قضية المَاجِيرِي في شمال نيجيريا

كانت قضية اَلْمَاجِيرِي في نيجيريا من القضايا الحساسة رغم تجدّد النقاشات حولها على المستوى الوطني, ودائما ما تؤدي إلى صدامات بين حكومات الولايات الشمالية والحكومة الفيدرالية من جانبٍ, وبين القادة السياسيين من الشمال والجنوب.

ويُعنَى بـ “نظام المَاجِيْرِي” (Almajiri System) أو اَلْمَاجِرَانْسي (Almajiranci) هنا مدارس تقليدية (أو الكتاتيب) في شمال نيجيريا التي يسبق وجودها مجيئ الكولونيالية البريطانية بأكثر من سبعة قرون. و “الماجيري” كلمة هوساوية مشتقة من “المُهَاجِر” في اللغة العربية, وجمعها “اَلْمَاجِيرَايْ”(Almajirai) (1). وبالتالي تشير “الماجيري” في أرض الهوسا والفلاني إلى من هاجر بيته لحفظ القرآن الكريم وتلقّي العلوم الإسلامية ومبادئ القراءة والكتابة, وذلك من خلال إرسال الآباء أو أولياء الأمور أبناءَهم إلى قرى أو مدن أخرى يوجد بها “مَالَمْ” (Malam) – وهو المعلم المتبحِّر في علوم القرآن والعلوم الإسلامية(2).

ومع ذلك, فقد أظهرت قضية الماجري مستوى التناقض في مواقف السياسيين الذين اعتبروا انتقاد نظام التعليم الماجيري بمثابة انتقاد الثقافة الشمالية(3), حيث اعترف الزعماء من الشمال أنفسهم بفشل نظام “الماجيري” وقرّروا بشكل مفاجئ ترحيل الأطفال “الماجيرَايْ” من مدنهم إلى ولايات أخرى, وهم أنفسهم من تضايقوا من تصريحات أمير إمارة “كانو” السابق “سانوسي لاميدو سانوسي” التي طلب فيها تنظيم تعدّد الزوجات وتناول قضايا اجتماعية أخرى تشمل تداعيات نظام الماجيري, بل واعتبر بعضهم تصريحات الأمير ضمن خطاياه التي أدت إلى خلعه من العرش(4).

خلفية تاريخية عن نظام الماجيري

يعود أصل نظام التعليم “الماجيري” إلى القرن الحادي عشر الميلادي عندما وصل الإسلام إلى شمال نيجيريا عبر التعاملات التجارية التي أقامتها امبراطورية “كانم” مع مناطق مجاورة ومن شمال أفريقيا, حيث أدّى اهتمام حكام الامبراطورية بمحو الأمية القرآنية وحاجة التُجّار والسكان المسلمين إلى تأسيس “تسانغايا” (Tsangaya) – وهي مراكز تعليمية شاملة لتعلّم مبادئ الدين الإسلامي والعقيدة والفقه والأخلاق. ولذلك تكفّلت الإمبراطورية بتمويل هذه المراكز وساهم فيها أثرياء الدولة وسكانها أيضا بصدقاتهم, بينما يشارك الطلاب الملتحقون بها في أعمال يدوية وحرف أخرى كمساهمة منهم على تقدّم الدولة والمجتمع(5).

وقد شهد هذا النظام بعد جهاد الشيخ “عثمان بن فودي” وتأسيس خلافة “سوكوتو” عام 1803م عدة تعديلات عززتْه وساهمت في انتشاره في جميع أنحاء الشمال النيجيري؛ إذ أنشأت الخلافة مفتشية لمحو الأمية القرآنية يكون مفتّشوها مسؤولين بشكل مباشر أمام أمير الإمارة (بمثابة محافظ الولاية اليوم) بشأن جميع الأمور المتعلقة بالمدرسة(6).

كما أنّ السمة البارزة لهذه المدارس وقتذاك؛ أن التلاميذ يرتادونها وهم يعيشون مع آبائهم وأولياء أمورهم من أجل الرعاية الأبوية والقيم الأسرية, خاصة وأن المدارس قريبة من بلداتهم ومساكنهم, ولا يمنع هذا من أن يهاجر بعض الطلاب من البلدان المجاورة مثل جمهورية تشاد والنيجر والسودان إلى هذه المناطق للتعلم من الشيوخ المشهورين بالعلم والزهد.

