وتعزيز العدالة للضحايا. ومع ذلك، صرح رئيس غينيا بيساو أن تسليم المجرمين المتهمين غير مسموح به بموجب قوانين البلاد. وعلى الرغم من اتفاق السلام في عام 2019، لا يزال النزاع المسلح مستمرا في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث لا يزال آلاف الأطفال يقاتلون إلى جانب الجماعات المسلحة.

وفي النيجر، دخل عسكريون روس قاعدة جوية فيها، يوم الجمعة، حيث تتمركز قوات أمريكية، وذلك في أعقاب قرار المجلس العسكري في النيجر بطرد القوات الأمريكية من البلاد. وأصدر المجلس العسكري تعليماته للولايات المتحدة بسحب ما يقرب من 1000 من أفرادها العسكريين، منهيا بذلك شراكة رئيسية في حرب واشنطن ضد المتمردين في منطقة الساحل. وتشير التقارير إلى أن القوات الروسية تستخدم حظيرة منفصلة في القاعدة الجوية 101 في نيامي، عاصمة النيجر، دون تفاعل مباشر مع القوات الأمريكية. ويضع هذا التطور القوات الأمريكية والروسية على مقربة من التوترات العسكرية والدبلوماسية المتصاعدة، خاصة فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا، كما يثير مخاوف بشأن مستقبل المنشآت الأمريكية في النيجر بعد الانسحاب.

وفي تشاد، بالإضافة إلى النيجر، ثبت أنه رغم سحب الولايات المتحدة لقواتها من كلا البلدين، فهي لا تزال منخرطة معهما، وفقًا لما ذكره الجنرال مايكل لانجلي، رئيس القيادة الأمريكية في إفريقيا، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية. و لقد جاء الانسحاب من تشاد بعد مخاوف أثارها القادة العسكريون في البلاد قبل انتخابات 6 مايو/أيار، في حين حدثت خطوة مماثلة في النيجر بناء على أوامر من المجلس العسكري في البلاد. ووصف الجنرال لانجلي إعادة تموضع القوات بأنها مؤقتة وأكد على حوار الولايات المتحدة المستمر مع الدول المتضررة من العمليات العسكرية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تهدف إلى دعم هذه الدول في العودة إلى الحكم الديمقراطي. وعلى الرغم من التوترات الأخيرة، تواصل كل من تشاد والنيجر الترحيب باستمرار العلاقات مع الولايات المتحدة، مشيرتين إلى نجاحها في مكافحة الإرهاب.

وفي كينيا، تجاوز عدد القتلى بسبب الحوادث المرتبطة بالفيضانات 200 شخص هذا الأسبوع منذ مارس، وتم الإبلاغ عن 22 حالة وفاة، وفقًا لوزارة الشؤون الداخلية. وقد نزح أكثر من 165,000 شخص من منازلهم، كما أصبح 90 آخرون في عداد المفقودين، مما يزيد المخاوف من وقوع المزيد من الضحايا، نتيجة تعرض شرق أفريقيا لأمطار غزيرة، مما أدى إلى فيضانات وانهيارات أرضية واسعة النطاق، وتسبب في أضرار جسيمة للمحاصيل والمساكن والبنية التحتية، وتشريد مئات الآلاف. وحاليا تستعد كينيا وتنزانيا المجاورة، حيث أودت الفيضانات بحياة 155 شخصًا على الأقل، لمواجهة إعصار هدايا Hidaya ، الذي من المتوقع أن يجلب أمطارًا غزيرة ورياحًا قوية وأمواجًا عالية إلى مناطقهما الساحلية. وأصدرت السلطات التنزانية تحذيرات مع اشتداد إعصار هدايا Hidaya ، حيث وصل إلى حالة الإعصار مع سرعة رياح تبلغ حوالي 130 كيلومترًا في الساعة، على بعد حوالي 400 كيلومتر من مدينة متوارا.

وفي بوركينا فاسو، رفضت الحكومة هذا الأسبوع تقريرا لمنظمة هيومن رايتس ووتش Human Rights Watch يتهم الجيش بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، ووصفت هذه المزاعم بأنها “لا أساس لها من الصحة”. وزعم التقرير أن الجيش  البركيني ذبح في 25 فبراير/شباط 223 مدنياً، بينهم 56 طفلاً، في منطقة ثيو بمقاطعة ياتينغا الشمالية، كجزء من حملة أوسع ضد المدنيين المشتبه في تعاونهم مع الجماعات المسلحة. وندد المتحدث باسم الحكومة جان إيمانويل ويدراوغو بهذه الاتهامات، مؤكدا أنها تهدف إلى تشويه سمعة قوات الأمن في البلاد المنخرطة في حماية المدنيين من التهديدات الإرهابية. وشدد ويدراوغو على الإجراءات القضائية الجارية لمعالجة المذابح المزعومة وحذر الجيش من التأثر بمثل هذه الاتهامات. بالإضافة إلى ذلك، أوقفت الحكومة بث بي بي سي أفريقيا وصوت أمريكا بعد أن قامتا بتغطية التقرير. وتواصل بوركينا فاسو، التي شهدت انقلابين في عام 2022، مواجهة التحديات الأمنية.

وبخصوص نيجيريا، فمن المقرّر أن يزور البلاد الأمير هاري وميغان في شهر مايو لإجراء مناقشات بشأن ألعاب  Invictus، وهو حدث أنشأه هاري لدعم إعادة تأهيل الجرحى والمرضى من أعضاء الخدمة العسكرية والمحاربين القدامى. وتؤكد الزيارة، التي جاءت متوقعة بعد حفل أقيم في لندن لإحياء الذكرى العاشرة للألعاب، على ارتباط هاري الطويل الأمد بإفريقيا. وفي العام الماضي، شاركت نيجيريا في الألعاب، التي تم تصميمها على غرار ألعاب المحاربين في الولايات المتحدة، والتي توفر للمحاربين القدامى الجرحى مسابقات رياضية شبيهة بالألعاب البارالمبية. وتهدف الرحلة إلى تعزيز مشاركة نيجيريا في الألعاب واستكشاف إمكانية استضافة الحدث في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، يتم التخطيط للأنشطة الثقافية خلال الزيارة. ينبع التزام هاري بدعم المحاربين القدامى من خدمته العسكرية في أفغانستان، حيث خدم كطيار مساعد لطائرة هليكوبتر من طراز أباتشي. وفي سلسلة حديثة على  Netflix، ناقش بصراحة صراعاته مع اضطراب ما بعد الصدمة، مشيرًا إلى عدم وجود الدعم عند عودته من القتال.

 

أخبار الأفارقة وتقارير فعالياتها واستشاراتها.