ويلاحظ أيضا مناسبة نظام “تسانغايا” لمتطلبات المجتمع الشمالي وقتذاك ونجاحه الكبير عبر استقراء الشخصيات البارزة في الإمبراطوريتين اللتين أدارتا هذا النوع من التعليم (كانم- بورنو وسوكوتو) وتأثيراتهم في المجتمع خاصة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي؛ فالحرية التي يحظى بها الطلاب في المشاركة في مختلف الحِرف أثناء دراساتهم الإسلامية منحتْهم فرصة اكتساب المهارات التي كان المجتمع في أمسّ الحاجة إليها كالزراعة وصيد الأسماك والبناء وغيرها. ولذلك شكل المنتسبون إلى هذه المدارس نسبة كبيرة من مزارعي أهرامات الفول السوداني والمنتجات الزراعية الأخرى التي اشتهرت بها شمال نيجيريا قبل مجيء الكولونيالية وبُعيدها دون التنقيص من جودة التعليم والدراسة, وخرّج النظام أيضا أعدادا من الفقهاء المرموقين والكُتّاب(7).

على أنّ بريطانيا ألغتْ تمويل خلافة سوكوتو لهذا النظام من التعليم بعد غزوها للمنطقة عام 1903م وإنشائها محمية شمال نيجيريا, وذلك بحجة أنها مدارس دينية؛ فموّلت بريطانيا بدلا من ذلك “التعليم الحديث” أو الذي يعرف في نيجيريا أيضا بـ “التعليم الغربي”” (Karatun Boko) أو “التعليم العلماني”, وهو ما أدّى إلى انهيار النظام لانعدام الدعم بعدما فقد الأمراء سيطرتهم على الإمبراطورية والتحكّم في شؤونها بما فيها التعليم, وأصبحت أدوارهم تابعة لإملاءات المسؤولين البريطانيين(8).

ورغم قطع بريطانيا تمويل الدولة الذي يعتمد عليه “تسانغايا”؛ فقد استفاد المسؤولون البريطانيون من النظام أكبر استفادة – ليس فقط في تزويدهم بالمواد الغذائية الخام, ولكن أيضا في تجنيد تلاميذ المدارس القرآنية والإسلامية كعمال المناجم في أماكن مثل “جوس”. كما زوّدها النظام أيضًا بأولى مجموعات الموظفين في شمال نيجيريا التي احتاجت إليها الإدارة الكولونيالية – بمن فيهم القضاة والكتبة والمعلمين(9).

يضاف إلى ما سبق أنّ المدارس الحديثة التي موّلتها بريطانيا كانت متاحة فقط لعدد قليل من النخبة الحاكمة, وأنّ أنماط الحياة “المتحضرة” التي كانت تتوغل إلى المدن الشمالية عبر المدن الغربية المتأثرة بشكل كبير من الكولونيالية وازدهار أعمال النفط بعد الاستقلال كلها أدّت إلى ترك العديد من المعلّمين بلداتهم وقراهم  والتوجّه نحو المدينة بحثًا عن سبلٍ جديدة للعيش والدعم.

ومع ذلك, فقد كان الاعتقاد السائد بأن “التعليم الغربي” كان يهدف إلى التنصير وأنه معادٍ للإسلام وأن الأطفال الذين يتلقّون “التعليم الغربي” سيفقدون هويتهم الإسلامية ضمن الدوافع التي دفعت الطلاب لـ “الهجرة” من القرية إلى معلّميهم في المدن للمكوث معهم بغرض الدراسة.

على أنّ ما سبق ذكره من التغيرات أثّرت أيضا في الأسماء المرتبطة بمثل هذا النوع من التعليم؛ فالتلميذ الذي ترك أهله والتحق بمثل هذه المدرسة أصبح يعرف بـ “المَاجِيْرِي”, واكتسب النظام نفسه شهرة “اَلْمَاجِيرَانْسي”, بينما فرض معلّمون رسومًا أسبوعيًّا (kudin sati) على طلابهم وأجبرهم آخرون على امتهان أي أعمالٍ من أجل تحمّل نفقات المعيشة ورسوم الدراسة, وهو ما أدّى إلى لجوء بعض التلاميذ إلى التسوّل – والتسول لدى بعض المعلّمين أفضل من السرقة وأنسب لإعداد الطلاب لبعض الصعوبات التي قد يواجهونها لاحقًا في الحياة. وهكذا انتشرت ظاهرة التسوّل بين الأطفال والتلاميذ الماجيرَاي في العديد من الشوارع في الولايات الشمالية ومدنٍ أخرى في الجنوب(10).

تسييس قضية الماجيري

إنّ قضية “الماجيري” كغيرها من القضايا التي يصعب فصلها عن السياسية والإثنية في نيجيريا؛ فغير المسلمين في البلاد يعتبرونها موضوعا خاصّا بالمسلمين وسكان الشمال, ومجموعة من الشيوخ المسلمون الذين باستطاعتهم دفع عجلة الإصلاح لنظام التعليم الماجيري فضّلوا السكوت عنها بتواطؤ مع الحكام التقليديين, بينما تجاهل السياسيون القضية لعقود بدعوى حساسية المجتمع وخشية الاصطدام بقاعدتهم الشعبية التي تشمل المَاجِيْرَايْ ومعلّميهم.

ففي 10 أبريل 2012م، وقعّت الحكومة النيجيرية قانون الماجيري للتعليم(11), وبدأ الرئيس النيجيري السابق “غودلاك جوناثان” مشروعه لتطويره ودمجه مع نظام التعليم الوطني الرسمي؛ فأنفق فيما بين 2012م ويونيو 2015م ما مبلغه 15 مليار نايرا على بناء 157 مدرسة نموذجية على نظام “تسانغايا” مجهّزة بأدوات ومرافق حديثة(12).

غير أن هذه المبادرة من “جوناثان” سرعان ما اكتسبت صفة سياسية رغم أنها كانت بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية؛ إذ وُصِفت بمحاولة منه للفوز بقلوب الناخبين الشماليين في الانتخابات القادمة وقتذاك، وبالتالي هجر قادة سياسيون من الشمال هذه المدارس النموذجية لتصبح متهالكة أو مستخدَمة لأغراض أخرى بعدما خسر “جوناثان” انتخابات 2015م(13).

بل في أبريل 2015م – أي بعد أسبوعين من الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها “محمد بخاري”؛ صرّح أحد أبرز الزعماء الشماليين والحاكم السابق لولاية كانو الحاج “رابيو كوانكواسو” بأن إقليم الشمال قد طرد الرئيس “جوناثان” من السلطة باستخدام تصويت الماجِيرَايْ(14), وهو ما عزّز موقف بعض الجنوبيين الذي روا أن نظام الماجيري أداة سياسية وأن إقليم الشمال يستخدم أطفالا دون السن القانوني للتصويت لتزوير الانتخابات الرئاسية لصالح مرشّحه المفضل(15).

وإذ لم يظهر الرئيس “بخاري” بعد توليه السلطة أيّ اهتمام حقيقي نحو متابعة مبادرة “جوناثان” أو الاستفادة من مشاريعه الهادفة إلى إصلاح التعليم الماجيري, فقد أرجع الزعيم السياسي من كانو، “تانكو ياكاساي” سبب تدهور القيم الاجتماعية في الشمال إلى “إهمال التعليم الرسمي”, وانتقد مواقف النخبة الشمالية تجاه توفير التعليم الرسمي لجميع السكان وتسهيل الحصول عليه. كما انتقد بشدة ضعف التصرّف من حكومة الرئيس “بخاري” نحو معالجة الحالة السيئة في قطاع التعليم(16).

تداعيات انهيار نظام التعليم الماجيري

لقد حدّد مستشار الأمن القومي, اللواء “باباغانا مونغونو” في بداية عام 2019، الآثار المترتبة على نظام التعليم الماجيري, ووصفه كأرض خصبة لانعدام الأمن. وأيّده فيما بعدُ خبراء الأمن الآخرين الذين أبدوا قلقهم حيال بيانات الحكومة النيجيرية التي أفادت بأن أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا المسجّلة في مدن شمالية كانت لدى الأطفال الماجيرَايْ العائدين من مدينة كانو إلى ولاياتهم الأصلية(17).

كان متوسط أعمار الأطفال المحلتقين بالمدارس الماجيرية في شمال نيجيريا من 4 إلى 7 سنوات؛ فالآباء يضعون هؤلاء الأطفال تحت رعاية معلمي المدارس كأوصياء وعادة ما ينتهي الأمر بالعديد منهم إلى الإهمال والاستغلال والتجوّل في الشوارع. بل يشكّل الأطفال المتجوّلين في الشوارع والمدن حوالي 70 في المائة من الأطفال غير الملتحقين بالمدرسة في نيجيريا الذين يُقدّر عددهم بحوالي 13.2 مليون طفل, وهو ما يعني أن نيجيريا تمثّل 45 في المائة من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في منطقة غرب أفريقيا(18).

ووفق عدة الدراسات، يفضّل معظم الآباء يفضّلون هذا النوع من التعليم لرغبتهم في التعليم الإسلامي ولكون بعض هؤلاء الأطفال أيتامًا, إضافة إلى أن إرسال الأطفال من سن مبكر إلى تلك المدارس يخفف من معاناة الأسرة, خاصة وأن أُسَر معظم هؤلاء الأطفال تقع تحت تصنيف الفئة الأكثر فقرا في نيجيريا(19).

على أنّ بعض مسؤولي الحكومات الشمالية غالبا ما يتحدثون عن الأعراض ويتركون الأسباب والعوامل؛ فهم دائما يتحدثون عن الصور السلبية التي اكتسبتها مدن ولايات شمال نيجيريا بسبب الصبيان الماجيرَايْ, بينما يتغاضون عن حقيقة أن هؤلاء الصبيان يفتقرون إلى الرعاية الأبوية والاهتمام المناسب من قبل الحكومة والمعلّمين.

وفي وجهة نظر الأمير “سانوسي لاميدو” الذي نُصِب في عرش إمارة كانو عام 2014م وعُزِل عنها في مارس 2020م بسبب انتقاداته الحادة للحكومة ولآرائه التي وُصِفت بـ “الراديكالية” و “العلمانية”؛ فإن الحلّ يكمن في أن تهتمّ النخبة السياسية الشمالية بتحقيق العدالة الاقتصادية والسياسة الاجتماعية الحقيقية للفقراء بدلًا من الاختباء وراء مساعي “تطبيق الشريعة الذي يراد به استغلال الفقراء والتلاعب بهم حسب الرغبة لتحقيق أهدافهم الأنانية”, كما أنّ الآباء بحاجة إلى تحمّل مسؤوليتهم تجاه أبنائهم بدلا من التهرّب منها(20).

نقد محاولة ربط ـالماجيرَايْ بـ “بوكو حرام”

من الأخطاء التي وقع فيها باحثون أنهم عمّموا ممارسة التسوّل على جميع طلاب المدارس الماجيرية رغم وجود متسوّلين وأطفال متجولين غير منتسبون إلى هذه المدارس. وعمد كُتّابٌ آخرون إلى تصنيف جميع المدارس الإسلامية ومراكز تحفيظ القرآن الحديثة تحت نظام “تسانغايا” رغم أن نسبة من هذه المدارس قائمة على المناهج الوطنية الرسمية وتتبّى الأساليب الحديثة في التدريس(21).

وقد كانت “إليزابيث إيشيشي” من أوئل الذبن كتبوا في العلاقة بين الماجيراي وعنف الشباب في شمال نيجيريا, حيث وصفت في دراستها الدور الذي لعبه الماجيرَاي في تمرد حركة “مايتاتسين” بأنه “ثورة المحرومين”(22). وهناك مجموعة من الكتاب جعلت مصطلحَ “الشاب الماجيري” تسمية عامة للشباب العنيفين في شمال نيجيريا بدعوى سهولة جذب طلاب المدارس القرآنية المتجوّلين في الشوارع من قبل الجماعات المتطرفة وشبكات الشباب المرتبطة بالعنف السياسي, لأن هؤلاء الطلاب يدعمون أنفسهم عبر الصدقات ولا تستقرّ أوضاعهم المعيشية لقلة فرص العمل المتاحة لهم بعد التخرّج.

على أن الذين عملوا في شمال شرق نيجيريا وحقّقوا في أنشطة “بوكو حرام” في بحيرة تشاد يرفضون ربط الماجيري بالحركات العنيفة لعدم واقعيّته؛ فالعامل الرئيسي ليس في نظام التعليم الماجيري في حدّ ذاته(23), ولكن في الفقر المنتشر في المنطقة وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب المتعلّمين وحديثي التخرّج من الجامعات, وهما عاملان يسهّلان التأثير عليهم إيجابًا وسلبًا, خاصة وأن الأعضاء البارزين في “بوكو حرام” استفادوا أنفسهم من “التعليم الحديث” أو ما يعرف بـ “التعليم العلماني”؛ فمؤسس الجماعة “محمد يوسف” الذي قُتل عام 2009م كان جامعيًّا يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة(24).

كوفيد-19 وإنهاء نظام الماجيري

كان المتوقّع قبل مايو 2020 أن توافق حكومات الولايات الشمالية و مجالس العلماء المسلمين في الإقليم على القوانين المقترحة التي تهدف إلى الحدّ من ظاهرة تسوّل الأطفال وتقديم مبادرات تعزز تضمين نظام التعليم الماجيري في قطاع التعليم الرسمي, نظرا لسهولة حصول الأسر الفقيرة على هذا النوع من التعليم وللاعتقاد السلبي الذي تحمله بعض الأسر المتديّنة تجاه “التعليم الحديث”. ولكن مسؤولي حكومات الولايات الشمالية وجدوا في أزمة فيروس كورونا فرصة لإلغاء النظام؛ فرّحلت كل ولاية مئات الأطفال والشباب من مدنها وأعادتْهم إلى ولايات ومدن أخرى تعتبر مواطنهم الأصلية من أجل تسطيح انتشار الفيروس(25).

وإذ كادت عملية الترحيل تسبّب صدامات بين الشمال والجنوب(26)؛ فقد أظهرت الفحوصات التي أُجرِيت مع العائدين الأطفال والشباب بعد وصولهم إلى مواطنهم أن المئات منهم مصابون بالفيروس, مما أثار انتقادات واسعة من النشطاء الذين قالوا إن حكومات الولايات الشمالية كانت تعرض حياة هؤلاء الأطفال والشباب للخطر, وأدى إلى طلب مجلس النواب النيجيري من الحكومة الفيدرالية منع حكومات الولايات من مواصلة عملية الترحيل(27).

ومع ذلك, فقد أكّد حاكم ولاية كادونا “ناصر الرفاعي” أن منتدى حكام الولايات الشمالية مصمم على إنهاء نظام الماجيري. كما أعلن حاكم ولاية كانو “عبد الله عمر غاندوجي” في أواخر مايو 2020 أن لا رجوع لنظام التعليم الماجيري في ولايته، وأنّه أصبح لزاما على جميع الأطفال الذين أعيدوا إلى “كانو” التسجيل في المدارس الرسمية المجانية.

وأخيرا, يمكن التذكير بأن مجرّد نقل الأطفال من مدن إلى أخرى لن يحلّ الأزمة بشكل عمليّ ونهائي؛ لأن تسجيل الأطفال في نظام التعليم الرسمي يتطلب توفير المدارس في كل البلدات وتقريبها إلى المناطق النائية, بينما يحتاج الطلاب إلى حوافز للبقاء في الفصول بدلا من العودة إلى الشوارع. إضافة إلى ضرورة خلق برامج موسّعة لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها الأسر ويواجهها الشباب العاطلين عن العمل.

ــــــــــــــــ

1 – Bashir Liman Mashema, Abdurrhman Ibrahim Idria, & Yawale Musa. “The Challenges Of Almajiri System Of Education To Social Peace In Nigeria: A Cross-Sectional Investigation.” International Journal of Innovative Research and Advanced Studies, (Vol. 5, Issue 8, 2018). P. 44-50.

2- المصدر السابق.

3  – M.A. Yusha’u, A.K. Tsafe, S.I. Babangida, N.I. Lawal. “Problems and prospects of integrated almajiri education in northern Nigeria.” Scientific Journal of Pure and Applied Sciences, (Vol. 2, No. 3 2013), P. 125-134.

4 – حكيم نجم الدين. ” المناصب التقليدية في نيجيريا، وقضية عزل أمير كانو “محمد سانوسي” الثاني.” قراءات إفريقية, 12 مارس 2020. (اطلع عليه في 18 يونيو 2020): https://bit.ly/3elAZdr

5  – Idris A. AbdulQadir. “The Almajiri System of Education in  Nigeria Today.” Gamji, (Retrieved 18 June 2020): https://bit.ly/37Ynaj7

 6 – المصدر السابق.

7 – Cheta Nwanze. “History of the Almajiri system in Nigeria.” The Guardian Nigeria, 29 May 2019. (Retrieved 18 June 2020): https://bit.ly/2V7kDhg

8 – Taiwo, Fowoyo Joseph. “Transforming the Almajiri education for the benefit of the Nigerian society.” Journal of Educational and Social Research, (Vol. 3, No. 9, 2013), P. 68.

 9 –  مصدر سابق:

Idris A. AbdulQadir. “The Almajiri System of Education in  Nigeria Today.”

10- مصدر سابق:

  – Taiwo, Fowoyo Joseph. “Transforming the Almajiri education for the benefit of the Nigerian society.”

11  – Abdussalam Amoo. “Multi-Million Naira Almajiri Model School Built By Jonathan Govt. Abandoned, Rotting Away.” REMOP,19 Feb 2019. (Retrieved 18 June 2020): https://bit.ly/3hNklWn

12 – المصدر السابق.

13  – The Cable. “Kwankwaso: Almajiri votes kicked Jonathan out.” 13 April 2015, (Retrieved 19 June 2020): https://bit.ly/2NinD68

14  – ThisDay. “Nigeria: Almajiri As Assets and Curses”, 22 May 2020, (Retrieved 19 June 2020): https://bit.ly/2YPSEUe

 15 – Business Day Nigeria. “The Almajiri system: Northern political class and Sanusi’s lone voice”, 23 Febuary 2020, (Retrieved 19 June 2020): https://bit.ly/3dhAAYh 

16 – المصدر السابق.

17  – المصدر السابق.

18  – مصدر سابق:

 -Bashir Liman Mashema, Abdurrhman Ibrahim Idria, & Yawale Musa. “The Challenges Of Almajiri System Of Education To Social Peace In Nigeria: A Cross-Sectional Investigation.”

 19 – مصدر سابق:

Business Day Nigeria. “The Almajiri system: Northern political class and Sanusi’s lone voice”.

20  – Omeni, Akali. “The Almajiri in Northern Nigeria: Militancy, perceptions, challenges, and state policies.” African Conflict and Peacebuilding Review (Vol 5, No. 2, 2015), P. 128-142.

 21 – Isichei, Elizabeth. “The Maitatsine Risings in Nigeria 1980-85: A Revolt of the Disinherited.” Journal of Religion in Africa (Issue No. 17, Vol. 3, 1987), P. 194–208.

 22 – Hannah Hoechner. “Traditional Quranic students (almajirai) in Nigeria: Fair game for unfair accusations?.” In “Islamism, politics, security and the state in Nigeria”. African Studies Centre (ASC) Institut Français de Recherche en Afrique (IFRA), West African Politics and Society Series (Vol. 2, 2014), P. 63-84.

 23 – Adrian Kriesch & Jan-Philip Scholz. “Nigeria’s Almajiri schools: recruitment ground for terrorists?.” Deutsche Welle, 26 March 2014, (Retrieved 19 June 2020): https://bit.ly/3eg9Fxk

 24 – ThisDay Newspaper. “Editorial: COVID-19 AND ALMAJIRI PROBLEM.” (Retrieved 19 June 2020): https://bit.ly/2YlmWis

 25 – ReliefWeb. “The Almajiri Situation”, 14 May 2020, (Retrieved 19 June 2020): https://bit.ly/3en72d7

26 – Punch. “Almajirai migration to South-East is like biological warfare –Uwazurike”, 24 May 2020, (Retrieved 20 June 2020): https://bit.ly/37Nckfo

27 – Channels Television . “Reps Ask FG To Stop Repatriation Of Almajiri Children”, 12 May 2020. (Retrieved 20 June 2020): https://bit.ly/2Boa2HC

- المدير التنفيذي للأفارقة للدراسات والاستشارات.
- باحث نيجيري مهتم بالتحولات السياسية والقضايا الاجتماعية والتنموية والتعليمية.
- حاصل على دكتوراه في الأصول الاجتماعية والقيادة التعليمية من الجامعة الإسلامية بماليزيا.